أَتَانِي عَلىَ قُربِ المَزَارِ صَحِيفَةٌ | |
|
| تَضَوَّعَ في أَثْنائِها المَنْدَلُ الرَّطبُ |
|
حَوَتْ مِنْ بَديِعِ النُّطْقِ دُرَّاً وَحِكْمَةً | |
|
| بِبَعْضِهِمَا يُسْتَنْزَلُ الجَامِحُ الصَّعْبُ |
|
أَرَقُّ مِنَ السّلسَالِ لَفظَاً، كَأَنَّمَا | |
|
| جَرَتْ في نَواحِيها بَرِقْرَاقِهَا السُّحْبُ |
|
وَأَعَلقُ بِالأَذْهانِ مَعْنىً، كَأَنَّمَا | |
|
| تَكوَّنَ مِنْ مَكْنُونِ جَوْهَرِهَا القَلبُ |
|
فأَرسَلْتُ في تلْكَ الرَّيَاضِ نَوَاظِراً | |
|
| بِبَهْجَتَها إنْسَانُها مُغْرَمٌ صَبُّ |
|
وَرَدَّدْتُُ مَع تِلْكَ المَعَانِي خَوَاطِراً | |
|
| إلى غَيْر أبْكَارِ المَعَادِنِ ما تَصبْوُ |
|
أَتَتْ بالأّيادِي الغُرَّ بَدْءاً فَقَلَّدَتْ | |
|
| بِهَا مِنَناً مِنْ دُوْنِ إِحْصَائِهَا الشُّهبُ |
|
وَوَافَتْ بِهَا مِنْ غَيْرِ وَعْدٍ تَفَضُّلاً | |
|
| كَذَاكَ الجِنَانُ الخُصْبُ والمَوْرِدُ العَذْبُ |
|
أَلاَ أَيُّهَا الصَّدرُ الذِّي اتَّفَقَتْ على | |
|
| فَضَائِلِهِ في عَصْرِهِ العُجْمُ والعُرْبُ |
|
سَبَقْتَ إلى الإحسَانِ فِعلَ ذَوِي العُلَى | |
|
| وَوَاتاكَ مِنْ أنْوَاعهِ الفَرضُ والنَّدْبُ |
|
وَقَرَّرْتُ عَنْ إِدْرَاكِ شأوِكَ عَاجزاً | |
|
| مَتَى يَلْحَقُ الوانِي وقَدْ أَعْنَقَ الرَّكْبُ؟ |
|
فَأَبْدَيتَ فَضْلاً لَيْسَ يُدْركُ كُنْههُ | |
|
| عَروبُ لساني، عَنْ تَضاَعيفهه يَنْبُو |
|
وِأوليتَ برَّاً قِصرت عنه قِدرتي | |
|
| فَطَرفْ احتمالي عنَ تَضَاعيفه يكبو |
|
وَغَايةُ وُسعِيْ وَهيَ أَوسَعُ غَايَةٍ | |
|
| ثَنَا ضَاقَ عَنْ إمْدادِهِ الأُفُقُ الرَّحْبُ |
|
ثَنَاءً كَنِشرْ الرَّوْضِ مَرَّتْ بِهِ الصَّبَا | |
|
| سُحَيْراً، وقَدْ جَادَتهُ عراصَةٌ سكبُ |
|