لستُ أقضِى إذا رأيُتك نَذرا |
غيرَ نثرى عليك حمدا وشكرا |
وثناءً إذا تلقَّطه السم |
عُ تحلُّى في موضع القُرط دُرَّا |
مالىءٌ قلبَ من يواليك إطرا |
با وأُذنَ الذي يعاديك وَقْراً |
ليس لي من فضيلةٍ فيه إلا |
أنني أُلبِس القلائدَ نحرا |
أتلقَّى بحسن أخلاقك الغُ |
رِّ شبيابهنّ وجهاً أغرَّا |
فكأني إذا تمضمضَ بالمد |
ح لساني أديرُ في الفمِ خمرا |
كلُّ هذا جَهدُ المقلِّ وما قصَّ |
ر من يبتنى لمجدك ذِكرا |
لا يزور الرقادُ عينا إذا سِر |
تَ ولا يسكن الفؤادُ الصدرا |
كيف لا تقشعِرُّ أرضٌ إذا أع |
رضتَ عنها واستأنستْ بك أخرى |
تستطيل الأوقاتَ حتى ترى السا |
عةَ حَوْلا وتحسَب اليومَ شهرا |
لو أطاقت سعيا إذا زُلتَ عنها |
لغدت في أوائل الركب حسرى |
أنت روحٌ لها ولا يعُمِر الجث |
مانُ إلا ما دام للروح وَكرا |
إنما تعدَم البِلادُ متى غب |
تَ ضياءَ الآفاق شمساً وبدرا |
وسحابا للجود يرعُد وعدا |
ثم يَندىَ كفاًّ ويَبرُقُ بِشرا |
فإذا ما أقمتَ أصبحنَ خُضرا |
وإذا ماظعنتَ أمسين غُبرْا |
نغفِرُ الصدَّ للحبيب ولانق |
بلُ منه على التباعُد عُذرا |
يتمنَّى المحبُّ قربا ووصلا |
فإذا فاتَه فقربا وهَجرا |
لا تُرعنا بُغربةٍ بعدُ إنَّا |
ليس نُعطَى على التفرّق صبرا |
إن سقانا إيابُك اليومَ حُلوا |
فبما أسقت النوى أمسِ مُرّا |
غيرَ أنَّا إذا السلامةُ حاطت |
ك وسِعنا الزمانَ عفوا وغَفْرا |