بَرقٌ تَأَلَّقَ في الظَلامِ وَأَومَضا | |
|
| فَذَكَرتُ مَبسِمَ ثَغرِها لَمّا أَضا |
|
وَكَأَنَّهُ لَمّا اِستَطارَ وَميضُهُ | |
|
| في حِندِسِ الظَلماءِ سَيفٌ مُنتَضى |
|
يَحمَرُّ أَعلاهُ وَيَنصَعُ وَسطُهُ | |
|
| فَسَناهُ يَلمَعُ مُذهَباً وَمُفضَّضا |
|
بَرقٌ تِهامِيٌّ كَأَنَّ بَرِيقَهُ | |
|
| لَهَبٌ يَشبُّ إِذا اِستَطارَ وأَومَضا |
|
يَبدُو وَيَغمُضُ في الظَلامِ وَمُقلَتي | |
|
| مِن ذاكَ يَمنَعُها الجَوى أَن تُغمَضا |
|
وَلَقَد سَرى وَهناً فَجَدَّد بِالهَوى | |
|
| عَهداً وَهَيَّضَ في الحَشا ما هَيَّضا |
|
وَأَجَدَّ لي كَلفاً وَبَرحَ صَبابَةٍ | |
|
| وَأَعادَ مِن شَغَفِ الهَوى ما قَد مَضى |
|
رُوحي الفِداءُ لِحائِلٍ عَن عَهدِهِ | |
|
| عَرَّضتُ بِالشَكوى إِلَيهِ فَأَعرَضا |
|
وَلِساخِطٍ يُرضِيهِ قَتلي في الهَوى | |
|
| فَأَمُوتُ بَينَ السُخطِ مِنهُ وَالرِضا |
|
نَزَلَ الغَضا فَحَشا الحَشا بِفِراقِهِ | |
|
| ناراً تَشِبُّ إِذا اِنطَفَت نارُ الغَضا |
|
وَلَئِن تَعَرَّضَ بِالسُلُوِّ فَإِنَّني | |
|
| أَصبَحتُ بِالمَلِكِ الهُمامِ مُعَوَّضا |
|
وَمُفوِّضاً أَمري إِلَيهِ وَلَم يَخِب | |
|
| مَن باتَ في أَمرٍ إِلَيهِ مُفَوِّضا |
|
عَونُ الضَعيفِ إِذا اِستَعانَ بِفَضلِهِ | |
|
| وَغِنى الفقيرِ إِذا أَقَلَّ وَأَنفَضا |
|
سُئِلَ العَطاءَ فَلا بمَطلٍ يُجتَدى | |
|
| مِنهُ المَقالُ وَلا بِوَعدٍ يُقتَضى |
|
مَلِكٌ برَحبَةٍ مالِكٍ ذُو هِمَّةٍ | |
|
| رَحُبَت فَضاقَ لِوُسعِها رَحبُ الفَضا |
|
جُدنا وَأَفضَلنا بِفَضلِ نَوالِهِ | |
|
| وَدَرى فَأَخلَفَ مِن نَداهُ وَعَوَّضا |
|
مُغرىً بِحُبِّ المَكرُماتِ وَمُبغِضٌ | |
|
| مَن باتَ مِنّا لِلكَرامَةِ مُبغِضا |
|
مُتَحَمِّلٌ ثِقلَ الخُطوبِ إِذا الفَتى | |
|
| أَعياهُ حَملُ النائِباتِ وَأَجهَضا |
|
وَإِذا تَمَرَّضَتِ اللِئامُ بِنَيلِها | |
|
| لَم تَلقَهُ بِنَوالِهِ مُتَمَرِّضا |
|
يَهَبُ الجَزِيلَ وَلا يَمُنُّ بِمالِهِ | |
|
| إِن مَنَّ مَن أَعطى القَليلَ وَبَرضا |
|
غاضَت مَوارِدُ كُلِّ خَلقٍ في النَدى | |
|
| إِلّا نَداهُ فَإِنَّهُ ما غَيَّضا |
|
قَطَرَت عَلَيَّ سَحائِبٌ مِن جُودِهِ | |
|
| كَرَماً فَأَخصَب جانِبي وَتَرَوَّضا |
|
أَعلى أَبُو العُلوانِ قَدري بَعدَما | |
|
| قَد كُنتُ مَهدَودَ البِناءِ مَقَوَّضا |
|
يا أَيُّها المَلِكُ الَّذي أَعطى الغِنى | |
|
| وَكَسا وَأَنعَمَ وَاستَمالَ وفَوَّضا |
|
إِنّي حَمَلتُ لِشُكرِ ما أَولَيتَني | |
|
| حِملاً ضَعُفتُ بِعِبئِهِ أَن أَنهَضا |
|
أُثني عَلَيكَ بِفَضلِ ما أَعطَيتَني | |
|
| فَأَراهُ أَطولَ مِن ثَنايَ وَأَعرَضا |
|
وَأَرى المَديحَ لِكُلِّ خَلقٍ سُنَّةً | |
|
| وَأَرى مَديحَكَ واجِباً مُستَفرَضا |
|
وَأَروضُ مَدحَكَ خالياً فَأُصيبُهُ | |
|
| سَهلاً وَمَدحُ سِواكَ صَعباً رَيِّضا |
|
لا دَرَّ دَرِّي بَعدَما أَرضَيتَني | |
|
| إِن لَم أَصُغ فيكَ القَريضَ المُرتَضى |
|
يَبقى عَلَيكَ إِلى المَعادِ وَيَنقَضي | |
|
| أَمَدُ الزَمانِ فَلا يَكُونُ لَهُ اِنقِضا |
|
وَلَقَد صَحِبتُ العَيشَ قَبلَكَ أَسوَداً | |
|
| وَصَحِبتُهُ لَمّا صَحِبتُكَ أَبيَضا |
|