عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العباسي > غير مصنف > السلطان الخطاب > الدَّهْرُ يَتْبَعُ ما يَجري به القَلَمُ

غير مصنف

مشاهدة
967

إعجاب
1

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

الدَّهْرُ يَتْبَعُ ما يَجري به القَلَمُ

الدَّهْرُ يَتْبَعُ ما يَجري به القَلَمُ
والمَرْءُ يَلْحقُهُ النَّعْماءُ والأَلَمُ
خاب امْرُؤٌ خافَ ما يُقْضي عليه به
وَارْتَدَّ عن نَيْل ما تأتي به الهِمَمُ
أَنا امْرُؤُ بلَغَتْ نفسي بما أَمَلَتْ
وإِنَّني في بني الدنيا لهم عَلَمُ
وقد بَلَغْتُ من العَلْياء غايتها
ما ليس يُدْرِكُهُ كَفٌّ ولا قَدمُ
وقد طبعت على عَزْمٍ عُرِفْتُ به
يمْلا الفَرائِص حتَّى ليس يُكْتَظَم
وقد أَقَمْتُ بِفعْلي كل بينةٍ
وقد نَطَقْتُ بِقْولٍ كُلُّهُ حِكَمُ
وقد أنَلْتُ عُفاتي مِلْكَ بُغْيَتِهم
ونالَ منّي عُداتي الُبؤسُ والعَدَمُ
وإِنَّ خَوْفي لذي الشنآن مختلِطٌ
بحيث منه يحلّ الروح والنَّسَمُ
ولي من الناس إِخْوانٌ صحِبْتُهُم
على الوفاءِ فلم تُبْخَسْ لهم ذِمَمُ
قَوْمي حَجورٌ جناح لي أَطِيُر به
وأَهْلُ عِزّىَ من دون الوَرَى قُدَمُ
لا أَعرفُ الدهر لي في الناس غيرهمُ
قِسماً إذا الناس يوم البأس يقتسمُ
لا يُبْدِلون لَرسْمٍ حين أرْسُمُهُ
ولا أُبَدِّلُ رَسْماً غير ما رسَمُوا
يا أَيّها الناطِقُ الناهي يُحَذِّرُني
إِنَّ الحذير من المقدور مُخْتَرَمُ
إِنْ كان قد حَلَّ حقّاً ما أُحاذِرُهُ
فلَيْسَ لي من قضاءِ الله مُعْتَصَمُ
كم من عَدُدٍّ سَقيْتُ السيفَ من دمه
لم يُثْني عنه تعنيفٌ ولا نَدَمُ
كم مُفْسِدٍ مَردٍ لم يَدْر ذي مَرحٍ
إلا وقد حَلَّ من بأسي به النِّقَم
كم من أَعادٍ ذَمَرْتُ الخَيْلَ نَحْوَهُمُ
وكل أَرْوَعَ في يَمْنائِهِ خَذِمُ
حتَّى تركتُ يقول القائِلون لهم
كانوا وكان لهم عِزٌّ له حَرَمُ
فإِنْ أَصِرْ مِثْل من قد صيَّرتْهُ يدي
فالله أكبر وَهْوَ العادِلُ الحَكَمُ
ولَسْتُ أَجزعُ من مَوْتٍ على كَرَمٍ
وذاك أَكرم شيءٍ اسمُهُ الكَرمُ
قد قام لي الأَمُر وَاسْتَغْلَظْن أَعْمِدَةٌ
دَهْراً فما ظلموا قَوماً وما ظُلِمُوا
أَقْسَمْتُ بالله ربِّ الناس كلّهمُ
باري النفوس ومن يُخْشى به القَسَمُ
إِنَّ الجُريْبَ لَمِشْكالٌ لِساكِنها
لكنَّنا قد نراها أَنَّها إِرَمُ
هذا لآخر منَّا من يحلُّ بها
فسوف يبقى على أَفعاله النَّدَمُ
يا أيّها الدهر كم تلهو بِغِرَّتنا
أشكو إلى الله دهراً ليس ينْصَرِمُ
وعادَ بعدي وربّي خَيْرُ ذُرِّيَةٍ
والمال والخَيْلُ والأَسْيافُ والخَدَمُ
لكنْ تُلِمُّ أمورٌ ليس يعرفها
غيري ويذهبُ عمّن بعدي النِّعَمُ
ويذهبون الأُلى تزداد هِمَّتُهم
كلٌّ على نِيَّةٍ يسْعَى ولا يسمُ
وهكذا الناسُ دُنْياهم تُبدِّدُهم
وهكذا قد مضى من قَبْلنا أُمم
ويذهبون شَتيتاً في الورى مِزقا
بين البريَّةِ لا عُربٌ ولا عَجمُ
السلطان الخطاب
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الاثنين 2012/05/14 11:26:56 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com