عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العباسي > غير مصنف > المؤيد في الدين > أيَجْمُلُ بَعْدَ المَشيبِ التَّصابي

غير مصنف

مشاهدة
778

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

أيَجْمُلُ بَعْدَ المَشيبِ التَّصابي

أيَجْمُلُ بَعْدَ المَشيبِ التَّصابي
وقَدٍّ يَمِيدُ لدَى الانْتِصابِ
وشَعْرٍ حَكى ريشَ بَازٍ بياضاً
وَمِنْ قَبْلُ كانَ كريشِ الغُرابِ
وَوَجْهٍ غَدا لابِساً صُفْرَةً
وكانَ مُوَشَّي بِحُمْرِ الشَّبابِ
وعَيْنَيْنِ قدْ كانتَا كوكبَيْنِ
سِوَى أنْهمَا حَصُلا في ضَباب
وَدُرٍّ نَظيمٍ حَوَاها فَمٌ
غَدَتْ مِنْ تَناثرها في اضِّطراب
فيالكِ من بِنْيَةٍ لِلخَراب
هَوَتْ بكِ دُنْياكِ دارُ الَخراب
ألمْ تَعْلمي أنَّ رُجْعَي التُّراب
إلى ما يُجَانِسُهُ مِنْ تراب
فَلِمْ يكسِبنَّ امرؤ ما يَكونُ
له التَّرْكُ عاقِبَةَ الاكتِساب
وَمَنْ عَرَفَ الدَّهْرَ لم يَغتَررْ
له بِإيابٍ كلَمْع السَّرَاب
ولم يَقْضِ أيامَه فاغِراً
لِمَيْتَتِه فَاهُ مِثْلُ الكِلاب
كفى عِبْرَةً لِذَوي الاعْتِبار
زمانٌ يُحِفُّ يَداً بانْقِلاب
أبانَ لنَا فِي يَسير المَدَى
مِنَ الصُّنع في كلِّ خَطْب عُجاب
بكلِّ ذَوي عزَّة غَرَّهُم
ونابٍ لهُم فلَّ مَحْدودَ نابِ
ومن كاد بالكيْد نَيْلَ السِّماك
فأصْبَحَ من كَيْده في تَباب
يُجاِنبُه كلُّ من كان أمْسى
بقُرباهُ مِنْهُ مَنيعُ الَجناب
وَيَبْعُد عَنْهُ القَريبُ النَّسيبُ
غير مُراعٍ لِعَهْدِ اقَتراب
كذا سَببُ الدهر نحو انبتات
وعمر الفتى فيه نحو انقضاب
وأيَّامُهُ ساعدَتْ أم نَبَتْ
تَمُرُّ كذَلك مَرَّ السَّحاب
فلا تركننَّ إليهِ وأنْتَ
تَرَى شَمْسَه آذَنتْ بالغِيَاب
وخَلِّ التَّصابي لأهلِ الصِّبا
وَخَلْعَ العذار لأهْلِ الشَّباب
وهِّيىءْ لكَ الزَّادَ إنَّ الغُراب
سَيَنْعَبُ عَنْ كثْبٍ باغِتراب
ويدْعُوك دَاعي المَنايا فلا
مَناصَ فهَلاَّ غِنًي عَن جَواب
فتُنْشرَ أعْمَالُكَ الفَاضِحات
وإنْ كنْتَ تُطوَي كطيِّ الكِتاب
فإن كنْتَ مَوْلى إمامِ الزَّمانِ
كُفيت هنَالِكَ سوءَ الحِسَاب
لأن مَعَالمَ دِينِ الهُدى
لدَيْهِ وأعلامَ طُرْقِ الصَّواب
شِهَابُ الظلام وهادِي الأَنام
فأعظِمْ وأكرِم بِهِ مِنْ شَهَاب
تَلقَاَّهُ آدَمُ من رَبِّه
فتَابَ وصادَف حُسنَ الَمآب
فلمَّا طَغَى الماءُ أجْرى بِه
سَفينتَه رَبُّها في العُباب
كما قِيلَ كوني فكانتْ سَلاما
وبرْداً به النَّارُ بعْد التهِاب
ومنْه العَصا قَهَرَتْ من عَصَى
فلانت لموسى جميعُ الصِّعاب
وشُدَّ به لسليمَان ملكٌ
وأوتي داودُ فصْلَ الِخطَاب
به الرُّوحُ رَدد رُوحَ الحَيَاة
لِمُنْتهِبِ الرُّوح بَعد انتهاب
وَما مِثْله مُعْجِزٌ للوَرى
لقوَّتِه لانَ كلُّ الصِّلاب
أَمُستَنصِراً يا وليَّ الإِله
به ماجِداً ماِلكاً للرقاب
لأَمْركَ وَجَّهْتُ وَجهِي حَنيفَا
وأسْلمتُ نفْسي في كلِّ باب
فَوَجْهُكَ وجْهُ الإِله المُنير
ونورُك مِنْ نورِه كالِحجاب
يدَاك يَدا الله مبسوطتان
وأنت له الجَنْبُ غيْر ارتيَاب
وإنَّكَ بُرهَانُه في الأَنَام
وإنَّكَ صِمْصامُه في النِّصاب
إليك المآبُ عليْكَ الحِسَاب
فَطوبَي لِمَنْ نَالَ حُسْنَ المآب
وأنت المُثِيبُ لأهْل الثَّواب
وأنت المُعاقِبُ أهْلَ العِقاب
فدَاك ابنُ موسى الذي لم يزل
إلى عِزِّ طَاعَتِكُمْ ذا انْتساب
وما زال آباؤه في العَبِيد
سَراة العَبِيد وخَيْرَ الصِّحاب
عَليْكَ السَّلامُ مَدَى الدَّهر ما
بدا الرَّوْض من وابلٍ ذي انْسِكاب
المؤيد في الدين
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الخميس 2012/05/17 02:26:20 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com