عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العباسي > غير مصنف > ابن أبي حصينة > ذِكر الصِبا بَعدَ شَيبِ الراسِ تَعليلُ

غير مصنف

مشاهدة
503

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

ذِكر الصِبا بَعدَ شَيبِ الراسِ تَعليلُ

ذِكر الصِبا بَعدَ شَيبِ الراسِ تَعليلُ
وَالحُبُّ أَكثَرُهُ غَيٌّ وَتَضلِيلُ
هَوى النُفوسِ هَوانٌ لا مِراءَ بِهِ
وَفِي العِبارَةِ تَحسِينٌ وَتَجميلُ
خُذ مِن دُمى الإِنسِ حِذراً أَنَّ كُلَّ دَمٍ
أَرَقنَهُ مِن دِماءِ الإِنسِ مَطلُولُ
بِكُلِّ أَرضٍ قَتِيلٌ يُستَثارُ بِهِ
إِلّا قَتيلٌ بِحُبِّ الغِيدِ مَقتُولُ
هُنَّ البَلِيَّةُ وَالأَرزَاءُ هَيِّنَةٌ
عَلى الفَتى وَالمُلِمُّ الصَعبُ مَحمُولُ
مِن كُلِّ هَيفاءَ مَصقُولٍ تَرائِبُها
في طَرفِها صارِمٌ لِلمَوتِ مَصقُول
ما كُنتُ أَعلَمُ لَولا لَحظُ مُقلَتِها
أَنَّ الحِمامَ غَريرُ الطَرفِ مَكحُولُ
يا حَبَّذا بَلَداً حَلَّت بِجانِبِهِ
بِهنانَةٌ مِن بَناتِ البَدوِ عَطُولُ
كَأَنَّ فاها بِماءِ الكَرمِ خالَطَهُ
ماءُ الغَمامِ قُبَيلَ الصُبحِ مَعلُولُ
مَمكُورَةُ الخَلقِ لا أَقصى بِها قِصَرٌ
مَعَ القِصارِ وَلا أَزرى بِها طُولُ
في الطَرفِ غُنجٌ وَفِيما فَوقَهُ دَعجٌ
وَفِي الحَقِيبَةِ تَدقِيقٌ وَتَجليلُ
كَأَنَّها ظَبيَةٌ بِالقَفِّ مُغزِلَةٌ
لَولا الدَمالِجُ دُرمٌ وَالخَلاخيلُ
حَلَّت بِسَلعٍ فَلا مَرَّ الغَمامُ بِهِ
إِلّا وَلِلقَصرِ عَقدٌ فِيهِ مَحلولُ
تَغدُو الرُبى بِالرِياضِ الغُنِّ حالِيَةً
كَأَنَّهُنَّ عَلَيهِنَّ الأَكالِيلُ
يا رَبعُ ضِفناكَ فافعَل ما سَتَذكُرُهُ
لِسائِلِينَ فَإِنَّ الضَيفَ مَسُؤُولُ
سَقَتكَ غُرُّ الغَوادِي ما الَّذي فَعَلَت
تِلكَ الجَآذِرُ وَالعِينُ المَطافِيلُ
بِنا الَّذي بِكَ مِن أَسماءَ مُذ نَزَحَت
بِها النَوى وَالمَراسِيمُ المَراسِيلُ
لا وَصلُ أَسماءَ مَردُودٌ فَتَطلُبَهُ
يَأساً وَلا الحَبلُ مِن أَسماءَ مَوصُولُ
دَعِ الثَناءَ عَلى مَن لا اِنتِفاعَ بِهِ
إِنَّ الثَناءَ بِفَخرِ المُلكِ مَشغُولُ
هُوَ الجَوادُ الَّذي إِحسانُهُ سَرَفٌ
وَمالُهُ لِذَوي الآمالِ مَبذُولُ
لا الخَلقُ جَهمٌ وَلا الأَخلاقُ كاسِبَةٌ
ذَمّاً وَلا العِرضُ بِالأَفواهِ مَطلُولُ
نَسرِي بِغَيرِ دَليلٍ في مَكارِمِهِ
كَأَنَّهُ في طَرِيقِ المَجدِ مَدلُولُ
يا واصِفِيهِ صِفُوا ما فيهِ مِن كَرَمٍ
لِلمُرمِلِينَ وَيا مُدّاحَهُ قُولُوا
إِنّي أَراهُ غَنِيّاً عَن صِفاتِكُمُ
لا الصُبحُ خافٍ وَلا الدَأماءُ مَجهُولُ
هُوَ السَماءُ الَّتي قامَت جَوانِبُها
فَما يُحَدُّ لَها عَرضٌ وَلا طُولُ
لَيسَ الأَمِيرُ إِلى مَدحٍ بِمُفتَقِرٍ
فَاصمُت فَلَيسَ عَلى ما قُلتَ تَعوِيلُ
وَإِن نَفَعتَ فَنَفعٌ لا اعتِدادَ بِهِ
إِنّ الطِرافَ بِعُودِ النَبعِ مَخلولُ
يا مَن يَرِيشُ وَيَبرِي واهِباً نِعَماً
وَسالِباً فَهوَ مَرهُوبٌ وَمَأمُولُ
قَضى لَكَ اللَهُ سَعداً لا انقِضاءَ لَهُ
وَما لِشَيءٍ قَضاهُ اللَهُ تَبدِيلُ
خُلِقتَ وَجهُكَ لِلأَقمارِ مَعيَرَةٌ
وَجُودُ كَفِّكَ لِلأَنواءِ تَخجِيلُ
فَأَنتَ غُرَّةُ هَذا الدَهرِ مُشرِقَةً
في وَجهِهِ وَبَقايا الناسِ تَحجِيلُ
وَلا كُلَيبٌ وَلا مَعنٌ وَلا هَرِمٌ
بِمُشبِهِيكَ الصَنادِيدُ البَهالِيلُ
وَلَو رَأَوكَ وَما أَودى الزَمانُ بِهِم
لِيَمَّمُوكَ وَسالُوكَ الَّذي سِيلُوا
وَكانَ أَفضَلَ شَيءٍ أَنتَ واهِبُهُمُ
لَثمٌ لِراحَتِكَ اليُمنى وَتَقبِيلُ
أُكمِلتَ خُلقاً وَخَلقاً مِثلَهُ حَسَناً
وَالخَلقُ لِلخُلقِ تَتمِيمٌ وَتَكمِيلُ
غُلَّت يَدُ الدَهرِ بِالأَسواءِ عَن مَلِكٍ
مُتَوَّجٍ أَنا فِي نُعماهُ مَغلُولُ
تَزوَرُّ مِن نَحوِهِ الأَعداءُ مُكمَدَةً
كَأَنَّ أَبصارَهُم مِن نَحوِهِ حُولُ
كَأَنَّ أَعلامَ هَذا العِيدِ فَوقَهُمُ
طَيرٌ وَلَكِنَّها طَيرٌ أَبابِيلُ
لا يَبعُدَنَّ رِجالٌ أَنتَ بَعضُهُمُ
بِيضُ الوُجُوهِ مَيامِينٌ مَقابِيلُ
لا نادِمُونَ عَلى آثارِ مَوهِبَةٍ
إِذا أَنالُوا وَلا صُغرٌ إِذا نِيلُوا
لَهُم سَرابِيلُ حَمدٍ غَيرُ بالِيَةٍ
عَلى الزَمانِ إِذا تَبلى السَرابِيلُ
فَضَلتَهُم وَهُمُ شُمٌّ غَطارِفَةٌ
لَهُم عَلى الناسِ تَشرِيفٌ وَتَفضِيلُ
في العالَمينَ أَقاوِيلٌ تُقالُ وَلا
تُقالُ في الصالِحِيِّينَ الأَقاوِيلُ
يا مَن لَنا كُلَّ يَومٍ مِن فَوائِدِهِ
نَيلٌ يُقَصِّرُ عَن مِعشارِهِ النِيلُ
عِش عُمرَ حَمدِي فَحَمدِي غابِرٌ أَبَداً
بَينَ العُرَيبِ وَبَينَ العُجمِ مَنقُولُ
في كُلِّ فِترٍ مِنَ الدُنيا لَهُ وَطَنٌ
كَالصُبحِ كُلُّ مَكانٍ مِنهُ مَحلُولُ
وَاسعَد بِعِيدِكَ إِنَّ السَعدَ لَيسَ لَهُ
إِلى القِيامَةِ عَن مَغناكَ تَحويلُ
مُعِينُكَ اللَهُ فِيما أَنتَ طالِبُهُ
مِنَ العُلى وَأَمِينُ اللَهِ جِبرِيلُ
ابن أبي حصينة
بواسطة: ملآذ الزايري
التعديل بواسطة: ملآذ الزايري
الإضافة: الجمعة 2012/05/11 11:09:33 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com