عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الأندلس > غير مصنف > عبد الله الشقراطسي > الحمدُ للّه منّا باعث الرسل

غير مصنف

مشاهدة
3592

إعجاب
4

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

الحمدُ للّه منّا باعث الرسل

الحمدُ للّه منّا باعث الرسل
هدى بأحمد منا أحمد السبل
خير البرية من بدو ومن حضر
وأكرم الخلق من حاف ومنتعل
توراة موسى أتت عنه فصدّقها
إنجي عيسى بحق غير مفتعِل
أخبار أحبار أهل الكتبِ قد ورَدت
عمّا رأوا ورووا في الأعصر الأول
ضاءت لمولده الآفاق واتّصلت
بشرى الهواتفِ في الإشراق الطفَل
وصرحُ كسرى تداعى من قوائمِه
فانقضّ منكسرَ الأرجاءِ ذا ميَلِ
ونار فارس لم توقَد وما خمِدَت
مذ ألف عام ونهر القوم لم يسل
خرّت لبعثَتهِ الأوثانُ وانبعثَت
ثواقبُ الشهب ترمي الجنّ بالشعل
ومنطق الذئب بالتصديق معجزَةٌ
مع الذراعِ ونطق العير والجمل
وفي دعائكَ بالأشجارِ حيث أتت
تمشي بأمرك في أغصانها الذلل
وقلت عودي فعادت في منابتها
تلك العروق بإذن اللّه لم تمل
والسرح بالشام لما جئتَها سجدَت
شمُّ الذوائبِ من أفنانِها الخضُلِ
والجذعُ حنّ لأن فارَقتهُ أسَفاً
حنين ثكلى شجتها لوعةُ الثكَل
ما صبرُ من صار من عينٍ إلى أثر
وحال من حال من حال إلى عطلِ
حيّي فمات سكوناً ثم مات لدُن
حيي حنيناً فأضحى غاية المثل
والشّاةُ لما مسحت الكفّ منك على
جهد الهزال بأوصال لها قحُل
سحّت بدرّة شكرى الشرع حافلةٍ
فروّت الركب بعد النهل بالعلل
وآية الغار إذ وقّيت في حجبٍ
عن كل رجس لرجس الكفر منتحلِ
وقال صاحبك الصديق كيف بنا
ونحن منهم بمرأى الناظر العجل
فقلت لا تحزن إنّ اللّه ثالثُنا
وكنت في حجب ستر منه منسدل
حمت لديك حمام الوحش جاثمةً
كيدا لكلّ غويّ القلب مختبِل
والعنكبوتُ أجادت حوك حلّتها
فما تخال خلال النسج من خلَل
قالوا وجاءت إليه سرحةٌ ستَرَت
وجه النبيّ بأغصان لها هدل
وفي سراقةَ آياتٌ مبيّنةٌ
إذ ساخت الحجر من وحل بلا وحل
عرجت تخترق السبع الطباق إلى
مقام زلفى كريم قمت فيه علي
عن قاب قوسين أو أدنى هبطت ولم
تستكمل الليل بين المد والقفل
دعوت للخلق عام المحل مبتهلاً
أفديك بالخلق من داع ومبتهل
صعّدتَ كفيك إذ كفّ الغمام فما
صوّبت إلا بصوب الواكف الهطِل
أراق بالأرض ثجا صوب ريّقهِ
فحل بالروض نسجا رائق الحلَل
زهرٌ من النور حلّت روض أرضهِمُ
زهراً من النور صافي النبتِ مكتمِل
من كلّ غصنٍ نضير مورقٍ خضَرٍ
وكل نورٍ نضيد مونق خضل
تحيةٌ أحيت الأحياء من مضرٍ
بعد المضرّة تروي السبل بالسبل
دامت على الأرض سبعا غير مقلعة
لولا دعاؤُك بالإقلاع لم تزُل
ويوم زورِكَ بالزوراء إذ صدروا
من يمن كفّك عن أعجوبة مثل
والماء ينبعُ جوداً من أناملها
وسط الإناء بلا نهر ولا وشل
حتذى توضّأ منه القوم واغترفوا
وهم ثلاث مئين جمع محتفل
أشبعت بالصاع ألفا مرملين كما
أرويت ألفاً ونصف الألف من سمل
وعاد ما شبع الألف الجياع به
كما بدوا فيه لم ينقُص ولم يحُلِ
سألتهم سورةً في مثل حكمتهِ
فتلّهُم حين عنه العجز حين تلي
فرام رجس كذوب أن يعارضَهُ
بعيّ غيّ فلم يحسن ولم يطل
مثبّج بركيك الإفك ملتبسٍ
ملَجلَجٌ بزريّ الزور والخطَلِ
يمجُّ أوّل حرف سمع سامعهِ
ويعتريه كلالُ العجز والملَلِ
كأنّهُ منطقُ الورهاء شدّ به
لبسٌ من الخبل أو مسٌّ من الخبَل
أمرّتِ البئر بل عغ ارت لمجّتِه
فيها وأعمى بصير العين بالتَفل
وأيبسَ الضرع منه شؤم راحتهِ
من بعد إرسال رسلٍ منه منهمِل
برئتُ من دين قومٍ لا قوام لهم
عقولهم من وثائق الغيّ في عُقُلِ
يستخرجون خفيّ الغيب من حجر
صلد ويرجون غوث النصر من هبل
نالوا أذى منك لو لا حلم خالقهم
وحجّة اللّه بالإعذار لم تنلِ
واستضعفوا أهل دين اللّه فاصطبَروا
لكلّ معضلِ خطبٍ فادح جلَل
لاقى بلالٌ من أميّة قد
أحلّهُ الصبر فيه أكرم النزل
إذ أجهدوه بضنك الأسر وهو على
شدائد الأزل ثبت الأزر لمي زل
ألقواهُ بطحاً برمضاء البطاح وقد
علوا عليه صخوراً جمّةَ الثقل
يوحّدُ اللّه إخلاصاً وقد ظهرَت
بظهره كندوب الطل في الطّلَل
إن قدّ ظهر وليّ اللّه من دبُرٍ
قد قدّ قلب عدوّ اللّه من قبُلِ
نفرتَ في نفرٍ لم ترض أنفسهم
إذ نافروا الرجس إلا القدس في نفلِ
يا نفس بدّلَت في الخلد إذ بذَلَت
عن صدق بذل ببدر أكرم البدل
من كلّ مهتصرٍ للّه منتصرٍ
بالبيض مختصر بالسمر معتقلِ
يمشي إلى الموت عالي الكعب معتقلاً
أصما الكعوب كمشي الكاعب الفضل
قد قاتلوا دونك الأقيال عن جلدٍ
وجالدوا بجلاد البيض والجدل
وصلتهُم وقطعت الأقربين معا
في اللّهِ لولاه لم تقطع ولم تصل
وجاء جبريل في جند له عدد
لم تبتذلها أكفُّ الخلق بالعمل
بيضٌ من الكون لم تستلّ من غمدٍ
خيلٌ من العون لم تستَنَّ في طيل
أحبب بخيل من التكوين قد جنبت
بجانب عن جناب الحق معتزِلأ
أعميتَ جيشا بكف من حصىً فجَثَوا
وعقّلوا عن حراك النقل بالنقل
ودعوةٍ بفناء البيت صادقة
غدا أميّةُ منها شرّ منخذِلِ
غادرت جهل أبي جهل بمجهلةٍ
وشاب شيبة قبل الوقت من وجل
وعتبةُ الشر لم يعتب فتعطفه
منك العواطفُ قبل الحين من مهَلِ
وعقبةُ الغمر عقباه لشقوته
أن ظلّ من غمرات الخزي في ظُلَل
وكل أشوس عاتي القلب منقلب
جعلته لقليب البئر كالجعل
وجاثم بمنار النقع مشتغلٍ
بجاحمٍ من أوار النار مشتعل
عقدت للخزي في عطفَي مقلّده
طوق الحمامة باقٍ غير منتقلِ
أمسى خليل صغار بعد نخوته
بالأمس من خيلاء الخيل والخول
دامٍ يديمُ زفيراً في جوانحِهِ
جنحٌ من الشك لم يجنح ولم يمل
يقاد في القد خنقاً مشرباً حنَقاً
يمشي به الذعر مشيَ الشارب الثمل
أوصالهُ من صليل الغل في خلَلٍ
وقلبه من غليل الغل في علَلِ
يظلّ يحجلُ ساجي الطرف خافضَهُ
لمسكة الحجل لا من مسكة الخخَلِ
أرحت بالسيف ظهر الأرض من نفر
أزحت بالصدق منهم كاذب العلَل
تركت بالكفر صدعا غير ملتئم
وآب عنك بقرح غير مندمل
وأفلتَ السيف منهم كل ذي أسف
على الحمام حماه آجل الأجل
قد أعتقَتهُ عتاق الخيل وهو يرى
به إلى رقّ موت رقّة الغزل
فكم ببكّة من باك وباكية
بفيض سجل من الآماقِ منسجل
وكاسف البال بالي الصبر جدت له
بوابلٍ من وبال الخزي متّصِل
فؤادهُ من سعير الغيظ في غلَلٍ
وعينهُ من غزير الدمع في غلَل
قد أسعرَت منه صدرا غير مصطبر
وحمّلت منه صبرا غير محتمل
ويوم مكّة إذ أشرقت في أمم
تضيق عنها فجاجُ الوعثِ والسهل
خوافقٍ ضاق ذرع الخافقين بها
في قاتمِ من عجاج الخيل والإبل
وجحفلٍ قذَف الأرجاء ذي لجبٍ
عرمرم كزهاء الليل منسجلِ
وأنت صلّى عليك اللّه تقدمهم
في بهو إشراق نور منك متكمِلأ
تنيرُ فوق أغرّ الوجه منتجبٍ
متوّج بعزيز النصر مقتَبَل
يسمو أمام جنود اللّه مرتدِياً
وب الوقار لأمر اللّه ممتَثِل
خشَعتَ تحت بهاء العزّ حين سمَت
بك المهابة فعل الخاضع الوجل
وقد تباشَرَ أملاك السماء بما
ملكتَ إذ نلتَ منه غايةَ الأمَل
والأرض ترتجف من زهو ومن فرحٍ
والجو يزهر إشراقا من الجذل
والخيل تختال زهوا في أعِنّتها
والعيس تنثال زهواً من ثنى الوجل
لولا الذي خطّت الأقلام من قدرٍ
وسابق من قضاء غير ذي حول
أهلّ ثهلانُ بالتهليل من طربٍ
وذاب يذبُلُ تهليلا من الذبُل
الملك للّه هذا عزّ من عقدت
له النبوّةُ فوق العرش في الأزل
شعبتَ صدع قريشٍ بعدما قذّفَت
بهم شعوب شعاب السهل والقلَل
قالوا محمد قد زارت كتائبُه
كالأسد تزأر في أنيابها العصل
فويل مكّة من آثار وطأته
وويل أم قريش من جوى الهبَل
فجدت عفوا بفضل العفو منك ولم
تلمم ولا بأليم اللوم والعذل
أضربت بالصفح صفحا عن طوائلهم
طولا أطال مقيل النوم في المقل
رحمت واشج أرحام أتيح لها
تحت الوشيج نشيج الروع والوجل
عاذوا بظل كريم العفو ذي لطفٍ
مبارك الوجه بالتوفيق مشتمل
أزكى الخيلقةِ أخلاقاً وأطهرها
وأكرم الناس صفحا عن ذوي الزلَل
زان الخشوع وقارٌ منه في خفرٍ
أرقّ من خفر العذراء في الكلل
وطفتَ بالبيت محبورا وطاف به
من كان عنه قبيل الفتح في شغل
والكفر في ظلمات الخزي مرتكسٌ
ثاوٍ بمنزلة البهموت من زحل
حجزت بالأمن أقطار الحجاز معا
وملت بالخوف عن خيف وعن ملل
وحلّ أمنٌ ويمنٌ منك في يمنٍ
لما أجابت إلى الإيمان عن عجل
وأصبحَ الدين قد حفّت جوانبهُ
بعزّة النصر واستولى على الملل
قد طاع منحرفٌ منهم لمعترف
وانقاد منعدلٌ منهم لمعتدل
أحبب بخلّة أهل الحقّ في الخلل
وعزّ دولته الغرّاء في الدول
أمّ اليمامة يوم منه مصطلم
وحلّ بالشام شوم غير مرتحلِ
تعرّقَت منه أعراق العراق ولم
يترك من الترك عظمٌ غير منتثلِ
ولا من الصين صونٌ غير مهتزل
ولا من الروم مرمىً غير منتضلِ
ولا من النوبِ جذمٌ غير منجذمِ
ولا من الزنج جذل غير منجذل
ونيل بالسيف سيف النيل واتصلت
دعوى الجنود فكلّ بالجلاد صلي
وسلّ بالغرب غرب السيف إذ شرقت
بالشرق قبل صدور البيض والأسل
وعاد كلّ عدوّ عزّ جانبُه
قد عاذ منك ببذل منه مبتذل
بذمّة اللّه والإيمان متّصلٍ
أو من شبا النصل بالأموال منتصِلأ
يا صفوةَ اللّه قد أصفيت فيك صفا
صفو الوداد بلا شوب ولا دخل
ألستَ أكرم من يمشي على قدم
من البريةّ فوق السهل والجبل
وأزلفَ الخلق عند اللّه منزلَة
إذ قيل في مشهد الإشهاد والرسل
قُم يا محمّد فاضفع في العباد وقل
تسمع وسل تعط واشفع عائداً وسل
والكوثرُ الحوض يروي الناس من ظمإ
برحٍ وينقع منه لاعج الغلَل
أصفى من الثلج إشراقا مذاقَتهُ
أحلى من الدين المضروب بالعسل
نحلتُك الحبّ علي إذ نحَلتُكَهُ
أجني بحبّك منه أفضل النحَل
فما لجلدي بنضج النار من جلد
وما لقلبي لهول الحشر من قبل
يا خالق الخلق لا تحرق بما اجترَمت
يداي وجهي من حوبٍ ومن زلَلِ
واصحب وصل وواصل كلّ صالحةٍ
على صفيّك في الأصباح والأصل
واغفر لعبد هفا في الإثم والزّلَلِ
وافاك مستعطفاً والعقد لم يحِل
أذنبتُ لكن عسى والفضل منك عسى
حبّ النبيّ وحبّ الصحب يشفع لي
عبد الله الشقراطسي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الخميس 2012/06/07 12:19:21 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com