خَيْرُ النفوس العارِفاتُ ذَوَاتِها | |
|
| وحقيقَ كيفيّاتِ ما هياتِها |
|
وبِحالِها في الأصل من إِبداعها | |
|
| وبها إِذا بَلغَتْ مَدى غاياتِها |
|
وبكَوْنِها وفَسادِها وصُعودِها | |
|
| وهُبوطِها وحياتِها ومَماتِها |
|
وبما به سَكَنَتْ ومِمَّ تَركَّبَتْ | |
|
| أجزاءُ بنْيَتهِا على هَيْئَاتِها |
|
ولأَيِّ حالٍ أُسْكِنَتْهُ ومُلِّكَتْ | |
|
| منه الذي ملَكتْهُ من آلاتِها |
|
وبم اسْتَحَقَّتْ مِلْكَ ما هو دونها | |
|
| في الأَرض من حيوانها ونباتِها |
|
فغَدَتْ مُمَلَّكَةً على الأجناس من | |
|
| حَيَوانها ونباتها ومواتِها |
|
وتَصَوَّرَتْ رُتَبُ الوجود ومَيَّزَتْ | |
|
| لِمِّيَّةً منها وكيفياتِها |
|
وسَمَتْ بجوْهرِها لإِدراكٍ حَوى | |
|
| أُكَر الدوائِرِ من جميع جِهاتِها |
|
إِذْ كان في الحَيَوان والنَّبْتِ الذي | |
|
| طَعِمْتهُ بعضُ نُعوتِها وصِفاتِها |
|
نَفْسُ النَّماءِ ونَفْسُ حِسٍّ رُكِّبا | |
|
| في ذا وذاك سِماتُها كسماتِها |
|
ما عِلَّةُ السبب التي من أَجْلِها | |
|
| أَضْحَتْ مُملَّكَةً على أَخواتِها |
|
واللهُ عَدْلٌ لا يجور وفِعْلُهُ | |
|
| حِكَمٌ تبين لنا سَنا آياتِها |
|
أَفَهَلْ فَتىً فَطِنٌ لديه دلائِلٌ | |
|
| يجلو بها ظُلَمَ الشكوك فهاتِها |
|
يا للعجائب من أًناسٍ لم تزل | |
|
| منها النفوس تجول في ظلماتها |
|