لَو أَنَّ داراً أَخبَرَت عَن ناسِها | |
|
| لَسَأَلتُ رامَةَ عَنِ ظِباءِ كِناسِها |
|
بَل كَيفَ تَسألُ دِمنَةً ما عِندَها | |
|
| عِلمٌ بِوَحشَتِها وَلا إِيناسِها |
|
مَمحُوَّةُ العَرَصاتِ يَشغَلُها البِلى | |
|
| عَن ساحِباتِ الرَيطِ فَوقَ دِهاسِها |
|
بِيضٌ إِذا اِنضاعَ النَسِيمُ مِنَ الصَبا | |
|
| خِلناهُ ما يَنضاعُ مِن أَنفاسِها |
|
يا صاحِبَيَّ سَقى مَنازِلَ جِلَّقٍ | |
|
| غَيثٌ يُرَوِّي مُمحِلاتِ طِساسِها |
|
فَرِواقَ جامِعِها فَبابَ بَرِيدِها | |
|
| فَمَشارِبَ القَنَواتِ مِن باناسِها |
|
فَلَقَد قَطَعتُ بِها زَماناً لِلصِبا | |
|
| وَاللَهوُ مُخضَرٌّ كَخُضرَةِ آسِها |
|
قَبلَ النَوى وَسِهامُهُ مَشغُولَةُ ال | |
|
| أَفواقِ لَم تَبلُغ إِلى بِرجاسِها |
|
مَن لِي بِرَدِّ شَبَيبَةٍ قَضَّيتُها | |
|
| فِيها وَفِي حِمصٍ وَفِي مِيماسِها |
|
وَزَمانِ لَهوٍ بِالمَعَرَّةِ مُونَقٍ | |
|
| بِسِيائِها وَبِجانِبَي هِرماسِها |
|
أَيّامَ قُلتُ لَذِي المَوَدَّةِ سَقِّنِي | |
|
| مِن خَندَرِيسِ حُناكِها أَو حاسِها |
|
حَمراءَ تُغنِينا بِساطِعِ لَونِها | |
|
| في اللَيلَةِ الظَلماءِ عَن نِبراسِها |
|
وَكَأَنَّما حَببُ المِزاجِ إِذا طَفا | |
|
| دُرٌّ تَرَصَّعَ في جَوانِبِ طاسِها |
|
رَقَّت فَما أَدرِي أَكاسُ زُجاجَها | |
|
| في جِسمِها أَم جِسمُها في كاسِها |
|
وَكَأَنَّما زَرجُونَةٌ جاءَت بِها | |
|
| سُقِيَت مُذابَ التِبرِ عِندَ غِراسِها |
|
فَأَتَت مُشَعشَعَةً كَجِذوَةِ قابِسٍ | |
|
| راعَت أَكُفَّ القَومِ عِندَ مَساسِها |
|
لِلّهِ أَيّامُ الصِبا ونَعِيمُها | |
|
| وَزَمانُ جِدَّتِها وَلِينُ مِراسِها |
|
مالي تَعيبُ البِيضُ بِيضَ مَفارِقِي | |
|
| وَسَبِيلُها تَصبُو إِلى أَجناسِها |
|
نُورُ الصَباحِ إِذا الدُجُنَّةُ أَظلَمَت | |
|
| أَبهى وَأَحسَنُ مِن دُجى أَغلاسِها |
|
إِنَّ الهَوى دَنَسُ النُفُوسِ فَلَيتَني | |
|
| طَهَّرتُ هَذي النَفسَ مِن أَدناسِها |
|
وَمَطامِعُ الدُنيا تُذِلُّ وَلا أَرى | |
|
| شَيئاً أَعَزَّ لِمُهجَةٍ مِن ياسِها |
|
مَن عَفَّ لَم يُذمَم وَمَن تَبِعَ الخَنا | |
|
| لَم تُخلِهِ التبعاتُ مِن أَوكاسِها |
|
زَيِّن خِصالَكَ بِالسَماحِ وَلا تُرِد | |
|
| دُنيا تَراكَ وَأَنتَ بَعضُ خِساسِها |
|
وَمَتى رَأَيتَ يَدَ امرِئٍ مَمدُودَةً | |
|
| تَبغِي مُواساةَ الكَريمِ فواسِها |
|
خَيرُ الأَكُفِّ السابِقاتِ بِجُودِها | |
|
| كَفٌّ تَجُودُ عَلَيكَ في إِفلاسِها |
|
أَمّا نِزارُ فَكُلَّها لَكَريمَةٌ | |
|
| لَكِنَّ أَكرَمَها بَنُو مِرداسِها |
|