أَلا ما لِقَلبي كُلَّما ذُكِرَت هِندُ | |
|
| تَزايَدَ بي هَمٌّ وَبَرَّحَ بي وَجدُ |
|
وَمالي كَأَنّي أَجرَعُ الصَبرَ كُلَّما | |
|
| تَعَرَّض لي مِن دونِها الأَجرَعُ الفَردُ |
|
إِذا نَزَلَت نَجداً تَنَفَّسَتُ لَوعَةً | |
|
| وَقُلتُ أَلا واحَرَّ قَلباهُ يا نَجدُ |
|
وَإِنّي لَأَستَنشي الصَبا فَأَظُنُّها | |
|
| بِرَيّاكِ فاحَت كُلَّما نَفَحَ الرَندُ |
|
وَبي لَوعَةٌ مِن حُبِّ دَعدٍ كَأَنَّما | |
|
| تَشِبُّ جَحيماً في الضُلوعِ بِها دَعدُ |
|
عَجِبتُ لِقَلبي كَيفَ يَبقى عَلى الجَوى | |
|
| وَلَكِنَّ قَلبي وَيحَهُ حَجَرٌ صَلدُ |
|
سَلي هَل أَذوقُ الغُمض لَيلاً كَأَنَّما | |
|
| فَراقِدُهُ في جيدِ غانِيَةٍ عِقدُ |
|
وَهَبتُ الكَرى فيهِ لَواهِبِ نِعمَةٍ | |
|
| زَماني بِهِ نَضرٌ وَعَيشي بِهِ رَغدُ |
|
إِذا صُغتُ فيهِ المَدحَ سارَت مُغِذَّةً | |
|
| غَرائِبُهُ يَحدو بِها الرَكبُ أَو يَشدو |
|
كَريمٌ لَهُ في بَذلِهِ المالَ جُهدُهُ | |
|
| وَلِلمَدحِ وَالمُدّاحِ في وصفِهِ الجُهدُ |
|
يَروحُ وَيَغدو وَالقَوافي شَوارِدٌ | |
|
| تَروحُ عَلَيهِ بِالمَحامِدِ أَو تَغدو |
|
يُسَرُّ بِبَذلِ الرِفدِ حَتّى كَأَنَّما | |
|
| لَهُ في الَّذي يُعطيكَ مِن رِفدِهِ رِفدُ |
|
وَيَدنُو إِذا ما فارَقَ السَيفُ غِمدَهُ | |
|
| وَصارَ لَهُ مِن كُلِّ جُمجُمَةٍ غِمدُ |
|
وَلا يَرتَضي السَردَ الدِلاصَ وَبَأسُهُ | |
|
| يُحَصِّنُهُ مالا يُحَصِّنُهُ السَردُ |
|
أَبا صالِحٍ ما ذَلَّ مَن أَنتَ عِزُّهُ | |
|
| وَلا ضَلَّ مَن يَسري وَأَنتَ لَهُ قَصدُ |
|
أَتَتكَ القَوافي مِن بِلادٍ بَعيدَةٍ | |
|
| تُؤَمِّلُ مِن نُعماكَ ما أَمَّلَ الوَفدُ |
|
وَأَهدى لَكَ الحَمدَ ابنُ حَمدٍ وَإِنَّما | |
|
| لِمِثلِكَ يُهدى مِن مَواطِنِهِ الحَمدُ |
|
شَكا أَهلُ بَغدادٍ أُواماً فَرَوِّهم | |
|
| فَإِن بَعُدَ الظامي فَما بَعُدَ الوِردُ |
|
وَمَن يَنجَعِ الغَيثَ الَّذي هُوَ مُمطِرٌ | |
|
| عَلى البُعدِ لَم يَمنَعهُ مِن صَوبه البُعدُ |
|
سَقى اللَه دارَ العِلمِ مِنكَ غَمامَةً | |
|
| تَعاهَدُ مَغناها إِذا اِحتَبَسَ العَهدُ |
|
وَتُنبِتُ رَوضاً مِن ثَنائِكَ كُلَّما | |
|
| ذَوى الرَوضُ يُلفى رَوضَها خَضِلاً بَعدُ |
|
فَأَنتَ الَّذي لَم يَمشِ يَومَ حَفيظَةٍ | |
|
| بَأَثبَتَ مِن حَيزومِكَ الأَجرَدُ النَهدُ |
|
وَلا امتَدَّ باعٌ مِثلَ باعِكَ في العُلا | |
|
| وَلا في العَوالي وَهيَ مُشرَعَةٌ مُلدُ |
|
وَلا وَلَدَت حَواءُ مِن نَسلِ آدَمٍ | |
|
| كَأَنتَ فَتىً سَمحاً وَإِن كَثُرَ الوُلد |
|
لَكَ المَجدُ وَالجَدُّ الكَريمُ وَقَلَّما | |
|
| رَأَينا فَتىً يَرضى لَهُ المَجدُ وَالجَدُّ |
|
فِدىً لَكَ عَبدٌ بِالجَميلِ مَلَكتَهُ | |
|
| أَلا إِنَّما عَبدُ الجَميلِ هُوَ العَبدُ |
|
فَعِش عُمرَ ما حبَّرت فيكَ فَإِنَّهُ | |
|
| بِسَعدِكَ لَم يَحلُل بِقائِلِهِ سَعدُ |
|