عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العباسي > غير مصنف > تميم الفاطمي > وزنْجية الآباء كَرْخيّة الجَلَب

غير مصنف

مشاهدة
1072

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

وزنْجية الآباء كَرْخيّة الجَلَب

وزنْجية الآباء كَرْخيّة الجَلَب
عَبِيريّة الأنفاس كَرْميّة النَّسَبْ
كُمَيْت بَزَلْنا دَنَّها فتفجَّرت
بأحْمَر قانٍ مثلَ ما قُطِر الذَّهَبْ
فلمّا شِربناها صَبَوْنا كأنّنا
شِربنا السّرورَ المحض والَّلهو والطَّرب
ولم نأت شيئاً يُسْخِط المجدَ فعلهُ
سوى أنّنا بِعْنا الوقارَ من اللَّعب
كأنّ كؤُوس الشرْب وهي دوائرٌ
قَطائعُ ماء جامدٍ تَحْمِل اللَّهَب
يَمُدّ بها كفّاً خضيباً مُدِيرُها
وليس بشيء غيرها هو مُخْضَب
فبِتنا نُسَقَّي الشمسَ واللّيل راكدٌ
ونَقْرُب من بدر السماء وما قَرُب
وقد حَجب الغيمُ الهلالَ كأنّه
ستارة سِرْبٍ خَلْفها وجه مَنْ أُحِب
كأنّ الثريّا تحت حُلْكة ليلِها
مَدَاهِنُ بِلَّوْر على الأفْق يَضْطرِب
فبتُّ أُناجي البدرَ وهو مُنادِمي
وأَشرب باللَّثْم العُقارَ من الشَّنَبْ
إلى أن رأيت الصبحَ يَفْتِك بالدُّجى
كفتك أبي المنصور بالرّوم والعرب
إمامٌ كأنّ الله وصّاه بالعُلا
فليس له في غير معلومها أَرَب
كريم المُحيا ماجدُ الأصل نُزِّلت
بتفضيله الآياتُ تُدْرَس في الكتب
أقِيس بك الأملاكَ طُرًّا فلا أَرى
سواك زكي الأصل والفرع والنَّسَب
فيا بن رسول الله وابن وصيّه
وحسْبُك ذا جَدّاً وحسبك ذاك أب
إذا عُجِمت عِيدانُ قوم فأخلفت
تفجَّر من عِيدانك الماءُ والضَّرَب
يدٌ مثل صْوب الغيث جُوداً ونائلاً
ورأيٌ كحدّ الصارم العَضْب ذي الشُّطَب
ونفسٌ لو أنّ الدهر من بعض هّمها
لأفَنتَه حتى لا تُعَدّ له حِقَب
ألستَ أبا المنصورِ أوّل ناصرٍ
لمعروف كفَّيه على المال والنَّشَب
وأشرفَ من أعطى وأكرم من عفا
وأفضلَ من وفّى وأجودَ من وهب
تَتِيه بفعليك المكارمُ والعُلا
وتَلْبَس حَلْياً من مَلافظك الخُطَب
ولولاك كانت عَقْوة المُلك مُورِداً
لكلّ من استعلى به البَغْي واغتصبْ
ولكنّك الذَّواد عنها بحَزْمِه
ومانِعها بالمشرَفيّة والقُضُب
حَمَيتَ ذِمَار الحقّ حتى عصَمْتَه
وأطلقتَ مُزْن الغيث حتى قد انسكب
وشَرَّدت أعداءَ الخلافة عَنوةً
فلم يَقْدِروا إلاّ على البعد والهرب
تركتَهم كالجن في كلّ بَلْقع
يلوذون بالأَجْبال منك وبالكُثُب
فأنتَ حسام الله أُرِهف حدُّه
فصال به جِدُّ الأمور على اللَّعِب
لَرَجَّتْك حتى العُصْم في فُتَنِ الرُّبا
وخافتك حتى الأَنْجُم السَّبْعة الشُّهُب
لِيَهْنك نُوْروزٌ تَباشَرتِ العلا
بسعدك فيه واضمحلّت بك النُّوَب
وعادت بك الأيام فيه أوانِساً
وأصبح فيه مُبْعَد الخير مُقْتَرِب
وزادت مُدود النِّيل حتى كأنّما
أتتك ارتغاباً تَقْذِف الموج أو رَهَب
كأنّ بَناتِ الماء فاضَتْ على الثَّرى
بمسك ومجّت فيه عنبَرها التُّرَبْ
فقد غَصَّت الخُلجان حتى كأنّها
مَدائُن تَدعو من جيوشك بالحَرَب
فدام لأهل المصر عُمْرُك إنّهم
غدَوا بك في ظلِّ من العيش مُنْتَصِب
سعودٌ وإقبالٌ وخِصْب ونعمةٌ
ولولاك ما آبُوا إلى خير مُنْقَلَب
عليك صلاة الله يا خيرَ خَلْقه
فإنّك ميمون النقيبة مُنْتَخَب
تميم الفاطمي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الأحد 2012/05/20 01:55:21 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com