عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العباسي > غير مصنف > ضياء الدين الراوندي > حكم اعتساف قضية الأزمان

غير مصنف

مشاهدة
585

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

حكم اعتساف قضية الأزمان

حكم اعتساف قضية الأزمان
بطروق حادثةٍ من الحدثان
فتن كقطع الليل لم نشعر بها
حتى هجمن بنا على الطفوان
هجمت ولم نعدد لها عدداً ولا
خطرت خواطرها على الأذهان
تبّاً لدهر ملجمٍ آساده
سود الكطلاب وخمع الضبعان
يا للرجال لجور دهرٍ جائرٍ
يا للرجال لصرفه الخوان
والدهر لا يبقى على تاراته
طود أشمّ موثق الأركان
ناجت مناكبه الكواكب وارتدى
من سحبه بسبائب الكتان
قد فاته عصمٌ لأعصم فاردٍ
وعقابه مستشرف العقبان
عصفت عواصفه بعصبة تبعٍ
وسرت طاورقه إلى النعمان
وبآل غسانٍ ألمّ فلم يدع
نفساً تنفّس من بني غسان
وعلى بني الديان عرج فاقتضى
دين الرفاهة من بني الديان
نقض الغداة خيامهم عن لعلعٍ
ونفاهم عن عقوتي نجران
وعلى العمالق قبل ذلك قد عدا
وطغا على الأذواء من قحطان
وبغى على الأفيال بغية قاهرٍ
وعلى الملوك الصيد من ساسان
هذاك ديدنه وهذا دأبه
يجري بحكم قضائه الملوان
أما الذي أخشى علينا آنفاً
من صرفه فاسمعه ذا إيقان
خيل كسيل تحت ليل مظلم
متفاوت الركبان والفرسان
من ههنا وهنا وثمّ كأنها
حزق الجراد تر ى على الجبان
جاء المقرّب قبل في عنوانهم
ويبين سر الكتب في العنوان
بالضدّ لقّب فهو جدّ مبعدٍ
من رحمة الله العظيم الشان
طرقت إلي طرقٍ طوارفه فلم
يرع الذمام لباذو الركان
وعلى نطنز تلاحقت شذانهم
لا دردر أولئك الشذان
وتعاوروها بالخراب فأصبحت
شوهاء بعد الحسن والعمران
وتزحزحوا عنها فلما أفرجوا
عادوا فشقّ البدؤ بالثنيان
وتناصرت بسرشك شردخيلهم
فبباذروا فبأرض جاريان
وبطامذٍ نزل العذاب فلم يزل
حتى تجلل أرض اسفيذان
وبحارثاباذ ألم لفيفه
عمداً بسطوته لأردستان
وأصاب قمصر منه برحٌ بارح
حتى سرى منها إلى جونان
ولقد أتى الذواق فين فحلّها
مابين فرضتها إلى تيمان
واباح قهروذاً وخرب حصنها
وأناخ كلكله بقزّا آن
ونحا لميمةٍ فخرب دورها
ولجوسقان معاً وإشكالان
وبسيقان الم حتى أصبحت
هوجاء تغرق في النجيع القاني
وتبحبحت في درب جوفا خيلهم
فبأرض قالهرٍ إلى وركان
حتى أحلّ بأرض جاسٍ بأسه
فدحا بذروتها إلى الغيطان
تالله ما أبقوا على زرٍ ولا
وسقونقان ولا على واران
راموا الوقوف بأردهارٍ ريما
تأوي أشائبهم مع السلطان
فاستجمعوا متوافرين وشمرّوا
مستبطنين كوا من الأضغان
قصدوا لبار كرسف قرية مشهد
السبط المطهر من بني عدنان
لم يرقبوا إلاّ لمشهدها ولا
راعوا أذمته من الشنآن
لكنهم لمّا رأوه مشهداً
ضخم المناكب عالي البنيان
ذهبيةً جدرانه فضيّةً
قيعانه بحيال عين الراني
كالزهرة الزهراء يلمع نورها
يستعصم القاضي به والداني
شهدت لرافعه جلالة قدره
ويلوح بالبنيان فضل الباني
لو أنّ ماني عاينته عينه
لأقر بالإقصار عنه ماني
بكر الزمان وناطقٍ بكماله
يثني على الباني بألف لسان
بانيه مجد الدين حقاً والذي
هو ناصر الإسلام والإيمان
استشعروا منه فوّض جمعهم
عن عرصتيه هيبة الديان
فانفل عزمهم ولم يتجاسروا
أن يقدموا فيه على طغيان
وبأرض راوندٍ ألمّوا بعدما
قد بيتوا هناك منذ زمان
كبسوا مرابعها وذروا تربها
وتعاوروها بالبلاء الداني
واستوطنوها سبع عشرة ليلةً
مشفوعةً أعدادها بثمان
نوءٌ من الإدبار أمطرها ولم
يك بالثريا لا ولا الدبران
لم يبق فيها مخدع إلا وقد
جلسوا وفازوا منه بالقنيان
هدموا الديار وقلعوا أبوابها
يتناوبون بها على النيران
وكذا المنابر حرقواها عنوةً
لا يرقبون لجانب الرجمان
لم يتركوا فيها سوى جدرانها
وتفرّغوا من بعد المجدران
متبادرين يخربون أساها
طلباً لفضتها وللعقيان
وديار سادتها الأجلّة هدموا
فديارهم وعراصهم سيان
ماذا ترى لهم يقول محمد
ووصيه والبنت والسبطان
تركوا الإناث وكان توفيقاً لهم
إحراز نسوتهم مع الصبيان
وأمدّهم خوارزمشاه بخيله
فتساندوا وتلاحق الفئتان
خيلاً كأسراب القطا مبثوثةً
متسربلين سرابل العصيان
عكروا علي فينٍ وخذها حملةً
لم يتركوا فيها سوى الحيطان
وعلى أنوشا بادّ دارت دورة
خرّوا لهدتها على الأذقان
وهرا سكان فلا تسل ما نابها
وبوكيلٍ نزل العناء العاني
ومحمد بادٌ غدت ممطورةً
منهم بأوطف دائم التهتان
وبقاسم آباذٍ ألموا لمةٍ
زلت لها من حصنها القدمان
تركوا قرى الرمل الحصينة لا ترى
إلا قرى نملٍ على القيعان
وتأمروا ليلاً فشدّوا عزمةً
نفضت وليتها على قاسان
طافوا بها يتخافتون بسورها
مترصدين لفرصة الإمكان
نظموا بخيلهم ورجلهم معاً
من دشت أبرز إلى لوسان
وبأزهر أباذ استبان رعيلهم
أولاه والخرى بحافلسان
يتهددون بثلم سور مدينةٍ
أوقى وأحسن من ذرى غمدان
من دونها سور كسدّ الردم بل
حفظ الآله لها من الأعوان
سور تانق فيه مجد الدين كي
يبقى له ذخراً على الأزمان
هال الدنانير الجياد ولم يهل
صرفاً إلى البناء والطيان
لما رأوه حائلاً متمنّعاً
آلت صلابتهم إلى الإذعان
وتعللوا بالاقتراح فحاولوا
خمسين ألفاً رجح الأوزان
فأغاثها من لا يزال يغيثها
في الحالتين السر والإعلان
الأريحي المستجار المرتجى
والماجد القرم الشفيق الحاني
وزر البرية مجد دين محمد
من فدعنا لجلاله التقلان
حامى على قاسان حتى انتاشها
من ناشبات مخالب الذؤبان
فتداركتها رحمةٌ محديةٌ
فاضت على الأوطان والقطان
وبسبعة الآلاف منها فكهم
وأعاذهم من ذلةٍ وهوان
حتى ترضاهم بما اقترحوا ولم
يك فيه بالواني ولا المتواني
ملك كأن الله قال لكفه
كفي الأنام بجودك الهتان
فبه كفى الله الأذى وبصنوه
سند البرية سيد الفتيان
أعني بهاء الدين والفرد الذي
ما إن له فوق البسيطة ثان
شيئان ما اصطحبا فلم يستوسقا
رأى الشيوخ ونجدة الشبان
فتحالفا ألا يبيحا ما لهم
فهما لها دون الورى سدان
سدان لم يطحهما كيد العدى
إلا انثنى بحزازة النكلان
غيثان بل ليثان بل بحران بل
بدران بل وزران بل عصران
لهما العلاء تشاركا في كسده
وسواهما يشربه شرك عنان
من عنصرٍ طابت أرومة نجره
فامتدّ منه للعلى فرعان
نسب من الفضل بن محمودٍ له
فضل وحمد جمّعا بقران
فكأنهم إن فتشت أحوالهم
ألفاظ صدقٍ أيدت بمعان
الطيبون مناسباً ومناصباً
والطاهرون معاطف الأردان
والناصرون مقالهم بفعالهم
والسابقون معاً على الأقران
والملحقون فقيرهم بغنيّهم
بعوائد المعروف والإحسان
لولا انقطاع الوحي أنزل ربنا
في شأنهم آياً من القرآن
يا مجددين الله يا كهف الورى
هاتيك نفثة خاطرٍ ملآن
ضاق الضمير بها فأبرز بعضها
والبعض بعد رهينة الكتمان
ولو أنني لم أخش منك ملالةً
لو صفت عودهم بشرح بيان
لازلت ملتجأ الكسير وموثل
العاني الأسير ومفزع اللهفان
وبقيت ما بقي البقاء ممتعاً
بسعادةٍ وسلامةٍ وأمان
ضياء الدين الراوندي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الاثنين 2012/05/28 12:35:34 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com