يا للتغَرُّبِ أنتَ بِئس الداَّءُ | |
|
| فغِناكَ فقْرٌ والعَطاءُ عَناءُ |
|
والعزُّ ذلٌّ والسَّعادَةُ شَقوةٌ | |
|
| واليُسرُ عُسْرٌ والبَقاء فَناءُ |
|
والعُرْف مِنك النكر إن يَوماً أتى | |
|
| أنيَّ وحَالكَ كلها نَكْراءُ |
|
يا غرْبة أغرَبْتُ مِنها في مدى | |
|
| من دونه قد أغْرَبتْ عَنْقاء |
|
وَمسافة عَرْضَ البَسيطة دُونها | |
|
| قطَّعْتها فرَثَتْ لي البَيْداء |
|
أضْللتِني في الأرض بَل ألقيْتني | |
|
| في اليَمِّ مَالي النَّجاءِ رجاءُ |
|
وسفَحتُ ماءَ العَين إذ فوتَّني | |
|
| رَوقَ الشَّباب فمنه غِيضَ الماءُ |
|
|
| والذل يَصْلي نارَهُ الغَرَباء |
|
قد كنت أفتَرسُ الأسودَ بفارس | |
|
| فالآن تنهضُ لافتِراسي الشَّاء |
|
كم مِنْ يَد طُوليَ هناك قصرْتها | |
|
| وَغَدتْ تُحيِّفنُي يَدٌ جَزَّاء |
|
مَنْ مُبلغٌ أهلي الذين لبُعْدِهم | |
|
| مِنْ حَسْرَة تتَقطَّعُ الأحْشاء |
|
ما في صميم القلب لي من زفرة | |
|
|
ما الجسم جسمٌ كنْتمُ لاقيْتمُ | |
|
| والشَّكلُ شَكلٌ والرُّواءُ رُواءُ |
|
إني حَمَلتُ ثِقالَ همٍْ بَعْدكم | |
|
| لا تسْتقِلُّ بِحَمْلها الغَبْراء |
|
مِنْ كلِّ ذي جُرح جُبارٍ جُرْحُه | |
|
| لا حُكْمَ فيما تجْرحُ العجْماء |
|
فغَدَوْتُ باللأواءِ مفْصومَ العُرى | |
|
| مِنْ طولِ ما تعْتَادُني الَّلاواءُ |
|
مُتَرنماً دَهْرى بِبيتٍ قاله | |
|
| مَنْ ليسَ يُنْكِر فضْلَه الشُّعراء |
|
وَشكيَّتي فقْد السِّقام لأنه | |
|
| قدْ كان لما كان لي أعْضَاء |
|
قَطْعُ الزَّمان بِحُبِّ آل محمد | |
|
| وصلٌ ودَاءُ النَّائِبَات دَواء |
|
وَلقاءُ كلِّ شَديدة مُستَسهلٌ | |
|
| والسَّعْدُ لي بِإمامنَا تَلقَاء |
|
خَيْرُ الأنام أبي تِميم مَنْ لهُ | |
|
| كلُّ البَريَّة أعبُدٌ وإماء |
|
مُسْتنِصر بالله أيَّد نَصرَهُ | |
|
| ربٌّ له الإبلاءُ والإنشَاءُ |
|
وإمامُ عَصْرٍ مِنْهُ قامتْ للوَرَى | |
|
| أرضٌ بها زَرْعُ الهُدى وَسماء |
|
حالاً يَضيقُ عَلى العُيون عَيانُها | |
|
| فَلِنورِها عند الدُّجى لألاءُ |
|
يا بن النبي ومَنْ إليه يَعْتزي | |
|
| حكامُ هذا الدهر والحُكماء |
|
إني أتَيْتُكَ يا بنَ بنت محمد | |
|
| مُسْتعدياً مَسَّتْنيَ الضَّرِّاء |
|
أأبيتُ في البلد الأمين مروَّعاً | |
|
| وحِماكَ منْ صَرْف الزَّمان وقَاء |
|
أيَنالِني فيك الَجفَاءُ مُشَرِّقاً | |
|
| وإذا أُغَرِّبُ نَحْوكم فَجَفاء |
|
إني بُمكْتَسَبِ الفضاِئل مِنكم | |
|
| في الساِبقين وفي الحُظوظ وَرَاء |
|
هل صادِقٌ في الُحبِّ يُشْبِه مَاذقاً | |
|
| هَلْ تستوي الأمواتُ والأحْياء |
|
صلي عليك الله يا بنَ محمد | |
|
| ما سجَّعَتْ في غُصنِها ورقاء |
|
وسعدْت بالشهر الشريف تحلُّه | |
|
| فالرَّمزُ فيه عليك والإيماء |
|
مُتَمليِّاً أمثَاله في رفْعَة | |
|
| ما أشرَقت مِنْ جوِّها الجَوْزاء |
|