يا ظَبيَ ذاكَ الأَجرَعِ المُنقادِ | |
|
| هَل بِتَّ تَعلَمُ كَيفَ حالُ فُؤادي |
|
أَم هَل عَرَتكَ مِنَ الغَرامِ صَبابَةٌ | |
|
| تَرَكَت رُقادَكِ غارِباً كَرُقادي |
|
إِنَّ الَّتي مَلَكَت قِيادَكَ في الهَوى | |
|
| مَلَكَت قِيادَكَ في الهَوى وَقِيادي |
|
وَلَقَد أَلَمَّ بِنا الخَيالُ يَمَسُّهُ | |
|
| نَصَبٌ مِنَ الإِتهامِ وَالإِنجادِ |
|
مُتَأَوِّياً يَعلو مَناكِبَ سابِحٍ | |
|
| عاري المَناكِبِ أَو قَرارَةَ وادي |
|
أَهلاً بِذَلِكُمُ الخَيال فَإِنَّهُ | |
|
| وافى فَأَسعَدَني بِقُربِ سُعادِ |
|
أَسرى وَأَسرَت بي إِلَيهِ ضَمائِري | |
|
| فَكَأَنَّنا كُنّا عَلى ميعادِ |
|
يا طيفُ كَيفَ خَلَصتَ حينَ طَرَقتَني | |
|
| مِن زَحمَةِ الأَفكارِ حَولَ فُؤادي |
|
هَمٌّ نَفى عَنّي الرُقادَ وَهِمَّةٌ | |
|
| تَرَكَت رِكابي طُلَّحاً وَجِيادي |
|
وَلَقَد تَخَيّرتُ المُلوكَ فَلَم أَجِد | |
|
| حَتّى وَجَدتَكَ بُغيتي وَمُرادي |
|
وَمَدَحتُ قَبلَكَ في الشَبيبَةِ مَعشَراً | |
|
| ضَيَّعتُ فيهِم شِرَّتي وَمِدادي |
|
وَرَفَعتَني عَنهُم إِلى أَن أَضرَموا | |
|
| نارَ المُروَّةِ مِن شَرارِ زِنادِ |
|
أَعطَيتَني ما لَو سَعَيتُ لِجَمعِهِ | |
|
| لَمَلَأتُ مِن كَنزِ الكُنوزِ بِلادي |
|
وَوُصِفتُ عِندَكَ بِالسَخاءِ وَإِنَّما | |
|
| ثَمَدي بِقيَّةُ سَيلِ هَذا الوادي |
|
أَيقَنتُ أَنَّكَ لي عَتادٌ صالِحٌ | |
|
| فَوَهَبتُ لِلذّكرِ الجَميلِ عَتادي |
|
يُثنى عَلَيكَ لِما نَجودُ لِأَنَّهُ | |
|
| مِن جُودِ كَفِّكَ جادَ كُلُّ جَوادِ |
|
قَد يُحمَدُ المَرعى الخَصيبُ وَإِنَّما | |
|
| دَرُّ الغَمامِ أَحَقُّ بِالإِحمادِ |
|
يا خَيرَ مَن حَمَلَ النِجادَ وَقَلبُهُ | |
|
| مِثلُ الَّذي في غِمدِ كُلِّ نِجادِ |
|
جَبنَّتَ عَنتَرَةَ الكُماةِ وَبَخَّلَت | |
|
| هَذي الأَيادي الغُرُّ كَعبَ أَيادِ |
|
وَغَدَوتَ بَحراً لا يُعافُ لِوارِدٍ | |
|
| وَلِصادِرٍ وَلِرائِحٍ وَلِغادي |
|
حَمَدَتكَ نُجّاعُ البِلادِ وَصُدِّقَت | |
|
| في خِصبِ أَرضِكَ سائِرُ الروّادِ |
|
مُتَعَوِّدٌ لِلفَضلِ مِن زَمَنِ الصِبا | |
|
| وَالفَضلُ أَفضَلُ عادَةِ المُعتادِ |
|
لَو كُنتَ مِن زَمَنِ الأَوائِلِ لَم تَطُل | |
|
| بَكرٌ بِذكرِ الحارِثِ بنِ عَبادِ |
|
تَسمُو بِجَدِّكَ أَو بِجَدِّكَ إِنَّما | |
|
| يَسمُو الفَتى بِالجَدِّ وَالأَجدادِ |
|
وَتَسيرُ في طُرُقِ المَكارِمِ وَالعُلى | |
|
| مِن غَيرِ أَن تَرضى هِدايَةَ هادِ |
|
لِلّهِ أَنتَ فَأَنتَ غَيرَ مُدافَعٍ | |
|
| بَحرُ النَدى وَشِهابُ هَذا النادي |
|
أَحيَيتَ ذِكرَ أَبي عَلِيٍ صالِحٍ | |
|
| في كُلِّ يَومِ وَغىً وَيَومِ جِلادِ |
|
وَبَنَيتَ فَخراً لَيسَ يُدرَكُ رَسمُهُ | |
|
| مِن وَجهِ إِدريسٍ وَلا شَدّادِ |
|
يا بنَ المَرادِسَةِ الَّذينَ صُدورُهُم | |
|
| لِلجاهِلينَ سَليمَةُ الأَحقادِ |
|
الفائِزينَ الحائِزينَ مَناقِباً | |
|
| مِثلَ النُجومِ كَثيرَةَ الأَعدادِ |
|
أُسُدٌ مَجاثِمُها الدُسوتُ وَقَلَّما | |
|
| تُلقى الدُسوتُ مَجاثِمَ الآسادِ |
|
بيضُ الوُجوهِ يَرُونَ أَنكَرَ مُنكَرٍ | |
|
| خبءَ السُيوفِ البِيضِ في الأَغمادِ |
|
إِنَّ الإِمامَةَ لَم تُسَمِّكَ عُمدَةً | |
|
| حَتّى رَأَتكَ لَها أَشَدَّ عِمادِ |
|
وَلَقَد كَشَفتُ وَإِنَّني لَكَ ناصِحٌ | |
|
| فَكَشَفتُ محضَ هَوىً وَصِدقَ وِدادِ |
|
وَوَجَدتُ قَدرَكَ كُلُّ قَدرٍ دونَهُ | |
|
| عِندَ الإِمامِ ابن الإِمامِ الهادي |
|
وَرَجَعتُ نَحوَكَ ظافِراً لَكَ بِالمُنى | |
|
| وَبَغيظِ حُسّادٍ وَكَبتِ أَعادي |
|
إِنّي كَظَنِّكَ فيَّ شاهِدٍ | |
|
| لَكَ فاغنَ لي عَن سائِرِ الأَشهادِ |
|
فَأَنا الَّذي لَو داسَ أَخمَصُكَ الثَرى | |
|
| لَجَعَلتُهُ في أَسوَدي وَسَوادي |
|
حَسَباً عَلى مَرِّ الزَمانِ وَصُحبَةً | |
|
| أَزَلِيَّةً الأَطنابِ وَالأَوتادِ |
|
لا تَختَطي إِبِلي ذَراكَ وَلا تُرى | |
|
| إِلّا إِلَيكَ مَوائِرَ الأَعضادِ |
|