عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > المغرب > مصطفى الشليح > يا عمرًا كأنه أزمانُ

المغرب

مشاهدة
1285

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

يا عمرًا كأنه أزمانُ

يا عمرًا كأنه
أزمانُ
.
تثاءبَ ليلٌ .. للحكاياتِ شطآنُ
وهذي الحكاياتُ النديَّاتُ خلجانُ
على مفرق الليل انتباهتُها رستْ
كأنَّ انهمارَ الماء بالضَّوء عقيانُ
يشفُّ المَدى السِّريُّ عنه وينتضِي
سرابًا سَميَّ النجْم ما له عُمدانُ
كأنَّ المتاهاتِ البهيّاتِ صرحُه
من الأزل المشْدوه، والكونُ غزلانُ
كِناسٌ لمرأى البدءِ لا ريمَ عنده
تُرتبُ وقتَ البحْر، والليلُ قرصانُ ..
إذا انحرقَ الماءُ انوجادًا وما رأى
أتاكَ، بما للجمْر، ذكرٌ ونسيانُ
تَنادى وللرَّمل الرَّماديِّ سَورةٌ
ونادَى وللنخْلِ العِناديِّ عِصْيانُ
فمَادَ اتقادًا وابترادًا كأنّه
سُؤالٌ أسيرُ النبض: صادٍ وريَّانُ
فما مِنْ أوام ٍبالحِمَى مُتسنِّمٌ
لواردِها الرَّاحيِّ ما كانَ نُدمانُ
ولا الرَّيُّ مختومُ الزجاجةِ أية ً
ومنسجمٌ إلا انبرتْ، منه، أشجانُ
كأنَّ المجالي الجارياتِ مضلة ٌ
إذا أنشبَ السّهمَ المُداهمَ طوفانُ
سآوي .. فهلْ كانَ السَّرابُ مفازةً؟
ويَا جَبلا والنورُ، عِندَه، عُمْدانُ
ألا خشعةٌ لي إثرَ كلِّ خشعةٍ
تماهى زمانُ الوصل، وافترَّ ريْحانُ
تناهتْ عيونُ الحبِّ وانبهمتْ رُؤى
فهامَ المُحبُّونَ التيَاحًا وما بانوا
وكانوا إذا هبَّتْ من الحَيِّ نسمةٌ
وألقتْ سلامًا حائمًا وهْوَ سُلوانُ
وأرسلتِ المسكَ الفتيتَ تحية ً
إلى العاشقينَ الوَامقينَ فما هانوا
وما وهنوا، إنَّ التحيةَ سُلمُ..
المُحِبّين ما كانتْ بُراقًا وما كانوا
وكلُّ المُحبين انبلاجاتُ صعْدة
ٍ إلى اللانهاياتِ البداياتِ. ألوانُ
تُدثرُ كأسَ النور عندَ امتزاجةٍ
تعيرُ البُراقَ الحرَّ رسْمًا. أيزدانُ
مَسارُ المسافاتِ اشتِعالا إذا صَبا
وأمْسى فما أزرى، برُؤياه، عُنوانُ
وما انصرفتْ عنه اختيالا مواسمٌ
مباسمُها راحٌ وروْحٌ وريْحانُ
ومَندلها آهاتُ كلِّ حديقةٍ
تناثرَ، منها، الشوقُ وانسابَ تحنانُ
وجدولُها ضمَّ العناقَ وشاحَه
وباتا وسادًا حانيًا .. وهْوَ نشوانُ؟
فكل المُحبين انسبالاتُ وردةٍ
إذا ثملتْ بالآهِ أشرقَ بُستان
تبسَّمَ فالدنيا مشاتلُ خمرةٍ
ولا دالياتٌ دانياتٌ ولا بانُ
ولا كرمَº لكنَّ السّكارى قصيدةٌ
ولا شاعرٌ. مَنْ قالَ؟ مِنْ أينَ أوزانُ
حكايتِها؟ يَترى الحَبابُ رويَّها
ويسلو الندامى السَّاهمين. أسهرانُ
نسيمُ الهوى يرفو خباءَ دجنةٍ
بومْض النَّدى أمْ حامتِ الآنَ غربانُ
وحرَّكتِ المهْوى انكسارًا فما رأى؟
أراك عَصيَّ الدمْع ما عَفَّ عصْيانُ
أراكَ الخَليَّ الدار. تِلكَ حَمامة ٌ..
وهَذي البراري المُوحشاتُ وعُمدانُ
وذا طللٌ أمْ أنك الطللُ الذي
يَضجُّ اندراسًا مِنْه بيتٌ وأركانٌ
أمَ انَّ نارًا يلهثُ، اليومَ، جَمرُها
ببابكَ؟ للأعتابِ بَردٌ ونيرانُ
وبالبابِ أبرادٌ بغربتِكَ اكتستْ
أتدخِلها ذاتًا وبابكَ صَدْيانُ
ومنْ هبْوةِ الأقدار كانَ احتدامُه؟
أراكَ هديلَ الماء .. للماءِ أردانُ
يَمرُّ بك الرسْم المُهيلُ جداره
على جرحِه العاري، وما ثمَّ جُدرانُ
فتدنو من الأسْتار ثمَّ من الرِّدا
وترنُو إلى أقْمارها .. حيْثُ أشْجانُ
وحيثُ الجراحات الحبيباتُ مفرقٌ
وميْسانُ رقراقُ الهديل .. وتيجانُ
فمِنْ قمَر العُمر الذي كنتَ دمعَه
إلى قمر مِنْ دمْعةِ القلبِ يزدانُ
ومني إليَّ الرسمُ يُعلي بنودَه
أنا الجَذلُ المَنسِيُّ ما ارْبدَّ عنوانُ
وما اقتحمَ الجهمُ المُيمِّمُ وجهة
من اللاشيْء عنوانًا وما احتدَّ إنسانُ
وأومَأَ .. هلْ وادي الإشارة آهِلٌ؟
وهلْ واردٌ أمْ صادرٌ عنه حَرَّانُ
كتابُكَ أمْ أنَّ الكلامَ فراشة ٌ
حواليكَ تثغو، والبساتينُ نيسانُ
أم العابرُ الرائي وما كانَ منْ رَدىً
عبيرٌ ندِيُّ الخافقيْن وريْحانُ؟
إلى العتباتِ البيضِ يرقى مُدامة ً
من الكلماتِ البيض والبوْحُ هيْمانُ
تناغيه كأسٌ يَسْبكِرُّ حَبابُها
مخالسةً ما اللوحُ عنده إعلانُ
يَلمُّ الأحاديثَ السَّريةَ عِقدُه
أثيرية والشعرُ حادٍ وحيرانُ
يرقُّ انتظامُ الدرِّ في بُسُطِ الهوى
وليلُ الهوى يُزجي قوافيه مرجانُ.
رأى ما رأى. الموجُ انحناءةُ كِلمةٍ
إذا ما تثنَّتْ غارَ بحرٌ وخُلجانُ،
وخفتْ عيونٌ للوصال شهيدةً
وأخفتْ كلامًا والعِبارة تَهتانُ
وما عرفتْ منْ أينَ هَبَّ أتِيُّها
وكيفَ تلالى بالإشارةِ إيوانُ
أناما سلبتُ الموجَ كِلمتَه التي
أنا في مراياهاالغريبةِ غرقانُ ..
أنا السالبُ المسلوبُ منذ قصيدةٍ
أنا الكاتبُ المكتوبُ والبحرُ ظمآنُ
أناالنبأُالمسْبيُّ .. بلقيسُ موسمُ..
الحكاياتِوالرِّيحُ الخفيةُ والبانُ
وبلقيسُ والماءُ الشَّذيُّ وبارقٌ
قصيدتيَ الأولى، وما ثمَّ عنوانُ
ولا ثمَّ إيذانٌ بثانيةٍ سرتْ ..
سرابٌ سؤالُ البحْر عَنيِّ وأظعانُ
سرابٌ .. ولي كانَ المساءُ حديقة ً
منَ النَّمنماتِ الحور. ثمَّة ديوانُ
من العتماتِ العابراتِ سرابها
بقافيةٍ ضحْياءَ .. لا كانَ تبيانُ
ولا كانتِ الأشواقُ منْ جؤنةٍ غوتْ
بأطيَبها نشرًا إذا الوَردُ قربانُ.
سفكتُ دمي رُؤيا وأرقلتِ النِّدا
مكابرةُ الرقراق واخْضلَّ بُستانُ
فهمَّ وهمَّتْ ما ادلهمَّ تواجدٌ
وهاما، وللبابِ المُواربِ أشجانُ
وغاما وراءَ الحلم وانسدلَ الرِّدا
على القمر الوسْنان وانهلَّ إبَّانُ
وقاما أذانا والمحاريبُ خُشعٌ
وللذكر رجعٌ والمنابرُ آذانُ
ومنْ لُمَعٍ عذراءَ ذاتِ تمنُّع
تدافعتِ الأشذاءُ .. فالبهوُ سكرانُ
يميلُ إذا مالتْ بوارقُ طلعٌ
ويهْدلُ كأسًا حينَ تهْدلُ أجفانُ
ويُترعُها شمْسًا إذا قمرٌ رنا
إلى الليل مبْهورًا كأنه غيْرانُ
يَجوسُ بآياتِ الحُدوس سُؤالُه
الطفوليّ عنّي كلما امتدَّ إمعانُ
وأنعمَ في الإسْداءِ ليسَ يردُّه
عنِ الحكي إرساءُ السّراةِ وأرسانُ
على بُسطٍ خضراءَ يكتنه الطلا ..
تكنَّفها، عندَ التواقفِ، نِسيانُ
أناديك يا خطوَ التآلفِ غربتي
أنادي امِّحاءً .. للتواكفِ وجْدانُ
أناديكَ يا سَهوَ الحكايا وصحوَها
أما للبقايا منْ حَكاياكَ أردانُ؟
أما ثملَ المعْنى وليلاكَ كأسُه
فأيٌّ صَباباتٌ وأيكَ سكرانُ؟
ومنْ أيِّ رُكن للتآويل تبتدي
وكلُّ المرايا بالتآويل أرْكانُ؟
ومَنْ لاحتمالاتِ المعاني مُدثرٌ
وقدْ أرَّق المعنى احتمالٌ وكِتمانُ؟
ولمْ يدْر ما معناهُ أبيضُ غامضٌ
وجبَّتُه هَذيٌ، وخُفٌ، وعيدانُ
وأنىَّ له ما ليس ينأى متاهةً
وهذي المسافاتُ السفِيّةُ بُركانُ
وتلكَ التي تدنو خرائبُ دمنةٍ
عَوَى، منْ ثناياها، دُخانٌ وغربانُ
فهلْ رسْمكَ الآنَ انقداحة جمرةٍ
لمائِكَ أمْ رسمُ المتاهاتِ بَردانُ؟
سألتكَ عفوًا والأثافي ضواحكٌ
ألا واحةٌ عبْرى السَّوافي ورُمَّانُ؟
ألا شادنٌ تنضُو الحديقةُ سرَّه؟
هُنا وهنا المَحْلُ انهمارٌ وأشطانُ
هنا السّاكنُ المسْكونُ عيْن محارةٍ
تُسِرُّ وللإسرار لمحٌ وإكنانُ
وقدْ خاطبَ المفتونُ أقداحَه التي
ولا فاتنٌ إلا الذي .. فهْوَ نشوانُ
وما خمرة ٌ إلا التخاطبُ راحةً
ولا خطبةٌ إلا ارتهانٌ وحسبانُ
كأنيِّ إذا الأعْيانُ ما بارحوا الهُنا
قناديلُ ماءٍ من هناكَ وعنوانُ
كأنَّ بها منْ حيْرتي شبحًا دنا
يُحملقُ مشدوهًا .. كأنَّه حَيرانُ
يقولُ ولا سمعٌ لدَيَّ مُسارعٌ
وأعْطِفُ .. لا قولٌ إليَّ وتبيانُ
فأدْرَكَني. منْ قالَ؟ ثمَّ مَنِ الذي
أقالَ عِثارَ الأيْن والنُّورُ تيجانُ؟
ومَنْ شرقٌ خرقا مُنيفا وغاربٌ
إذا يتمرأى ضمَّ ذاتَه عِرفانُ؟
ومَنْ طارقٌ بابَ الكتابةِ موْهنا؟
دَواتُكَ نجمٌ نابغِيٌّ وهجْرانُ
ترَقَّ وخُذكَ السُّلمَ الأخضرَ الذي
تأبَّطه المرقى .. فما ثمَّ ألوانٌ
وما ثمَّ إلا عاشقٌ ومُعانقٌ
وإلا رقيقٌ رائقُ الرِّيق نَدْيانُ
يُسامرُه الرقراقُ .. مَنْ سرقَ النَّدَى
مِن العُمْر يا عُمْرًا كأنَّه أزْمانُ؟
تركنا على الرقراق خيمتَنا التي
يُحاصرُها بالتوقِ، منا، حُزيْرانُ
تركنا من الأوراق هدهدَ قلبِنا
على دامع الأوراقِ .. والبحْرُ ظمآنُ
تركنا الجراحاتِ العنيداتِ مَوجَنا ..
الجنونيَّ لا تنجابُ، دونه، شطآنُ
وما تركتْنا غيمة ً دمعةُ الهوى
لنبحرَ عرْيًا .. للمداراتِ غِربانُ
لها السُّدفُ الرَّعْناءُ تسْتلمُ الغَضى
لتسْدله عندَ السُّدى .. فهْيَ أكفانُ
لها الخزفُ المحْمومُ يكسرُ جرَّة ً
منَ الزبدِ المنسِيِّ .. ما كانَ نسيانُ
لها الصَّدفُ التاريخُ صوَّبَ أمرَه
فأرْداه، منْ تاريخِه المُرِّ، نُكرانُ
ألا باذخاتٌ ناسِخاتٌ جنادلا
وللصَّخر ألهوبٌ وللصَّبْر ميْدانُ؟
ألا شامخاتٌ راسخاتٌ منازلا
تُرَخِمُ نبرًا .. فالمَنازلُ آذانُ؟
ألا صَائخاتٌ صَارخاتٌ رسومُها؟
تهدلَ معناها.. فأجْهشَ عمْرانُ
وأطرقَ عندَ الرملِ خاتمُه الذي ..
أعندكَ مرسومٌ أم الختمُ خِذلانُ؟
كأنِّي أنختُ الجَوْنَ. مَنْ قالَ مرة ً:
هُنا جذبة ٌ أخرى .. هنالِكَ جَذلانُ؟
لجذلانَ أملودُ المسافاتِ ينطوي
مرايا .. له الجسْرُ السَّمِيُّ وفقدانُ
هُوَ الجذلُ العاري قرأتُ به الشذى
فضجَّ كتابُ الورْدِ واهتاجَ عنوانُ
قرأتُ سُؤالَ العمْر نايًا مُسامرًا
كلامَ البراري .. والتآويلُ ندمانُ
على الثبَج الظامي خُيولُ لحونِها
ذُهولُ معاني العمْر .. ما ثمَّ فرسانُ
تناهى اختيالُ الحرف عندَ احتدامِها
فعاجَ وللمعنى المُكابر إمكانُ
وأسرجَ للطيف المُرفرفِ موجةً
تبطنها الإسْرارُ وازوَرَّ إعلانُ
فأرْهجَ أبْراجًا تعالى شجيُّها
ومازجَ مِعْراجًا هُو الكاسُ والحانُ
وناجى الجمالَ العامِريَّ تأرُّجًا
إذا ما سَجا ليلٌ كأنه غمدانُ
ولا سيفَ للأمْواج إلا هلالُه
ولا قمرٌ إلاكِ .. ما الليلُ سهْرانُ
أمُرُّ، به عجلانَ، أستبقُ الخطى
أعابثه لغوًا .. وما أنا عجْلانُ
أخيط ُانفتاقَ الغيْم عند إزاره
لعلَّ انفهاقَ الحلم روْحٌ وريْحانُ
بأبلجَ ريَّانٍ ينِدُّ طلاوة ً
وأدعجَ فينانٍ ليَرتِقَه البانُ
إذا سجعتْ ورقاءُ .. وانبهمَ الحِمى
وسارتْ حكاياتٌ .. وأطرقَ عُمرانُ
فما دارة ٌ إلا المرايا لعابرٍ
ولا جارة ٌ إلا مَمرٌّ وجُدرانُ
وبابٌ إذا أيْسرتُ أسْلمني يدًا
إليَّ كأنِّي، للمَعابر، عُمْدانُ
وإنْ أنا أيْمنتُ المنابرَ قالَ لي:
حَنانيْكَ إنَّ اليمْنَ لوْحٌ وعيدانُ
وإنكَ مأمونُ النقيبةِ آمِنٌ ..
لكَ البهْوُ والبابان مَا أنتَ مََّيانُ
فقلتُ: لعلِّي كنتُ أكتبُني هنا
إذا ما هناك ..الآنَ بَرْقٌ وهذْيانُ
لعليِّ أنا البابُ الذي كنتُه هُنا
وعقدان كانا من هناكَ وعِقيانُ
ومَرحلةٌ تُطوى إليها مراحلٌ
من البيدِ والواحاتِ والبيدُُ شرْيانُ
وللنَّخل هاماتٌ تسَنَّمتِ الذُّرى
وللباذخات الشُّمِّ رحلٌ وركبانُ
وللرُّطبِ المبْتلةِ العِذق بالحَيا
مُكابَرة إلا إذا احْتدَّ تَحنانُ
ومادَ الممرُّ المستحيلُ قصيدة ً
أنا الكاتبُ المَكتوبُ فيها بما رَانوا
وما انسكبُوا بَوْحًا ليسكنَ بهْوُها
إلى بهْوها كانواالقوافي بما كانوا
ثريّا .. لِبللوْرِ اندفاقتِها رؤىً
يَميسُ على الدنيا أثيرٌ ونُعمانُ
إذا الندفُ الميَّاسة العِطف مِشبكٌ
لمرْوحةِ الإيناس، والنورُ أكوانُ
ومنْ مِعطفِ الذِّكر النثير تأودتْ
لوامِعُ زهْرٌ للمعارفِ تيجانُ
رأيتُ بهمْ صِيدًا جحاجحةً سروا
قناديلَ، والليلُ الخُرافيُّ غربانُ
يزمُّون رحْلا .. يا رحيلا بنعلهمْ
أتيتَ .. وللفقدِ الجنونيِّ إتيانُ
وما النعلُ عُنوانٌ ولكنْ عمامة
متاهتُها هَدْيٌ حَييٌّ وحرمانُ
فما الرَّحلُ إلا مقصدٌ وغمامةٌ
وما الوصلُ إلا مُستظلٌّ وعرفانُ
رأيتَ الفتى عندَ الممرِّ وما رأى
رأيتُ الفتَى البَحْريَّ يَنشدُه البانُ
كأنَّ حمامَ الوقتِ أغرى به الشذى
فغمغمَ مشدوهًا وعمَّه نشدانُ
ومدَّا، معًا، نحْو الثُّريا سجعة ً
فأسْبلَ، منْ رجْع المسَافةِ، بُستانُ
وأقبلَ مُنهلَّ المطارفِ واكفًا
بأهْدَلَ مِنه لمْ توقعْه ألحانُ
وأجذلَ ما افترتْ عليْه مَراشفٌ
وقدْ رشَفَ النورَ المُغازلَ جَذلانُ
وسلسلَ لبلابًا ثريَّاه دفقةٌ
ورؤياه مِنّي خفقة ٌ فهْيَ وجدانُ
وسِرتُ وسارَ العُمرُ قربَ حَديقتي
معاذ َالحكايات التي قالَ وسنانُ
معاذ َانعقاف النُّون قافيةً غوتْ
وأغوتْ قصيدًا حينما نَدَّ تَهتانُ
وألفيتني خِدْنَ الأقاصي وإلفَها
وليسَ بتلك الشُمْس صحْبٌ وأخدانُ
أجيلُ، حَسيرًا، ما تبقىَّ من اللغى
بواديكَ والإبلاسُ، عندكَ، وديانُ
وأجزلُ وقدًا. باردٌ جلمدُ الصَّدى
ألا نظرة ٌ .. كلٌّ جليدٌ وصدْيانُ
وكلٌ، وللمعنى رمادٌ، مواقدٌ
ولا نارَ إلا نبرة ٌ .. فهْيَ تبيانُ
أنا ما سألتُ الكِلمةَ الحكمةَ التي
يُدمِّرُها المعنى إلى حيثُ فقدانُ
ولمَّا أدثرْ فتنةَ اللغةِ التي
بعاريةٍ تبلى .. فما اختلَّ ميزانُ
وجلتُ مَمرًّا جاذبًا مِنْ وجيبِه
ممَرًّا إلى الرؤيا ودربُه حيرانُ
ومنْ جيرةٍ كان الذهولُ سِوارَها
لمِعْصم هَذي فالمَعاولُ إمعانُ
تَنادى إلى جهْم توغلَ نابس
وما قالَ .. لكِنْ مالَ فانسلَّ إلكانُ
وألقى، فما أرْدى، إلى باقل ٍ يدًا
وأبقى يدًا حيثُ وهْمٌ وإمكانُ
وجلتُ أنا البَرْدان يا وَجَلي الذي
تلفّعَ بي، مِنْ خَوفِه، وهْوَ بَرْدانُ
ويا جَذَلي إنّ الممَرَّ مَعاهدٌ ..
ألا حَيِّ رَسمَ العهْدِ .. إنكَ إبانُ
رأيتُ أنا الأصْداءَ سيِّدة َ الطلى
إذا تتوالى والممَرَّاتُ عُمدانُ
تصاعَدتِ الآذان. تلك غمامةٌ
من الطيبِ أمْ تلك المعاهدُ ديوان؟
وتلكَ الحلى أقراط مَنْ؟ ياممرَّها
لعابرةٍ كانتْ .. أم القرْط ُغيْرانُ؟
لمنْ يا ثريَّاها الوضاءاتُ كلُّها
وما سَربلَ الأنحاءَ؟ منْ شفَّه البانُ؟
ومنْ أرسلَ الأسماءَ واعتلَّ وامَّحى
ومنْ كانه الإسمُ المُعتَّقُ والخانُ؟
ومَنْ ساجلَ الإسراءَ؟ ما قمرُ الهوى
وماذا لديكَ الآنَ؟ قرط وآذان
لمِصطبةٍ كانَ الشريفُ توجسًا
وقدْ راءها والقومُ ذكرٌ ونسيانُ
تهدَّلتِ الأرسانُ وانهدمتَْ صُوًى
فكلُّ غريبٌ .. والمتاهةُ أرْسانُ
وكلٌ قريبٌ منْ فهاهةِ أسْره
توارى عن المعْنى السَّبيِّ سُليمانُ
وأغضى فما اليوسيُّ رائية بكتْ
ولا منه آياتُ الزوايا وعنوانُ
ولا الثائراتُ النائراتُ ترسُّلا
ولا حِكمٌ طغراءُ .. ما ثمَّ نقصان
ولا دالياتٌ دامِياتٌ تبرُّكًا
فذا العمرُ هيمانٌ، وذا الشعرُ نديانُ
وذا المغربيُّ النابغيُّ قصيدةً
مُعلقةً لا سِترَ .. ما كانَ إيذانُ
وذلكَ إسْرارٌ بأبْهى بلاغةٍ
تجلتْ. أحقًا كانَ ثمَّة إعلانُ؟
وذيَّاكَ إكنانُ السُّموِّ أم العلى
كنانتُه ريمُ القوافي وغِزلانُ؟
وتلكَ العُرى مشبوبةٌ لأوارها
قِسيُّ الأقاصي والأقاصيُّ تيجانُ؟
وهَذي العيونُ النجلُ كيفَ رُنوُّها
وفاتِرُها نهرُ الحكايا وخلجانُ
ودفترُها الرّاسي وما أنا به
مرايا سُطورٍ أمْ سرابٌ وقيعانُ؟
تكوْثرَ، منّي، عابرٌ بسؤاله
فأخبرَ عنيِّ الليلَ والليلُ ظمآنُ
ونمَّ إليه بالمراكبِ كلِِّها
ولا طارقٌ يدنو ولا الأفقُ نيرانُ
ولا كنتُ أقفو الأينَ عبرَ غوايةٍ
وما بيَ هَمسٌ أوْ هديرٌ وبركانُ
أنا كنتُ أشتار المَساءَ صَبابةً
لأهْديه قلبي. كانَ للنور عُنوانُ
دَنوْتُ وقلبي للنديِّ وشاحُه
وأرجوحةٌ. ما قلتِ؟ كلك ألحانُ
أغنّيكِ لا الرؤيا بناسجةٍ مدىً
سواكِ، ولا الدّنيا لغيركِ تزدانُ
ولا كانتِ الغُرُّ القوافي إذا غوتْ
وما نمْنمتها منْ قوافيكِ تيجانُ
فإنكِ أيكٌ للمَمرِّ وفلكُه
أتيْتُ بكِ المغنى، فأبْهمَ فُقدانُ
وأسرجَ قنديلٌ خيولا لواحتي
وعرَّجَ منْ أيْنَ افتتانٌ وإتيانٌ؟
تمادتْ سؤالاتُ النخيل أنا بها
أغنّيكِ. للحُلم احتدامٌ وتحْنانٌ
ولي المَنهلُ النشْوانُ ثغرٌ مُفلجٌ
كأنَّه ريّانٌ مِن العمْر نشْوانُ
كأنيِّ أبْتلُّ ابتسامًا مُسَلِِّمًا
وأنهلُّ، باللقيا، حَمامًا ولا بانُ
ويَخضلُّ أنسامًا، بذاكرةِ الندى
غمامٌ رأى .. إنَّ الترائِيَّ قربانُ
إذا ما الثريّا أسدلتْ منْ كلامِها
عليًّ شؤونا فالعبارةُ أحضانُ
وليلُ الحروفِ البيض هوْدجُ نجمةٍ
حكايتُها رملٌ سميرٌ وكثبانُ
ولغوُ الحصى حادٍ بكلِّ قصيدةٍ
من الذَّارياتِ المُجْتلى حيثُ ديوانُ
وحيث تماهى اللونُ والكلمة التي
إذا تتناهى بالتبعثر ألوانُ
بكى الكاتبُ المكتوبُ فاشتبكَ الصَّدى
بأدْمعِه واشتارَ صوتَه ثهلانُ
كأنه للرّائي ذوائبُ نجْعةٍ
إلى أخضرٍ ندْيانَ ما رقَّ نديانُ
أسيلٌ، وللألوانِ ماءُ توهُّجٍ
تفيضُ على الأكواِن،عبْره، أكوانُ
جميلٌ مُدِلٌّ بارْتواء التفاتةٍ
حدسْتُ إذا ألقاه ُ أنِّيَ ظمْآنُ
عرفتُ البداياتِ النهاياتِ صُورة ً
رأيتُ بها حدْسًا يُساميه إيذانُ
تدلَّتْ طيوفي من حُتوفي ترقيًا
فغابَ شُفوفي حينَ غابَ إمكانُ
وجابَ بيَ العنوانُ خوفي توقِّيًا
وأفقدَني حرْفي متاهٌ وعنوانُ
أنا يا السِّرارُ السَّابراتُ عيونه
عيوني حكاياتُ انذهال وإرنانُ
تجَلَّيْتُ يا صرفي لكأس سَبيَّةٍ
لأسكنها نارًا .. وما ثمَّ نيرانُ
وأسكنَها بهْوًا يَميسُ أهِلة ً
تؤانسُ بهْوًا يزدَهي فهْوَ لُقيانُ
وما بينَ أشذاء السَّواري قصيدة ٌ
أنا .. والتآويلُ السَّريّة أركانُ
ألا أيُّها الندْبُ الشريفُ مقامُه
لأيٍّ كلامٌ؟ أيُّنا، الآنَ، تَبْيَانُ؟
مصطفى الشليح
التعديل بواسطة: أ.د/ مصطفى الشليح
الإضافة: الاثنين 2006/12/25 09:45:31 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com