ذِكر الصِبا بَعدَ شَيبِ الراسِ تَعليلُ | |
|
| وَالحُبُّ أَكثَرُهُ غَيٌّ وَتَضلِيلُ |
|
هَوى النُفوسِ هَوانٌ لا مِراءَ بِهِ | |
|
| وَفِي العِبارَةِ تَحسِينٌ وَتَجميلُ |
|
خُذ مِن دُمى الإِنسِ حِذراً أَنَّ كُلَّ دَمٍ | |
|
| أَرَقنَهُ مِن دِماءِ الإِنسِ مَطلُولُ |
|
بِكُلِّ أَرضٍ قَتِيلٌ يُستَثارُ بِهِ | |
|
| إِلّا قَتيلٌ بِحُبِّ الغِيدِ مَقتُولُ |
|
هُنَّ البَلِيَّةُ وَالأَرزَاءُ هَيِّنَةٌ | |
|
| عَلى الفَتى وَالمُلِمُّ الصَعبُ مَحمُولُ |
|
مِن كُلِّ هَيفاءَ مَصقُولٍ تَرائِبُها | |
|
| في طَرفِها صارِمٌ لِلمَوتِ مَصقُول |
|
ما كُنتُ أَعلَمُ لَولا لَحظُ مُقلَتِها | |
|
| أَنَّ الحِمامَ غَريرُ الطَرفِ مَكحُولُ |
|
يا حَبَّذا بَلَداً حَلَّت بِجانِبِهِ | |
|
| بِهنانَةٌ مِن بَناتِ البَدوِ عَطُولُ |
|
كَأَنَّ فاها بِماءِ الكَرمِ خالَطَهُ | |
|
| ماءُ الغَمامِ قُبَيلَ الصُبحِ مَعلُولُ |
|
مَمكُورَةُ الخَلقِ لا أَقصى بِها قِصَرٌ | |
|
| مَعَ القِصارِ وَلا أَزرى بِها طُولُ |
|
في الطَرفِ غُنجٌ وَفِيما فَوقَهُ دَعجٌ | |
|
| وَفِي الحَقِيبَةِ تَدقِيقٌ وَتَجليلُ |
|
كَأَنَّها ظَبيَةٌ بِالقَفِّ مُغزِلَةٌ | |
|
| لَولا الدَمالِجُ دُرمٌ وَالخَلاخيلُ |
|
حَلَّت بِسَلعٍ فَلا مَرَّ الغَمامُ بِهِ | |
|
| إِلّا وَلِلقَصرِ عَقدٌ فِيهِ مَحلولُ |
|
تَغدُو الرُبى بِالرِياضِ الغُنِّ حالِيَةً | |
|
| كَأَنَّهُنَّ عَلَيهِنَّ الأَكالِيلُ |
|
يا رَبعُ ضِفناكَ فافعَل ما سَتَذكُرُهُ | |
|
| لِسائِلِينَ فَإِنَّ الضَيفَ مَسُؤُولُ |
|
سَقَتكَ غُرُّ الغَوادِي ما الَّذي فَعَلَت | |
|
| تِلكَ الجَآذِرُ وَالعِينُ المَطافِيلُ |
|
بِنا الَّذي بِكَ مِن أَسماءَ مُذ نَزَحَت | |
|
| بِها النَوى وَالمَراسِيمُ المَراسِيلُ |
|
لا وَصلُ أَسماءَ مَردُودٌ فَتَطلُبَهُ | |
|
| يَأساً وَلا الحَبلُ مِن أَسماءَ مَوصُولُ |
|
دَعِ الثَناءَ عَلى مَن لا اِنتِفاعَ بِهِ | |
|
| إِنَّ الثَناءَ بِفَخرِ المُلكِ مَشغُولُ |
|
هُوَ الجَوادُ الَّذي إِحسانُهُ سَرَفٌ | |
|
| وَمالُهُ لِذَوي الآمالِ مَبذُولُ |
|
لا الخَلقُ جَهمٌ وَلا الأَخلاقُ كاسِبَةٌ | |
|
| ذَمّاً وَلا العِرضُ بِالأَفواهِ مَطلُولُ |
|
نَسرِي بِغَيرِ دَليلٍ في مَكارِمِهِ | |
|
| كَأَنَّهُ في طَرِيقِ المَجدِ مَدلُولُ |
|
يا واصِفِيهِ صِفُوا ما فيهِ مِن كَرَمٍ | |
|
| لِلمُرمِلِينَ وَيا مُدّاحَهُ قُولُوا |
|
إِنّي أَراهُ غَنِيّاً عَن صِفاتِكُمُ | |
|
| لا الصُبحُ خافٍ وَلا الدَأماءُ مَجهُولُ |
|
هُوَ السَماءُ الَّتي قامَت جَوانِبُها | |
|
| فَما يُحَدُّ لَها عَرضٌ وَلا طُولُ |
|
لَيسَ الأَمِيرُ إِلى مَدحٍ بِمُفتَقِرٍ | |
|
| فَاصمُت فَلَيسَ عَلى ما قُلتَ تَعوِيلُ |
|
وَإِن نَفَعتَ فَنَفعٌ لا اعتِدادَ بِهِ | |
|
| إِنّ الطِرافَ بِعُودِ النَبعِ مَخلولُ |
|
يا مَن يَرِيشُ وَيَبرِي واهِباً نِعَماً | |
|
| وَسالِباً فَهوَ مَرهُوبٌ وَمَأمُولُ |
|
قَضى لَكَ اللَهُ سَعداً لا انقِضاءَ لَهُ | |
|
| وَما لِشَيءٍ قَضاهُ اللَهُ تَبدِيلُ |
|
خُلِقتَ وَجهُكَ لِلأَقمارِ مَعيَرَةٌ | |
|
| وَجُودُ كَفِّكَ لِلأَنواءِ تَخجِيلُ |
|
فَأَنتَ غُرَّةُ هَذا الدَهرِ مُشرِقَةً | |
|
| في وَجهِهِ وَبَقايا الناسِ تَحجِيلُ |
|
وَلا كُلَيبٌ وَلا مَعنٌ وَلا هَرِمٌ | |
|
| بِمُشبِهِيكَ الصَنادِيدُ البَهالِيلُ |
|
وَلَو رَأَوكَ وَما أَودى الزَمانُ بِهِم | |
|
| لِيَمَّمُوكَ وَسالُوكَ الَّذي سِيلُوا |
|
وَكانَ أَفضَلَ شَيءٍ أَنتَ واهِبُهُمُ | |
|
| لَثمٌ لِراحَتِكَ اليُمنى وَتَقبِيلُ |
|
أُكمِلتَ خُلقاً وَخَلقاً مِثلَهُ حَسَناً | |
|
| وَالخَلقُ لِلخُلقِ تَتمِيمٌ وَتَكمِيلُ |
|
غُلَّت يَدُ الدَهرِ بِالأَسواءِ عَن مَلِكٍ | |
|
| مُتَوَّجٍ أَنا فِي نُعماهُ مَغلُولُ |
|
تَزوَرُّ مِن نَحوِهِ الأَعداءُ مُكمَدَةً | |
|
| كَأَنَّ أَبصارَهُم مِن نَحوِهِ حُولُ |
|
كَأَنَّ أَعلامَ هَذا العِيدِ فَوقَهُمُ | |
|
| طَيرٌ وَلَكِنَّها طَيرٌ أَبابِيلُ |
|
لا يَبعُدَنَّ رِجالٌ أَنتَ بَعضُهُمُ | |
|
| بِيضُ الوُجُوهِ مَيامِينٌ مَقابِيلُ |
|
لا نادِمُونَ عَلى آثارِ مَوهِبَةٍ | |
|
| إِذا أَنالُوا وَلا صُغرٌ إِذا نِيلُوا |
|
لَهُم سَرابِيلُ حَمدٍ غَيرُ بالِيَةٍ | |
|
| عَلى الزَمانِ إِذا تَبلى السَرابِيلُ |
|
فَضَلتَهُم وَهُمُ شُمٌّ غَطارِفَةٌ | |
|
| لَهُم عَلى الناسِ تَشرِيفٌ وَتَفضِيلُ |
|
في العالَمينَ أَقاوِيلٌ تُقالُ وَلا | |
|
| تُقالُ في الصالِحِيِّينَ الأَقاوِيلُ |
|
يا مَن لَنا كُلَّ يَومٍ مِن فَوائِدِهِ | |
|
| نَيلٌ يُقَصِّرُ عَن مِعشارِهِ النِيلُ |
|
عِش عُمرَ حَمدِي فَحَمدِي غابِرٌ أَبَداً | |
|
| بَينَ العُرَيبِ وَبَينَ العُجمِ مَنقُولُ |
|
في كُلِّ فِترٍ مِنَ الدُنيا لَهُ وَطَنٌ | |
|
| كَالصُبحِ كُلُّ مَكانٍ مِنهُ مَحلُولُ |
|
وَاسعَد بِعِيدِكَ إِنَّ السَعدَ لَيسَ لَهُ | |
|
| إِلى القِيامَةِ عَن مَغناكَ تَحويلُ |
|
مُعِينُكَ اللَهُ فِيما أَنتَ طالِبُهُ | |
|
| مِنَ العُلى وَأَمِينُ اللَهِ جِبرِيلُ |
|