ذَكَرَ الشَبابَ فَهاجَهُ التَذكارُ | |
|
| أَسَفاً وَعاوَدَ نَفسَهُ اِستِعبارُ |
|
لا عُذرَ لي عِندَ العَذارى بَعدَما | |
|
| شابَت بِرَأسِي لِمَّةٌ وَعِذارُ |
|
وَالوَقرُ في أُذُنِ الفَتى أَشهى لَهُ | |
|
| مِن قَولِهِم إِنَّ المَشيبَ وَقارُ |
|
لِلّهِ أَيّامُ الصِبا لَو لَم تَكُن | |
|
| شَجَراتِ غَيٍّ ما لَهُنَّ ثِمارُ |
|
ما كانَ أَقصَرَهُنَّ عِندي مُدَّةً | |
|
| وَكَذاكَ أَيّامُ السُرورِ قِصارُ |
|
مَعَ كُلُّ غانِيَةٍ كَأَنَّ رُضابَها | |
|
| عَسَلٌ مِنَ الأَشَرِ العِذابِ مُشارُ |
|
بَيضاءُ صِيغَ مِنَ النُجُومِ لِنَحرِها | |
|
| عِقدٌ وَمِن قَصَفِ الهِلالِ سِوارُ |
|
غَدَرت بِميثاقِ الوِدادِ وَكُلُّ مَن | |
|
| تَهفُو عَلَيهِ غَديرَةٌ غَدّارُ |
|
إِنَّ الغَواني في غِنىً عَن مُرمِلٍ | |
|
| نَزَلَ القَتِيرُ عَلَيهِ وَالإِقتارُ |
|
أَمّا الشَبابُ فَما يَعُودُ وَرُبَّما | |
|
| عادَ المُعِزُّ فَعاوَدَ الإِيسارُ |
|
مَلِكٌ إِذا مَطَرَت سَحائِبُ جُودِهِ | |
|
| لَم تُنتَجَع لِبِلادِهِ الأَمطارُ |
|
تَجِبُ القُلوبُ مَخافَةً مِن بَأسِهِ | |
|
| وَتُغَضُّ عَنهُ إِذا بَدا الأَبصارُ |
|
نَجَحَ الزَمانُ بِذِكرِهِ وَتَجَمَّلَت | |
|
| بِحَديثِهِ الشُعَراءُ وَالأَشعارُ |
|
سَلهُ وَحاذِر مِن أَنامِلِ كَفِّهِ | |
|
| غَرَقاً فَهُنَّ إِذا طَمَينَ بِحارُ |
|
تَندى فَلَو لَمَسَت حِجارَةَ حَرَّةٍ | |
|
| لانَت بِلِينِ بَنانِهِ الأَحجارُ |
|
وَكَأَنَّما في كُلِّ عُضوٍ مُزنَةٌ | |
|
| مِن كَفِّهِ أَو دِيمَةُ مِدرارُ |
|
لِلّهِ أَيُّ سَراةِ قَومِ أَصبَحُوا | |
|
| وَكَأَنَّما أَوصافُهُم أَسمارُ |
|
طالُوا بِحُسنِ الذِكرِ إِلّا أَنَهُم | |
|
| عَن نَيلِ أَسبابِ القَبيحِ قِصارُ |
|
مِن كُلِّ مَحمُودِ الفَعالِ يَزِيدُهُ | |
|
| عُسراً عَلى لُوّامِهِ الإِعسارُ |
|
قَد أَكثَرَ الفِعلَ الجَميلَ فَواحِدٌ | |
|
| في نَفسِهِ الإِقلالُ وَالإِكثارُ |
|
صاحَبتُهُم فَغَرِقتُ في إِحسانِهِم | |
|
| غَرَقَ القَذاةِ دَحا بِها التَيّارُ |
|
وَعَرَفتُهُم فَعَرفتُ أَنّي مِنهُمُ | |
|
| لا بِي وَلا بِجَميلِهِم إِنكارُ |
|
يا أَيُّها المَلِكُ الَّذي عَزَماتُهُ | |
|
| يَفعَلنَ مالا تَفعَلُ الأَقدارُ |
|
لِلّهِ فِعلُكَ في ابنِ عَمِّكَ إِنَّهُ | |
|
| فِعلٌ عَلَيهِ مِنَ السُعُودِ أَمارُ |
|
أَصبَحتُما في بَلدَةٍ مَأَنُوسَةٍ | |
|
| فازَ المُقِيمُ بِها وَعَزَّ الجارُ |
|
لِمَ لا نَزِيدُ عَلى الأَعادي قُوَّةً | |
|
| وَلَنا يَمينٌ مِنكُمُ وَيَسارُ |
|
لَو نابَنا خَطبٌ لَقِينا مِنكُما | |
|
| وَزَراً تَحَطُّ بِقُربِهِ الأَوزارُ |
|
عُمِّرتُما لِلمَكرُماتِ وَدُمتُما | |
|
| ما دامَ لَيلٌ مُظلِمٌ وَنَهارُ |
|