أُوَدِّعُ لا عن جَفْوَةٍ ومَلالَةٍ | |
|
| عَرَتْني ولا إِنّي بقَوْمي أُسامِحُ |
|
ولا ضاقَ بي رَحْبُ الدِّيار ولا نَبَتْ | |
|
| بحُبيّ حَجورٌ وَهْيَ فَيْحٌ فسائِحُ |
|
ولا تَجْرِ لي الطيرُ الغوادي بَوارِحا | |
|
| بأَرضي بل طيري بهنّ سَوانِحُ |
|
ولا حاصَني حالٌ من الآل فاسِدٌ | |
|
| على البُعْدِ بل حالي لدى الكلّ صالحُ |
|
سِوى أَنَّ لي بين الضلوع جوانِحاً | |
|
| من المجد ما تنفكّ وَهْيَ جوانِحُ |
|
وقَلباً مُعَنًّى بالمعالي وهمّةً | |
|
| تُصادِمُ أَفلاكَ السما وتُناطِحُ |
|
ونَفْساً إِذا رُمْتُ السُّدُوَّ عن العُلي | |
|
| فما هي منّي بالسُّلُوِّ تُسامِحُ |
|
عَلِقْتُ العُلَي والمَجْدَ في المَهْدِ مُرْضَعاً | |
|
| يغادي فُؤَادِي حُبُّها ويُراوِحُ |
|
وخُوِّلْتُها مُذْ حُلَّ عَقْدُ تَمائِمي | |
|
| وما لاحَ في خدّي من الشَّعْرِ لائِحُ |
|
فكيف ترى أَرجو السُّلُوَّ عن العُلي | |
|
| وقد لَفَعَتْ بالشَّيْبِ منِّي المسائِحُ |
|
وأَضحى غُرابٌ للمَشِيبِ بمفْرِقي | |
|
| وفَوْدِيَ شَيْبٌ وَهْوَ بالعَبْدِ صائِحُ |
|
وصاحَبْتُ شيطانَ البَطالَةِ والصِّبيَ | |
|
| أَلا إِنَّ شيطانَ البَطالَةِ فاضِحُ |
|
ولم يُلْهِني عمّا أَرُومُ مَطاعِمٌ | |
|
| لِذاذٌ ولا مشروبةٌ ومناكِحُ |
|
ولا مَلْبسٌ ضافٍ على الجسم ناعِمٌ | |
|
| تفوح بريح المسْكِ منه روائِحُ |
|
نَفَضْتُ يدي من كلّ هذا ولاحَ لي | |
|
| طريق نهيجٌ لي إلى المجد واضِحُ |
|
أَبَتْ لي أَنْ آتي الدَّنايا أُبُوَّةٌ | |
|
| موازينُها في المكرمات رواجحُ |
|
أَأَرضى بما يرضى الدَّنِئُ وقد سَمَتْ | |
|
| إِلى النجم بي غُلْبُ الرِّقاب جَحَاجِحُ |
|
ومَدَّ بيَ الباعَ الطويلَ إِلى العُلَي | |
|
| أَغَرُّ له قَلْبٌ إلى المجد طامِحٌ |
|
تَبَوَّعَ لي مَدّاً إِليها مُعَظَّمٌ | |
|
| إذا لاحَ أَغْضَيْنَ العيونُ اللَّوامِحُ |
|
رمى بيَ منها كلَّ فَجٍّ ومَهْمَهٍ | |
|
| مُصِيبٌ إِذا رامَ المقاديرَ ناصِحُ |
|
وقَعْقَعَ بي باباً من العِزِّ مُغْلَقاً | |
|
| وإِنِّي له عمّا قليل لفاتِحُ |
|
نضاني على الأَعداءٍ سَيْفاً فلم أزل | |
|
| أَذُبّ وأَحْمى دونه وأُكافِحُ |
|
وفَوَّضَني في ماله وأُموره | |
|
| مَلِيكٌ له خُلْقان عَذْبٌ ومالِحُ |
|
جوادٌ لدى الحَرْبِ العَوانِ بنفسه | |
|
| إِذا أَحْجَمَتْ تلك النفوسُ الشحائِحُ |
|
ونَوَّهَ باسَمي وارتضى بي مُوازِراً | |
|
| نصيحاً إِذا غَشَّ النصيحُ المُناصِحُ |
|
أَينهضُ بي نحو المكارم والعُلَي | |
|
| وأَقْعُدُ إِني للحياء لطارِحُ |
|
أَمولايَ هاكم وَقْفَة من مُوَدِّعٍ | |
|
| مدامِعُهُ خَوْفَ الفِراق سوافِحُ |
|
يسير ويمضي في يد الله رُوحُهُ | |
|
| ويَنْأَي ولكنْ قَلْبُهُ لا يُبارِحُ |
|
فِإنْ نَزَحَتْ بي عنك أَونَوَي | |
|
| قَذوفٌ فما روحي ومَجْدُك نازِحُ |
|
ولا بُدَّ من يومٍ أَغَرَّ مُحَجَّل | |
|
| تقوم على الأَعداء فيه النوائِحُ |
|
أَقودُ لهم من آل قحطان جَحْفَلا | |
|
| يُبَيَّتُهم في أرضهم ويُصابِحُ |
|
وأَعْرُكُهم عَرْكَ الأَدِيم بمِقْنَب | |
|
| تَزَعْزَعُ منه مكَّةٌ والأَباطِحُ |
|
به كل هَفَّاف القميص سَمَيْدَعٌ | |
|
| يُصافِحُ منه بالوريد الصفائِحُ |
|
يقوم مقام الأَلْفِ في كلِّ مأْزِقٍ | |
|
| ويَبْسِمُ في الهَيْجاءِ والموتُ كالِحُ |
|
ويَلْقَى الرَّدَى طَلْقَ الأَسِرَّةِ حاسِراً | |
|
| إِذا حادَ عنه المُسْتَعِدُّ المُكافِحُ |
|
وجُرْدٌ من الخَيْلِ الجيِادِ سَوابِحٌ | |
|
| عِتاقٌ نَمَتْهُنَّ العِتاقُ السوابِحُ |
|
وكلُّ رُدَيْنِيٍّ أَصمَّ كأَنه | |
|
| رشاءٌ أَغارَتْهُ الأَكُفُّ المَواتِحُ |
|
وأَبيضَ مشحوذ العَرانِين حَدُّهُ | |
|
| إِذا سُلَّ يومَ الرَّوْع بِالدم راشحُ |
|
إِذا أَظْلَمَ النَّقْعُ المُثَارُ فإِنَّه | |
|
| وأَضرابه في حافَتَيْهِ مَصابِحُ |
|
أَنالُ به من أَمْرك الغَرَضَ الذي | |
|
| يُساءُ له ضِدٌّ ويُرْغَمُ كاشِحُ |
|