عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > سورية > أحمد سليمان الخليف > اللغة العربية بين الماضي والحاضر

سورية

مشاهدة
1799

إعجاب
4

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

اللغة العربية بين الماضي والحاضر

يا شاعرَ النّيلِ نفسُ الدّاءِ غالبَني
الضادُ تشكو جهاراً وهي تُحتضرُ
قد فارقتها من الإهمال حلتُها
وهي التي بجمال النطق تشتهرُ
كانت تجوبُ لظَى الصحراء يافعةً
حتّى تغنّت بها الأشعارُ والعبرُ
بيضاء كانت صفاءُ اللفظ زينتُها
تأبى الشوائبَ لاينتابُها الكدرُ
بلابلُ الشعر في عكاظقد نسجوا
منها القوافي وفي إيقاعها الدررُ
لم يجلسوا أبداً في صحنِ مدرسة
وعلّموا الناسَ مَنْ للعلم يفتقرُ
أعمى المعرةِ كان النورُ يحسده
والمبصرون بدربِ الوهم قد عثروا
هذي الحضاراتُ كانت خلفها أمم
تمضي القرونُ عليها وهي تزدهرُ
شمّاءَ تبقى تباهي الشمسَ ما انطفأت
هذي الصروح يضاهي حسنَها القمرُ
كم حاولَ الغربُ أن تُمحى حضارتُنا
وأن تموتَ حروفُ الضاد تندثرُ
لكنّها صمدت في كلِّ معترك
اقرأْ زمانَك في جالوت ماالتترُ ُ
راحوا حطاماً بريقُ السيف يلفظُهم
إلى المزابل لا ذكرٌ ولا خبرُ
قد وحدتنا حروفُ الضّاد في نسقٍ
أنّى وقفنا يباري جيشَنا الظفرُ
واليوم ترثي حروفُ الضادِ أمّتَها
مات الضميرُ وصار الفعلُ يستترُ
للشجبِ صارت عناوينٌ تزخرفها
وترسلُ الحرفَ للمنكوبِ تعتذرُ
فالواقعُ المُرُّ لا التنديدُ يُسعفه
ولا المعاني بجدواها ستنتصرُ
والشعر ُيسألُ هل في الضاد من خلل
أمْ نحنُ تهنا وضاع العودُ والوترُ
إني أعاتبُ في شعري بني نسبي
عارٌ علينا حروف الضاد تنكسرُ
أترفعونَ من الأسماءِ ما نُصِبَت
وتعلمونَ بكانَ يُنصبُ الخبرُ
ويخرجُ الحرفُ مقتولاً بألسنة
والأذْنُ ينفثُ في صيوانها الخطرُ
إني أعيشُ غريباً بين خارطتي
وأجهلُ اليوم مايأتي به الحضرُ
أمُّ اللغاتِ كلامُ الله شرّفها
نحنُ نجهلُ ماجاءت به السورُ
اقرأْ وذكّرْ كتابُ الله يأمرنا
من ذا سيصغي بحق الله يابشرُ
الضادُ بحرٌ إذا في وجهها وقفت
كلُّ البحور تجفُّ ثم تنحسرُ
يا حاملينَ لواءَ العلمِ يا رسلاً
الكلُّ يمضي ويبقى خلفه الأثرُ
هذي البراعم أنتم من تعهّدها
لا تتركوها بوجهِ الريحِ تنكسرُ
فماؤُها العلمُ والأخلاقُ تربتُها
إنْ تُحسنوا الزرعَ يعطِّ لبَّه الثمرُ
فعلِِّّموهم فصيحَ اللفظ ِ لا تَهِنُوا
بهم تعودُ عكاظُ الأمسِ والسيرُ
أنتَ المعلّمُ ما أبهاه من لقبٍ
اسمٌ يُجلُّبك الأجيالُ تفتخر
فكن جديراً فلن تنساك ذاكرة
يمضي الزمانُ ويبقى أسمُك العطِرُ
أحمد سليمان الخليف
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الأحد 2012/05/27 12:18:01 مساءً
التعديل: السبت 2021/12/18 10:53:39 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com