لِمَن دِمنَةٌ مِثلُ خَطِّ الزَبورِ | |
|
| عَفَتها الدَبورُ وَرِيحُ الصَبا |
|
وَكُلُّ مُلِثٍّ مِنَ المُعصِراتِ | |
|
| لَهُ هَيدَبٌ مِثلُ هُدبِ الرِدا |
|
تَرى البرقَ يَضحَكُ في جَوِّهِ | |
|
| وَحَتّى تَراهُ كَثيرَ البُكا |
|
يَحُطُّ مِنَ النِيقِ ما في الوُكُورِ | |
|
| وَيُخفي مِنَ الأَرضِ ما في الكُوى |
|
وَتُضحي المَكاكيُّ مِن وَبلِهِ | |
|
| كَوامِنَ في جَنَباتِ الصُوى |
|
خَلَت مِن مَها الإِنس تِلكَ الرُسومُ | |
|
| وَأَضحَت مُعَوَّضَةً بالمَها |
|
وَعَهدي بِها وَهِيَ مَأوى الحِسانِ | |
|
| فَقَد أَصبَحَت وَهيَ مَأوى الجَوا |
|
سَأَلنا رُباها عَنِ الظاعِنينَ | |
|
| فَكانَ الجَوابُ جَوابَ الصَدا |
|
وَمَرتٍ خَبَطناهُ بِالناجِياتِ | |
|
| وَقَد كَمَن الصُبحُ تَحتَ الدُجى |
|
سَقَيتُ بِهِ الرَكبَ كَأسَ النُعاسِ | |
|
| وَغَنّاهُمُ الذِئبُ لَما عَوى |
|
أَقولُ لَهُم وَرُؤُوسُ المَطيِّ | |
|
| كَأَنَّ عَلَيها بُصاقَ الدَبى |
|
وَنَحنُ وَهُنَّ كَحُدبِ القِسِيِّ | |
|
| مِن طُولِ ما جَنَفَتنا السُرى |
|
أَريحُوا قَليلاً فَدُون المُعِزّ | |
|
| تَنائِفُ يُرهَبُ فيها التَوى |
|
فلَمّا نَزَلنا بِبَعضِ الهُجولِ | |
|
| شَكَونا إلى البرِّ طُولَ القَوى |
|
وَقُمنا نَدِبُّ دَبيبَ الصِلالِ | |
|
| بَينَ القُلال وَبَين الجُوى |
|
فلاحَت لَنا عِندَ وَجه الصَباحِ | |
|
| حِقباءُ مِن تَحت عَبلِ الشَوى |
|
مُكِبٌّ عَلَيها بِمَلمُومَةٍ | |
|
| لَها شُعلَتان كجَمر الغَضا |
|
وَفيها نَواجِمُ بيضُ المُتونِ | |
|
| مُذَرّبة مِثلُ رُوسِ المُدى |
|
لَهُ لِبَدٌ كَجَناحِ الظَليم | |
|
| بِيضُ الأَسافِلِ حُمرُ الذُرى |
|
فَلَمّا رَآنا رَأَى مِثلَهُ | |
|
| خِماصَ البُطونِ لِفَرط الطَوى |
|
فَزَمجَر حَتّى رَأَيتَ الوِهادَ | |
|
| يُزَلزِلُها صَوتُه وَالرُبى |
|
وَأَقبَلَ يَمشي إِلى فِتيةٍ | |
|
| يُريعُون مِنهُ وَمِنها العِدى |
|
فَشَدّوا عَلى كَهمَسٍ شَدَّةً | |
|
| فَبَعضٌ وَجاهُ وَبَعضٌ رَمى |
|
واُبنا بِزادَين نَحوَ الرِكابِ | |
|
| عَيرِ الفَلاةِ وَلَيثِ الشَرى |
|
وَظَلنا نُلَهوِجُ ذاكَ القَنيصَ | |
|
| وَنَأكُلُ مِن عَجَلٍ ما اِنشَوى |
|
فَلَمّا اِكتَفَينا قرَينا الوُحُوشَ | |
|
| مِن مِثلِها فَضَلاتِ الشَوى |
|
وَرُحنا نَخوضُ بِها في السَرابِ | |
|
| طِوالَ الرِقابِ طِوالَ الخُطا |
|
إِلى مَلِكٍ جازَ قَدرَ المُلوكِ | |
|
| فَكانَ الثُريا وَكانوا الثَرى |
|
بَنى وَبَنوا دَرَجَ المَكرُماتِ | |
|
| فَطالَ عَلى ما بَنَوا ما بَنى |
|
فَلمّا وَصَلنا أَبا صالِحٍ | |
|
| وَصَلنا أَجَلّ مُلُوكِ الوَرى |
|
فَتىً سَبَقَ الناسَ بِالمَكرُماتِ | |
|
| إِلى أَمَدٍ لَم يَحُزهُ مَدى |
|
كَريمُ النَجابَةِ عَفُّ الإِزارِ | |
|
| بَصيرٌ بِغَيرِ طَريقِ الخَنا |
|
يَليقُ بِهِ المَجدُ وَالمَكرُماتُ | |
|
| وَتَصدُق ألقابُهُ وَالكَنى |
|
فَما يَفعَلُ الناسُ مِن صالِحٍ | |
|
| فَإِنَّ المُعِزَّ بِذاكَ اِبتَدا |
|
يَوَدّ وَحاشاه لَو قُدِّمَت | |
|
| إِلى الضَيفِ مُهجَتُه في القِرى |
|
وَكَم عُدِمَ الخِصبُ في بَلدَةٍ | |
|
| فَقامَ نَداهُ مَقامَ الحَيا |
|
شَرى الزادَ بِالماِلِ مِن جالبِيهِ | |
|
| وَباتُوا فَأَطعَمَهُم ما شَرى |
|
فَسَل عَنهُ كَم فَرَّقَت كَفُّهُ | |
|
| مِنَ المالِ في جَمعِ هَذا البِنا |
|
إِذا شِئتَ تُحصي جَميلَ المُعِزِّ | |
|
| فَعُدَّ النُجومَ وَعُدَّ الحَصا |
|
فَإِن تُحصِها تَلقَ مَعروقَهُ | |
|
| يَزيدُ المِثالُ عَلى ذِي وَذا |
|
بَداني بِنُعماهُ قَبلَ المُلوك | |
|
| وَما الفَضلُ إِلّا لِمَن قَد بَدا |
|
زَكاني مَعروفُهُ وَالجَميلُ | |
|
| إِذا كانَ عِندَ زَكِيٍّ زَكا |
|
أَبا صالِحٍ إِن أَغِب عَن عُلاكَ | |
|
| فَقَلبُكَ لي شاهِدٌ بِالوَلا |
|
وَإِنَّ حَياتي إِذا لا أَراكَ | |
|
| حَياةٌ وَمَوتي أَراها سِوا |
|
جَميلُكَ وَسَّعَ لي في المَعاشِ | |
|
| وَرَغَّبَني في ابتِناءِ القُرى |
|
وَأَنتَ بِفَضلِكَ صَيَّرتَني | |
|
| أَغيبُ فَأجمَعُ مِنها اللُهى |
|
وَأَيَّةُ أَرضٍ تَيَمَّمتُها | |
|
| تَيَمَّمَني مِنكَ فِيها الغِنى |
|
فَلي مِن نَداكَ رَبيعٌ هُناكَ | |
|
| وَلي مِن نَداكَ رَبيعٌ هُنا |
|
جُزيتَ عَنِ المَدحِ وَالمادِحينَ | |
|
| وَعَن أَهلِ دُنياكَ خَيرَ الجَزا |
|
فَإِنَّكَ أَنتَ حَرَستَ الثُغورَ | |
|
| وَذُدتَ بِسَيفِكَ عَنها العِدى |
|
وَإِنَّكَ عَلّمتَ أَهلَ السَماحِ | |
|
| كَيفَ السَماحُ وَكَيفَ السَخا |
|
تَهَنَّ بِعيدِكَ وَلَيتَهَنَّ | |
|
| لِهَذى البَرِيّة هَذا الهَنا |
|
وَعِش ما اِشتَهَيتَ حَليفَ السُرورِ | |
|
| حَليفَ السُعودِ حَليفَ البَقا |
|