غُصَصٌ يَغَصُّ بها اللَّبِيبُ بعَقْلِهِ | |
|
| ومَغائِظٌ وَقْفٌ على من يَفْهَمُ |
|
وعجائِبٌ من ذا الزمان وأَهله | |
|
| عايَنْتُ منها ما يَهُولُ ويَعْظُمُ |
|
كم أَبْصَرَتْ عيْني وكم سِمعَتْ به | |
|
| أُذْني مقالَة مُخبِرٍ لا يُتْهَمُ |
|
كَمِدٍ سريعِ الحَتْفِ إِلا أَنَّه | |
|
| في ضِمْنِهِ عَجَبٌ تراه فتَسْلَمُ |
|
يا رُبَّ مَضْحَكَةٍ تَبَجَّسَ ماؤُها | |
|
| من حَرِّ جَمْرِ مَغائِظٍ تَتَضَرَّمُ |
|
تالله لولا ضَحْكَةٌ أُسْلو بها | |
|
| في ضِمْنِ مُبْكِيَةٍ لكادَتْ تَقْصِمُ |
|
ما كُنْتُ أَحْسِبُ مِثْلَ ذلك كائِناً | |
|
| أَبَداً ولا فِكْري له يَتَوسَّمُ |
|
حتى جَرَبْتُ بني الزمان وأَهله | |
|
| وجَريْتُ فيهم مِثْلَ ما يجري الدَّمُ |
|
وقَتَلْتُهم خُبْراً بفَحْصٍ لم أَزل | |
|
| أَبْلو سرائِرَهم به لا أَسْأَمُ |
|
فَرأَيْتُ أَكثر ما رَأيْتُ أَقَلَّهُ | |
|
| هذا وأَكثره لدىَّ مُكَتَّمُ |
|
ما ساءَني ما نالنَي في جَنْبِ ما | |
|
| أَدْرَكْتُ من تلك المعارف منْهُمُ |
|
لولا الذي قد كان قُدِّرَ لم يكن | |
|
| عندي لإِدراك العجائبِ سُلَّمُ |
|
ولَما شَعَرْتُ بما شَعَرْتُ به ولا | |
|
| تَرْجَمْتُ ما أَصْبَحتُ عنه أُتَرْجِمُ |
|
إِنْ كان نالَنيَ الزمانُ بأَبْؤُس | |
|
| فلهن عندي بالحقيقة أَنْعُمُ |
|
كم أَيْقَظَتْ فِطَني الحوادِثُ بالذي | |
|
| فعَلَتْ لأَمْرٍ هُنَّ عنه نُوَّمُ |
|
بَصَّرْنَني وشَحَذْنَ حَدَّ قَريحَتي | |
|
| وأَنَرْنَ قاري وهْوَ أَسْوَدُ مُظْلِمُ |
|
وفَتَحْنَ لي أَبوابَ كلِّ عَجِيبَةٍ | |
|
| لا نهتدي في عِلْم ما لا نَعْلَمُ |
|
وإذا رَجَعْتُ إِلى قضايا العَدْلِ في | |
|
| معنى قَضِيَّةِ عادِلٍ لا يَظْلِمُ |
|
لم أَتَّهم في العَدْل قيِّمَ حاكِمٍ | |
|
| يَقْضي على حَسْبِ القصاص وَيَحْكُمُ |
|
وعَلِمْتُ أَنّ جميع ما قد نالَني | |
|
| وجَرَى علىَّ به القضاءُ المُبْرمُ |
|
تطهيرُ أَدْناسٍ وَرحْضٌ للذي | |
|
| في الطَّبْع من أَوساخه مُتقَدِّمُ |
|
كالتِّبْرِ لا يُقْنَي وفيه رذيلةٌ | |
|
| تُزْري به في السَّومِ حين يُقَوَّمُ |
|
حتَّى يُحَرَّقَ بالنِّيار وعندها | |
|
| يعلو ويشرف قَدْرُهُ ويُعَظَّمُ |
|
وكذاك نَحْنُ إِذا صَفَتْ أَكْدارُنا | |
|
| ننجو من العَطَبِ المُحِيلِ ونَسْلَمُ |
|
ونَحَلُّ دارَ القُدْسِ حيث نَعِيمُنا | |
|
| مُتَجَددٌ وشبابُنا لا يَهْرَمُ |
|
ونُجاوِرُ المولى العلَّى تَقَدَّسَتْ | |
|
| أَسْماؤُهُ فنَلَذُّ ثَمَّ وَنَنْعَمُ |
|
أَشْباحُ نُورٍ في سما مَلَكْوتِهِ | |
|
| في القُدْس لا لَحْمٌ لهنَّ ولا دَمُ |
|
ونَحُلُّ دائِرَةَ البَقاءِ السَّرْمَدِ ال | |
|
| أَبَديِّ موجوداتُه لا تُعْدَمُ |
|
يا حبّذا لو أَنَّ دُرَّ مَجازِنا | |
|
| قد زُلْنَ أَصْدافٌ عليه خُتَّمُ |
|
يوم السعادة ذاك لو يَقْضِي به | |
|
| فَلَكٌ على هذي الجسوم مُحكَّمُ |
|
من مُبْلِغٌ عنِّي الذُّؤَيْبَ تَحِيَّةً | |
|
| كالمِسْكِ لمّا فُضَّ عنه المَخْتُمُ |
|
وأَلُوكَةً ضَمَّنْتُ رائِقَ لَفْظِها | |
|
| عَجَباً نَفَثْتُ به لمن يَتَفَهَّمُ |
|
سِرٌّ من الأَسرار إِلا أَنَّه | |
|
| هو بالذي أَضْمَرْتُ منْي أَعْلَمُ |
|
إِنْ لم أَبُحْ كَشْفاً به فقد انْطَوَي | |
|
| منه القريض على غوامِض تُفْهَمُ |
|