ما قُدِّمَ البَغيُ إِلّا أُخِّرَ الرَشَدُ | |
|
| وَالناسُ يُلقونَ عُقبى كُلِّ ما اِعتَقَدُوا |
|
مَن ساسَ خَيراً رَأى خَيراً وَمَن وَلَدَت | |
|
| أَفعالُهُ الشَرَّ لاقى شَرَّ ما تَلِدُ |
|
بَغى عَلَينا رِجالٌ عادَ بَغيُهُمُ | |
|
| عَلَيهِمُ وَأَعانَ الواحِدُ الصَمَدُ |
|
وافَوا وَقَد عَقَدُوا عَقداً فَما ظَفِرُوا | |
|
| بِما أَرادُوا وَحَلَّ اللَهُ ما عَقَدُوا |
|
ظَنُّوا السَلامَةَ حَتّى خابَ ظَنُّهُمُ | |
|
| وَالخَيلُ عَن يَمنَةِ السَعدِيِّ تَطَّرِدُ |
|
فَلَم تَجُل جَولَةً حَتّى رَأَيتَهُمُ | |
|
| في جِيدِ كُلِّ كَمِيٍّ مِنهُمُ مَسَدُ |
|
مُجَنَّبِينَ وَصَرعى تَحتَ أَرجُلِنا | |
|
| كَما تُصَرَّعُ يَومَ الرِحلَةِ العَمَدُ |
|
سالَت مَذانِبُ صَيدا مِن دِمائِهِمُ | |
|
| وَطَرّحَت حائِرَ الراسُومَةِ العُدَدُ |
|
وَعاوَدُوا نَحوَ دانِيث فَشَكَّهُمُ | |
|
| صُمُّ الأَنابِيبِ ما في خَلقِها أَوَدُ |
|
في كَفِّ كُلِّ كَمِيِّ مِن فَوارِسِنا | |
|
| سَردُ الدِلاصِ عَلى أَكتافِهِ لِبَدُ |
|
وَعاوَدُوا يَطلُبُونَ الشَرَّ ثانِيَةً | |
|
| وَلِلمَنايا عَلى أَرواحِهِم رَصَدُ |
|
وَلَم تَكُن يَومَ أَعزالٍ فَوارِسُنا | |
|
| بِئسَ الفَوارِسُ وَالقَسطالُ مُنعَقِدُ |
|
ثُمَّ استَقَلَّت إِلى السَعديِّ ظُعنُهُمُ | |
|
| فَمُنذُ صارُوا إِلى السَعدِيِّ ما سُعِدوا |
|
وَلَو وَمِن خَلفِهِم جَيشٌ فَوارِسُهُ | |
|
| قَد أَبحَدَتنا بِها الجَوزاءُ وَالأَسَدُ |
|
لَم يَعلَمُوا حينَ باتَ السَيلُ يَدهَمُهُم | |
|
| أَنَّ المُدُودَ لَنا مِن خَلفِهِم مَدَدُ |
|
تَرى الخِيامَ عَلى التَيّارِ طافِيَةً | |
|
| كَأَنَّما هِيَ في حافاتِهِ زَبَدُ |
|
وَالسَيلُ قَد جَرَّ ما ضَمَّت عِيابُهُمُ | |
|
| حَتّى تَشابَهَتِ الأَمواجُ وَالزَرَدُ |
|
يا أَيُّها الراكِبُ العادي يَخُبُّ بِهِ | |
|
| عَبلُ الشَوى مُجفِرٌ أَو عَبلَةٌ أُجُدُ |
|
بَلِّغ تَحِيَّتَنا طَيّاً وَقُل لَهُمُ | |
|
| ما ضَرَّنا ذَلِكَ الحَشدُ الَّذي حَشَدُوا |
|
عَققتُمُونا وَقَد قُمنا بِبِرِّكُمُ | |
|
| كَما يَقومُ بِبِرِّ الوالِدِ الوَلَدُ |
|
فَما رَعَت حَقَّنا كَلبٌ وَلا حَفِظَت | |
|
| لَنا الصَنيعَةَ قَحطانٌ وَلا أُدَدُ |
|
قَصَدتُمُ الشامَ إِذ غابَت فَوارِسُهُ | |
|
| وَالذِئبُ يَرقُصُ حَتّى يَحضُرَ الأَسَدُ |
|
وَأَطمَعَتكُم حَماةُ في مَمالِكِنا | |
|
| وَالمَطمَعُ السُوءُ مَقرونٌ بِهِ الحَسَدُ |
|
سَتُستَعادُ بِبيضِ الهِندِ ثانِيَةً | |
|
| إِذا نَزَلنا وَمِن قَبليِّنا صَدَدُ |
|
لَولا الإِمامُ وَلَولا فَرطُ خَشيَتِهِ | |
|
| لَم يَقطَعِ الجِسرَ مِن فُرسانِكُم أَحَدُ |
|
وَإِنَّما نَهنَهتَنا طاعَةٌ تَرَكَت | |
|
| سُيُوفَكُم عَن أَذانا لَيسَ تَنغَمِدُ |
|
فَحينَ أَحوَجتُمُونا لَم نُلَقِّكُمُ | |
|
| غَيرَ السُيوفِ المَواضِي وَالقَنا القُصُدُ |
|
وَمِن كِلابٍ رِجالٌ غابَ أَكثَرُهُم | |
|
| عَنكُم وَوا أَسَفا لَو أَنَّهُم شَهِدُوا |
|
حَتّى تَرَوا بِالمُصَلّى كَيفَ طَعنُهُم | |
|
| بِالسَمهَرِيَّةِ وَالأَرواحُ تُفتَقَدُ |
|
وَقَد عَرَفتُم وَجَرَّبتُم فَوارِسَنا | |
|
| بِالمَشهَدَينِ وَنارُ الحَربِ تَتَّقِدُ |
|
ذَادُوكُمُ بِالعَوالي عَن خِيامِهِم | |
|
| فَما استُبيحَ لَها طُنبٌ وَلا وَتِدُ |
|
كُنتُم ثَلاثَةَ آلافٍ فَرَدَّكُمُ | |
|
| ثَلاثَةٌ وَأَبى أَن يَنفَعَ العَدَدُ |
|
وَما القَليلُ قَليلاً حينَ تَخبُرُهُ | |
|
| وَلا الكَثيرُ كَثيراً حينَ يَنتَقَدُ |
|
لا واخَذَ اللَهُ قَوماً مِن عَشِيرَتِنا | |
|
| تَأَلَّبوا في زَوالِ العِزِّ وَاِجتَهَدُوا |
|
باعُوا العَشِيرَةَ بَيعَ البَخسِ وَاِنقَلَبُوا | |
|
| بِالذُلِّ ما أَخلَفُوا العِزَّ الَّذي فَقَدُوا |
|
وَدَرَّ دَرُّ رِجالٍ مِنهُمُ مَنَعُوا | |
|
| أَعداءَهُم جانِبَ الوِردِ الَّذي وَرَدُوا |
|
وَمانَعُوا دُونَ شامٍ لَو نَبا بِهِمُ | |
|
| وَحاوَلوا عِوَضاً مِنهُ لَما وَجَدُوا |
|
قَد ناصَحُونا فَلافَوا غِبَّ نُصحِهِمُ | |
|
| وَعاهَدُونا وَأَوفَوا بالَّذي عَهِدُوا |
|
يا عائِدينَ إِلى الأَوطانِ مِن حَلَبٍ | |
|
| وَفي قُلوبِهِمُ مِن فَوتِها كَمَدُ |
|
لَستُم بِأَوّلِ قَومٍ حاوَلُوا طَمَعاً | |
|
| مِنها وَضَلُّوا عَنِ القَصدِ الَّذي قَصَدُوا |
|
لَم تَنزِلوها بِأَمرٍ غَيرَ أَنَّكُمُ | |
|
| رُمتُم فَسادَ أُمُورٍ لَيسَ تَنفَسِدُ |
|
وَعُقتُمُ القَودَ أَن تَمضي وَلا عَجَباً | |
|
| أَنَّ الخَليفَةَ يَدري ثُمَّ لا يَجِدُ |
|
وَما اِعتَمَدنا عَلى قَودٍ تُقَرِّبُنا | |
|
| مِنهُ وَلَكِن عَلى النِيّاتِ نَعتَمِدُ |
|
حاشا الإِمامَ وَحاشا طِيبَ عُنصُرِهِ | |
|
| أَن يَظهرَ الزُهدُ في قَومٍ وَما زَهِدُوا |
|
لا تَطلُبُوا مَصعَداً في هَضبِ شاهِقَةٍ | |
|
| زَلَّت بِأَقدامِ قَومٍ قَبلَكُم صَعِدُوا |
|
فَالدِزبِرِيُّ حَطَطنا مَن عَصى مَعَهُ | |
|
| عَلى الإِمامِ وَفي آنافِهِم عُبُدُ |
|
مِن بَعدِ ما تَرَكَ المُرّانُ أَكثَرَهُم | |
|
| صَرعى يُهالُ عَلى مَثواهُمُ السَنَدُ |
|
خانُوا الإِمامَ وَما خُنّا وَأَفسَدَهُم | |
|
| ضَعفُ اليَقينِ وَلَم نَفسُد كَما فَسَدوا |
|
وَلا عَصَينا أَميرَ المُؤمِنينَ كَما | |
|
| عَصى المُظَفَّرُ وَهوَ السَيفُ وَالعَضُدُ |
|
لَكِن أَطَعنا وَناصَحنا وَما عَلِقَت | |
|
| لآلِ مِرداسِ إِلّا بِالإِمامِ يَدُ |
|
لَو كانَ يُعبَدُ غَيرُ اللَهِ ما اِمتَنَعُوا | |
|
| أَن يَعبُدُوهُ مَعَ الرَبِّ الَّذي عَبَدُوا |
|
أَمّا الإِمامُ فَما حالَت مَحَبَّتُهُ | |
|
| وَإِنَّما في رِجالٍ حَولَهُ حَسَدُ |
|
سامُوا لَنا عِندَهُ أَمراً لِيَحمَدَهُم | |
|
| فَالحَمدُ لِلّهِ قَد لِيموا وَما حُمِدُوا |
|
وَنَحنُ أَنفَعُ مِنهُم إِن أَلَمَّ بِهِ | |
|
| خَطبٌ وَأَوجَدُ لِلهَمِّ الَّذي يَجِدُ |
|
وَلِلخَليفَةِ مِنّا حينَ يَندُبُنا | |
|
| أَموالُنا وَالقَنا وَالمالُ وَالوَلَدُ |
|
لا نَرتَضي غَيرَهُ مَولىً نُعَزُّ بِهِ | |
|
| وَلا يُغَيِّرُنا عَن حُبِّهِ الأَبَدُ |
|