قَلْبٌ عن اللَّهْوِ واللَّذاتِ وَسْنانُ | |
|
| ذو الغَىِّ واجْتَنَبَتْهُ الإِنْس والجانُ |
|
وناظِرٌ سلَبَتْهُ النَّوْمَ هِمَّتُهُ | |
|
| فما تَلاقَي لنَوْمٍ فيه أَجْفانُ |
|
يَنامُ كل خَليِّ القَلْب من هِمَمٍ | |
|
| وليس يطرق منه النومَ إِنسانُ |
|
وَكَّلْنَهُ بنُجوم الليل يَرْقُبُها | |
|
| في أُفْقِهنَّ صَباباتٌ وأَحْزانُ |
|
قد كَحَّلَتْهُ بمِيلِ الوَجْدِ من سُهُدٍ | |
|
| يَدُ الزمان بكُحْلٍ شأْنُهُ شانُ |
|
وهِمَّةٌ تستقلّ الأَرضَ قاطِبَةً | |
|
| مِلْكاً ولو أَنَّها دُرٌّ وعِقْيَانُ |
|
ترى الزمانَ وأَهْلِيه تُحَقِّرُهم | |
|
| ونَفْسُها حيث ما كانت وما كانوا |
|
ظَنَّتْ به وبهم ظنّاً وما صَدَقَتْ | |
|
| تلك الظنونُ ولكنْ كُلُّهم مانوا |
|
سَعَتْ لِتُدْرِكَ أَغْراضاً فما عَجِزَتْ | |
|
| عن نَيْلِهنّ ولالانَتْ وإِنْ لانوا |
|
تُطالِبُ الغَرَضَ الأَقصى وليس لها | |
|
| على الذي طَلَبَتْ من ذاك أَعْوانُ |
|
هَمَّتْ فطارَتْ فلمْا حَلَّقَتْ وَقَعَتْ | |
|
| بها القَوادِمُ لمّا حانَ إِمْكانُ |
|
كذاك من طارَ في أًقطاره أَبّدا | |
|
| بغيره فالذي يزدادُ نُقْصانُ |
|
مالي أُسوِّفُ آمالي وقد عُرِفَتْ | |
|
| أَبَيْنَ نفسي وبين الموت أَيْمانُ |
|
وأَطْلُبُ النَّصْرَ من غيري وأَرقبه | |
|
| والدهُر لا يستوي في العُمْر طَعْانُ |
|
سينهضُ العَزْمُ بي لِلْعَزْمِ نَهْضَةَ ذي | |
|
| عَزْمٍ يَعِزُّ إِذا إِخوانُهُ هانوا |
|
أَأَرتضى الذلَّ خِدْناً صاحِباً ويُرَى | |
|
| منِّى لضدّىَ إِقرارٌ وإِذْعانُ |
|
وفي يدي مُرْهَفُ الحَدَّيْن ذو شُطَبٍ | |
|
| وتحت سَرْجي أقَبُّ البَطْن سِرْحَان |
|
وسَيْفُ عَزْميَ ماضي الغَرْبِ ما فَتِئتْ | |
|
| تَفْتَرُّ عنه المنايا وَهْوَ عَثْرانُ |
|
سأَقطعً الشكَّ منها باليقين ولو | |
|
| أَنَّ البسيطة أَسيافٌ ومُرّانُ |
|
فإِنْ أُصادِفْ بهذا النُّجْحَ فُزْتُ وإِنْ | |
|
| أُحْرَمْ فأَقْرَبُ ما أَنْوي خُراسانُ |
|
مالَي أَرْضَي بإلْفٍ أَو أَحِنّ له | |
|
| بالأَهل أَهلٌ وبالجيران جيرانُ |
|
بكلّ أَرْضٍ نَبتْ بناقتي بَدَلٌ | |
|
| ممّا سِواها وبالأَوطان أَوطانُ |
|
حتَّى متى تَتَلَظَّى في الحَشَا هِمَمٌ | |
|
| كأَنَّهنَّ من الإِحراق نِيرانُ |
|
وما يمرّ من الأَيّام ليس له | |
|
| إِلى البريّة طول الدهر رُجْعانُ |
|
سأَركبُ الصَّعْبَ منها إِنْ تَهَيَّبهُ | |
|
| ذو الغَىِّ واجْتَنَبَتْهُ الإِنْس والجانُ |
|
مُستنجداً عزمةً منِّي إِذا التفتتْ | |
|
| في الخَطْبِ كانت لَهِيباً وَهْوَ دُخانُ |
|
فإِنْ يَقُمْ بالذي أَهْوَى وآمُلَهُ ال | |
|
| أَعمامُ حِمْيَرُ والآباءُ كَهْلانُ |
|