سجَعْنَ فأذْكَرْنَ العهودَ الخواليا | |
|
| وقد يَذكرُ الإنسانُ ما كان ناسيا |
|
ولولا الهوَى ما كان نَوحُ حَمائمٍ | |
|
| على عَذَباتِ الأيكِ ممّا شَجانيا |
|
نَوادِبُ أَبلَيْنَ الحدادَ فما تَرى | |
|
| عليها سوى ما زُرَّ في الجِيدِ باقيا |
|
ولمّا التقَى الواشون والحَيُّ ظاعنٌ | |
|
| وقد راحَ للتّوديعِ منّي يَرانيا |
|
بدَتْ في مُحيّاهُ خَيالاتُ أَدمُعي | |
|
| صَفاءً وظَنُّوا أنْ بَكي لبكائيا |
|
قِفا وَلِّيا شكْوايَ أُذْناً سَميعةً | |
|
| وطَرْفاً سَخيَّ الجَفْنِ أَو مُتساخيا |
|
دَعاني فقد شَطّتْ ديارُ أَحِبّتي | |
|
| بدَمْعي أُجبْ شَوقاً إليهمْ دَعانيا |
|
تَمنَّوا أُموراً ساءهم أُخْرياتُها | |
|
| وكم من مَنايا يَبتدِينَ أَمانيا |
|
وما الطّودُ قد أَضحى على الأرضِ راسخاً | |
|
| يُزعزَعُ أَن يَلقَى الرّياحَ الجواريا |
|
فشُكراً عبادَ اللهِ إنَّ مَواهباً | |
|
| إذا رُبطَتَ بالشّكرِ تُلقي المَراسيا |
|
فما زادَكَ الأيّامُ إلاّ تَرفُّعاً | |
|
| ولا فَقدُكَ الأقرانَ إلاّ تعاليا |
|
وكنّا نَراكَ البدْرَ والصّيدَ أَنجُماً | |
|
| فصِرنا نَراكَ الشّمسَ والجوَّ خاليا |
|
غدَوتَ لدُنيا النّاسِ بالنّعلِ واطئاً | |
|
| وكنتَ لها لو شئتَ بالكفِّ حاويا |
|
ويَعظُمُ كلَّ العُظْمِ عندَ ذوي النُّهى | |
|
| عنِ المُلْكِ لا بالمُلْكِ مَن كان عاليا |
|
أَتَتْكَ ابنةُ الفكرِ الّتي لا يَسوؤها | |
|
| مع الكِبْرِ أَلاّ تَجعلَ المَهرَ غَاليا |
|
ثَناءٌ إذا أَنشدْتُ فيكَ لصدْقه | |
|
| كأنّيَ أتلو منه سَبْعاً مَثانيا |
|
بُيوتٌ أجلَّ الفْكرُ قَدْرَ قَريضِها | |
|
| وأَلفاظَها لمّا أَدَقَّ المَعانيا |
|
وسوف أُواليها إليك قَصائداً | |
|
| إذا كنتَ بالإكرامِ تَلْقى المُواليا |
|
فحَسْبيَ أَن تُهدي إليَّ عنايةً | |
|
| وحَسبُكَ أَن أُهدي إليك القوافيا |
|
فلا زال شَمسَ الدينِ جَدُّك صاعداً | |
|
| وسَعيك مَشْكوراً وزَندُك واريا |
|
ويَلْقَى رئيسُ الدّينِ قاصيةَ المُنى | |
|
| إذا ما تَسامَى للمَعالي تَسامِيا |
|
وأنت ذُكاءٌ للعُلا وهو ابْنُه | |
|
| لأعيُنِنا كُلُّ يُضيءُ الدَّياجيا |
|
لك النّاسُ يُهدُون التّهاني وإنّما | |
|
| لهمْ بكَ أُهدي ما بَقِيتُ التّهانيا |
|
فلا زالتِ الدُّنيا لعَينِك طَلْقةً | |
|
| ولازال منها وِرْدُ عَيشِك صافيا |
|
ولا جعلَتْ إلاّ بوَجْهِكَ عِيدَها | |
|
| ولا رَضيتْ إلاّ عِداكَ الأضاحيا |
|