سَلامٌ كَنَشرِ المِسكِ فُضَّ خِتامُهُ | |
|
| عَلى مَلِكٍ بالرقَتَينِ خِيامُهُ |
|
مُشَيَّعُ ما يُلقى عَلَيهِ نِجادُهُ | |
|
| مُبارَكُ ما يَحوِي عَلَيهِ لِثامُهُ |
|
كَأَنَّ الرَدى تَلقى بِهِ كُلَّما التَقَت | |
|
| أَنامِلُهُ في مَعرَكٍ أَو حُسامُهُ |
|
إِذا سُمتَهُ الغالي عَلَيهِ سَخا بِهِ | |
|
| وَهانَ عَلَيهِ سامُهُ أَو سَوامُهُ |
|
كَريمُ زَمانٍ قَد تَقَدَّمَ قَبلَهُ | |
|
| زَمانٌ فَزادَت عَن نَداهُ كِرامُه |
|
رَبيعٌ يَعُمُّ الناسَ لَيسَ بِمُجدِبٍ | |
|
| إِذا الناجِعُ المُستافُ أَجدَبَ عامُهُ |
|
إِذا حَلَّ أَرضاً حَلَّها الخَيرُ وَاِنجَلى | |
|
| بِهِ البُؤسُ عَنها فَرَدُهُ وَتُوآمُهُ |
|
دَنا مِن مَكانٍ فَاعتَراهُ سُرورُهُ | |
|
| وَخَلى مَكاناً فَاعتَراهُ عُرامُهُ |
|
فَأَظلَمَ في ذاكَ المَكانِ نَهارُهُ | |
|
| وَأَشرَقَ في ذاكَ المَكانِ ظَلامُهُ |
|
لَئِن باتَ مَهجورَ المَحَلِّ عِراقُهُ | |
|
| فَقَد باتَ مَأنوسَ المَحَلِّ شآمُهُ |
|
وَهَل هُوَ إِلّا الغَيثُ حَلَّت رِهامُهُ | |
|
| مَكاناً وَمالَت عَن مَكانٍ رِهامُهُ |
|
فَلا يُبعِدِ اللَهُ الهُمامَ فَإِنَّهُ | |
|
| يَغِيبُ وَلَكِن لا يَغِيبُ اِهتِمامُهُ |
|
سَقى كُلَّ دارٍ حَلَّها كُلُّ مُدجِنِ | |
|
| كَأَنَّ ابتِسامَ البَرقِ فيها اِبتِسامُهُ |
|
يَسِحُّ شِمالِيَّ المُصَلّى فَيَستَوي | |
|
| بِما سَحَّ مِنهُ خَلفُهُ وَأَمامُهُ |
|
وَيُمرِعُ بابُ الشامِ أَو تَكتَسي الحَيا | |
|
| رُباهُ اللَواتي حَولَهُ وَإِكامُهُ |
|
وَيُصبِحُ مَيدانُ القُصورِ مُرَوَّضاً | |
|
| يَضُوعُ نَسيماً رَندُهُ وَبَشامُهُ |
|
وَيُكسى بِهِ سُورُ المَدينَةِ مِطرَفاً | |
|
| مِنَ النَورِ لَم يَنسُجهُ إِلّا غَمامُهُ |
|
إِذا اعتَمَّ بِالنَوّارِ بُرجٌ ظَنَتَهُ | |
|
| مِنَ البُزلِ عَوداً شابَ مِنهُ سَنامُهُ |
|
لَقَد حَلَّ تِلكَ الأَرضَ مَن لَو رَأَى بِها | |
|
| مَكارِمَهُ المَنصورُ طالَ اِحتِشامُهُ |
|
بَنى ذاكَ بُنياناً تَهَدَّمَ بَعدَهُ | |
|
| وَهَذا بَنى ما لا يُخافُ اِنهِدامُهُ |
|
وَلَو شاهَدَ المَأمُونُ بَعضَ زَمانِهِ | |
|
| لَما كانَ مَأمُوناً عَلَيهِ حِمامُهُ |
|
وَمُعتَصِمٌ بِاللَهِ لَو عاشَ لَم يَكُن | |
|
| بِغَيرِ ثِمالٍ في الخُطوبِ اعتِصامُهُ |
|
وَقد وُصِفَ الفَضلُ بنُ يَحيى بن خالِدِ | |
|
| وَأَفضَلُ مِنهُ عَبدُهُ وَغُلامُهُ |
|
مَلِيكٌ تَلاهُم وَهوَ أَفضَلُ مِنهُمُ | |
|
| وَجَمرُ الغَضا يَتلُو الدُخانَ ضِرامُهُ |
|
وَبِالرقَةِ البَيضاءِ مِن آلِ صالِحٍ | |
|
| فَتىً مِثلُ حَدِّ المَشرَفِي اعتِزامُهُ |
|
يُرَجىّ كَما تُرجى الغَمامَةُ عَفوُهُ | |
|
| وَيُخشى كَما يَخشى الحِمامَ اِنتِقَمُهُ |
|
حَوى الفَضلَ طِفلاً وَهوَ في المَهدِ وَالتَقى | |
|
| عَلى غَيرِ طَيشٍ حِلمُهُ وَاحتِلامُهُ |
|
بِصِحَّةِ عَزمٍ لا تُفَلُّ غُروبُهُ | |
|
| وَثاقِبِ رَأيٍ لا تَطيشُ سِهامُهُ |
|
إِذا داسَ وَجهَ الأَرضِ أَصبَحَ لُؤلُؤَاً | |
|
| حَصاهُ وَمِسكاً تُبَّتِيّاً رُغامُهُ |
|
هَنيئاً لَهُ الشَهرُ الَّذي بُرَّ سَعيُهُ | |
|
| بِهِ وَزَكا عِندَ الإِله صِيامُهُ |
|
إِذا قامَ فيهِ لِلصَلاةِ وَلِلنَدى | |
|
| حَوى الأَجرَ وَالذِكرَ الجَميلَ قِيامُهُ |
|
وَلَيلٍ وَهَبتُ النَومَ فيهِ لِماجِدٍ | |
|
| قَليلٍ عَلى ضَيمِ العَدُوِّ مَنامُهُ |
|
وَنظَّمتُ دُرّاً في عُلاهُ وَإِنَّهُ | |
|
| لَأَسنى مِنَ الدُرِّ الثَمينِ نِظامُهُ |
|
يَدُومُ عَلى مَرِّ اللَيالي وَإِنَّما | |
|
| يُرادُ مِنَ الشَيءِ النَفِيسِ دَوامُهُ |
|