لَقَد أُيِّدَت كَفٌّ لَها مِنكَ ساعِدُ | |
|
| وَطالَ بِناءٌ شادَهُ مِنكَ شائِدُ |
|
وَما دُمتَ لي حَيّاً فَلا الدَهرُ خاذِلٌ | |
|
| وَلا العُمرُ مَنقوصٌ وَلا المالُ نافِدُ |
|
أَرى الناسَ في الدُنيا كَثيراً عَديدُهم | |
|
| وَأَكثرُ مِنهُم نُصبَ عَينيَ واحِدُ |
|
أَبا صالِحٍ لا يَطلُبُ الناسُ ماجِداً | |
|
| كَأَنتَ فَما فيهم كَمِثلِكَ واحِدُ |
|
خُلِقتَ كَريماً لَم يَخِب مِنكَ سائِلٌ | |
|
| وَلا وَجَدَ الحِرمانَ عِندَكَ قاصِدُ |
|
وَهَجَّنتَ كَعباً في السَماحِ وَحاتِماً | |
|
| كَما هُجِّنَت في الراحَتين الزَوائدُ |
|
إِذا ما اِستَفدنا مِنكَ مالاً أَفدتَنا | |
|
| مِنَ العِلمِ ما تَحوي ذَراهُ الفَوائِدُ |
|
لَقَد زُيِّنَت مِنكَ القُصورُ بِماجِدٍ | |
|
| يَلوذُ بِعِطفَيهِ بَنوهُ الأَماجِدُ |
|
كَأَنَّكَ بَدرٌ وَالبَنونَ فَراقِدٌ | |
|
| فَدُمتَ وَدامَت في ذَراكَ الفَراقِدُ |
|
بَنو خَيرِ مَن يُنمى إِلى خَيرِ والِدٍ | |
|
| فَلِلّهِ مَولُودٌ وَلِلّهِ والِدُ |
|
نُكَرِّمُ ما تَمشي عَلَيهِ مِنَ الثَرى | |
|
| فَخَدّي لِتُربٍ تَحتَ نَعلَيكَ حاسِدُ |
|
إِذا قُلتُ شِعراً فيكَ كادَت مَحَبَّةً | |
|
| بِلا مُنشِدٍ تَسعى إِلَيكَ القَصائِدُ |
|
مَلأتُ بِها الآفاقَ حَمداً لِماجِدٍ | |
|
| زَماني لَهُ مِثلي عَلى الفَضلِ حامِدُ |
|
يَذُبُّ الأَذى عَن عَبدِهِ وَهوَ غافِلُ | |
|
| وَيَسهَرُ في مَنفوعِهِ وَهوَ راقِدُ |
|
وَيَدفعُ صَرفَ الدَهرِ عَنهُ بمَنكِبٍ | |
|
| شَديدٍ إِذا التَفَّت عَلَيهِ الشَدائِدُ |
|
فِدىً لِأَبي العُلوانِ عَبدٌ ضَميرُهُ | |
|
| لَهُ وَعَلَيهِ بِالمَحَبَّةِ شاهِدُ |
|
شَكَرتُ لَهُ الفَضلَ الَّذي لَم يَبُح بِهِ | |
|
| فَلا هُوَ مَنّانٌ وَلا أَنا جاحِدُ |
|
أَقَمتَ عَمُودَ العِزِّ وَالعِزّ هابِطٌ | |
|
| وَنَفَّقتَ سُوقَ الشِعرِ وَالشِعرُ كاسِدُ |
|
وَصَيَّرتَ لِلدُنيا بِوَجهِكَ رَونَقاً | |
|
| كَأَنَّك عِقدٌ وَهِيَ عَذراءُ ناهِدُ |
|