بَرح الخَفاءُ فَلات حينَ خفاءِ | |
|
| فَاجهر فَبئس الثوب ثَوب رِياء |
|
يا سالِحاً مِن نَوكه في لَجةٍ | |
|
| سُجرت لَهُ بِالسخف وَالخيلاء |
|
إِن تُجزنا بِالعَتب ذماً فاحِشاً | |
|
| فَبِما حَواه رَشحُ كُل إِناء |
|
رُؤيا تَراءى ضَغثها لَك في الكَرى | |
|
| فَحسبت نَفسك مَوضِعاً لهجاء |
|
لا نَنتحيك بسم هَجوٍ صائِبٍ | |
|
| ما يَصنَع العَنين بِالعَذراء |
|
الكَلب أَقذَر خِلقة وَخَليقَةً | |
|
| مِن أَن يَكون مُبخراً بِكباء |
|
وَلعلةٍ عَفت الهَجاء وَرُبَما | |
|
| حَمَت المَوارد كُثرَةُ الأَقذاء |
|
إِني وَهجوك يا عَليُّ لكالذي | |
|
| باهى كَنيفاً مترَعاً بِفساء |
|
خُذ مهر بِكرك لا أُحب سفاحَها | |
|
| لَيسَ السَفاح بِشيمة الكُرَماء |
|
أَغليتُها مَهراً وَلَم أَك باخِلاً | |
|
| وَغلاءُ مهر البكر غَيرُ غَلاء |
|
مَن يَخطب الحَسناء يُغلِ مَهرَها | |
|
| إِن الحِسان فَواركُ البُخَلاء |
|
إِن كانَ رفعةُ كُل مَرءٍ ساقِطٍ | |
|
| في هَجوِهِ فَهُناكَ جَزل هجاء |
|
بِم تَعتَلي حَتّى تَقول لي استعر | |
|
| نَسَباً أُجبك فَلَستَ لي بِكفاء |
|
اِخسأ عليّ فَلَيس كُفؤك غَير ما | |
|
| يَجري مِن الأَعفاج وَالأَمعاء |
|
وَمِن العَجائب وَالعَجائبُ جَمة | |
|
| أَن تسخر القَرعاء بِالفَرعاء |
|
أَتسبني مِن غَير ذَنب جئته | |
|
| إِلا عِتابَ مَوَدَةٍ وَاِخاء |
|
وَالعَتبُ يَشهَدُ بِالوِداد لِأَهله | |
|
| في أَكثر الأَشياء وَالأَنحاء |
|
فَعَلامَ قارضت العِتاب بِجَفوة | |
|
| تَدعو إِلى البَغضاء وَالشَحناء |
|
وَغَدوت مِن عَتبي بِهِ مُستَبدلاً | |
|
| كَمُعوضٍ ناراً مِن الرَمضاء |
|
إِن تُبدِ مِن عَتبي عَليك تَألما | |
|
| فَالعير يَضرطُ خيفة الكوّاء |
|
عَهدي بِقَدرك في الحَضيض مبوأً | |
|
| وَلَقَد أَراكَ طَمحت للعلياء |
|
|
| وَالأُسدُ قَد هابَت كَريهَ لِقائي |
|
وَكَفاكَ ذَماً مَدح نَفسك بِالَّتي | |
|
| هِيَ مِن حلى الأَملاك وَالوزراء |
|
مَن كانَ مَمدوحاً بِغَير صِفاته | |
|
| آل المَديح بِهِ إِلى استهزاء |
|
وَعَطفتَ تَدعوني بِقَولك مُفصِحاً | |
|
| أَأَمنت مِن بَطشي وَمِن غُلوائي |
|
اللَهَ يا لَيثَ العَرين المُتَقى | |
|
|
خُذ مَن أَساءَ بِذَنبه وَبِجُرمه | |
|
| لا تَأخُذ الفضلاءَ بِالسفهاء |
|
هَذي الرُقاع رقاع وَالدك الَّتي | |
|
|
هَل رمحك المَهموز إِلا ابرةٌ | |
|
| أَمن الطَعين بِها مِن الأَدماء |
|
لَو أَنَّها في عَين مَرمودٍ لَما | |
|
| مَنَعَت مَلاحِظهُ مِن الأَغضاء |
|
أَبابرة مِثل الهَباةِ كَسيرة | |
|
| تَستَطيع قَلعَ الهَضَبة الصَماء |
|
وَأَراكَ يا عُصفور توعد بازياً | |
|
| بِمَخالبٍ لَيسَت بِذات مَضاء |
|
لَو كُنت مُنشِئَها بِنَسج خَدرنقٍ | |
|
| ضَعفت عَلى الايهان وَالانهاء |
|
أَرعد وَأَبرق يا سَخيف فَما عَلى | |
|
|
وَأَرى سَماءك يا عَليُّ جَعَلتها | |
|
| مَبسوطة مَع أَرضك البوغاء |
|
أَعلى المجاز وَضَعتَها أَم لَم تَكُن | |
|
| بِكَ قُدرَةٌ تَدعو إِلى الاعلاء |
|
ما كانَ أَولى أَن تعمَّك بَلدَةٌ | |
|
| تَعتَدُّ ذا أَرضٍ بِها وَسَماء |
|
فُرسان قَولك خَيلَها منكبة | |
|
| تَكبو إِذا ذَهَبت إِلى التَعداء |
|
وَتُرى حِراناً كُلَما هَمَزت فَما | |
|
| تَخشى فَجاءة غارَةٍ شَعواء |
|
وَحسامك العَضب الطَريرُ المُنتَقى | |
|
| قَد فله فالوذ حَدَّ ذَكاء |
|
أَتَقول لي لَو كُنت تَعقل لَم تَطع | |
|
|
عُذراً فَلَم أَعلَم بِأَن العَقل مخ | |
|
|
وَجَهلت ما ضَربته مِن أَمثالها | |
|
| فيكُم قَديماً عِترة الحُكَماء |
|
عَجَباً لِدَعواك الوَفاء وَإِنَّهُ | |
|
| عُمري لأَغرَبُ فيكَ مِن عَنقاء |
|
إِني لَأَستحيي وَأَيم اللَه مِن | |
|
| طول اِدِعائكهُ بِلا اِستحياء |
|
أَو لَم تَكُن عاقَدتَني أَن لا تُرى | |
|
| أَلطافُنا مَمزوجةً بِجَفاء |
|
فَنَكثت ما شَدَ الإِخاء عُقوده | |
|
| وَمَزَجت بِالأَقذاء ماء صَفاء |
|
وَلَئن دَفَعتَ مَقالَتي وَجَحدَتها | |
|
| فَأَبو مُحَمَدٍ اعدل الشُهَداء |
|
وَأَردت أَن أُرضيك وَالزَنديق في | |
|
| إِرضائِهِ اِسخاط ذي الآلاء |
|
هَذي خِلالك قَد نُشِرَت مَلاءَها | |
|
| مَشهورة الأَسماء وَالأَنباء |
|
فَعَلامَ تَزعم أَنَّني بِجحورِهنا | |
|
| مُغرىً أَهَذا مِنكَ حَقُّ جَزائي |
|
لِلّهِ تِلكَ مَناقِباً وَمَآثِراً | |
|
| فَلَقَد أَقَرَّت أَعينَ الأَعداء |
|
يا أَيُّها التَيس المجمَّر قل مَتى | |
|
| حُزت السِباق بِحَلبة الفُصحاء |
|
حَتى تَقول مصرحاً وَمُلَجلِجاً | |
|
| هَل قيست الدأماء بِالأحساء |
|
اِطفاء أَنواري تَرومُ وَدون ما | |
|
|
الشمس لا تَخفى محاسنها وَإِن | |
|
| غَطى عَلَيها بُرقعُ الأَنواء |
|
أَببهرج زيفٍ تُناقِضُ عَسجداً | |
|
| شَتان بَينَ غَياهِبٍ وَضِياء |
|
وَتَقول لَو شئت القَوافي لَم تَكُن | |
|
| إِلّا مَلاكاً تَحتَ ظل لِوائي |
|
أَحسَنت يا رَبَّ اللِواء المُرتَقي | |
|
| بِفخاره لِمَراتب الزُعَماء |
|
نَزَّهَت هِمَّتك الوَضيعة أَن تَرى | |
|
| مُستَجديَ الأُمَراء وَالوزراء |
|
قُل أَنتَ مَعن ابن أَوسٍ هِمَةً | |
|
| أَم من تقدَّمه مِن الشُعراء |
|
حَتّى تُرى مُتَنَزَهاً عَن سُوقَةٍ | |
|
| فَضلاً عَن الوزراء وَالرُؤَساء |
|
لَم تُبدِ هِمَة عزةٍ لَكنما | |
|
| أَعرَبتَ مُعتَزاً عَن اِستخذاء |
|
وَلَو اِبتَليت وَعَلَّ ذَلِكَ كائن | |
|
| بِالفَقر ما عيرت ذا اِستجداء |
|
وَالأَنبياء المُرسَلون اِستَطعَموا | |
|
| وَبُلوا بِداء الفَقر كُلَ بَلاء |
|
أَو لَيسَ موسى قَد تَوَخى قَريَةً | |
|
| مُستَطمِعاً فَأَبَت بِكُلِ اباء |
|
لا عارَ يَلحَق ساعياً في عيشه | |
|
| ما لَم يَجيء في سَعيه بخناء |
|
لا تَغتَرر بِرَخاء بالك وَالغِنى | |
|
| فَالدَهر يَمزج شدة بُرخاء |
|
كَم مِن فَتى هَبَت رَخاءً ريحه | |
|
| كانَت عَواقِبُها إِلى نَكباء |
|
لَيسَ الفَتى المُضطَرُ يَملك عزةً | |
|
| قَطع الشَقاءُ تعزز الفُقَراء |
|
نَزَعاتُ شعرك مِن مِحال كُلَها | |
|
| وَكَذا المِحال خلائق السُفهَاء |
|
لَو كُنت تَقنَع بِالعَفاف كَمثل ما | |
|
| زَخرفتَ لَم تعلن بعُدم ثَراء |
|
وَأَبوك قارون الغَنى في خِفهِ | |
|
| ما أَكفَر الإِنسان بِالنعماء |
|
وَإِذا حَوَت يَدك الكَفافَ وَتَشتَكي | |
|
| عُدماً فَأَين إِذاً غَنى الحَوباء |
|
أَجريتُ في مَلأٍ سَوابق مَنطِقي | |
|
| فَشأوتُ في مَلأٍ بِها وَخلاء |
|
لا كَالَّذي قَد قُلت إِني بِالخلا | |
|
| أَجريتهن ففزت بَينَ بِطاء |
|
زينت ما قَد عابَهُ اِبن قَميئَةٍ | |
|
|
فَجَعلتَ تُفصح قائِلاً متزندِقاً | |
|
| بدء التَفَكر آخر الإِنساء |
|
وَحَكمت أَني جاهل ما قلته | |
|
|
وَلَو الزَمان جَرى بفهمك أَولاً | |
|
|
وَرَفَعت عَن وَجهي الحَياء وَإِنَّهُ | |
|
| لملاءتي بَينَ الوَرى وَرِدائي |
|
وَلَو أَن صاعقة هَوَت ما أَثَرت | |
|
| في وَجهك الجَهم القَليل الماء |
|
هَذا الثَناء فَهَل سَمعت بِمثله | |
|
| لَقَد اِحتَوَيت فَضائل الظُرَفاء |
|
وَاللَهُ ما أَدرى وَأَني حائر | |
|
| في أَمرك المُتَخالف الأَنحاء |
|
تَنهى عَن السَب الَّذي قَد جئته | |
|
| وَتَراه فعل الرَعن وَالضعفاء |
|
كَمحرمٍ ما يَستحل لِنَفسه | |
|
| هَذا أَدَل دَلائل السُخَفاء |
|
أَنتَ الضَعيف إِذا عَلا ما قُلتَهُ | |
|
| وَالأَرعنُ الآتي بِكُل هُذاء |
|
تَسمو إِلى نَقدِ القَريض وَنَقضِهِ | |
|
| وَأَراكَ تَخبط فيهِ كَالعشواء |
|
ما فيكَ مِن فهمٍ يسر وَإِنَّما | |
|
| تَهذي عَليُّ وَتُدعى بِذَكاء |
|
إِن كانَ علمك مثل عقلك ذا فَقد | |
|
| أَخليت نَفسك مِنحُلى العُلَماء |
|
بَيضاء حجتك الَّتي أَوضَحتَها | |
|
| جاءَت بِكُل مُصيبة سَوداء |
|
قُل يا سَخيف بِمَ اِدَعيت بَسالةً | |
|
| وَجَعَلت نَفسك مُرتَقى الجَوزاء |
|
وَإِذا عَدا في الشَيء مرءٌ طوره | |
|
|
وَإِذا عَدا في الشَيء مَرءٌ طوره | |
|
| دَبَّت إِلَيهِ عَقارب البَغضاء |
|
شَيئان ما في الأَرض أَوجَع مِنهُما | |
|
| ذلُّ الرَفيع وَعزة الوَضعاء |
|
أَشهِر حسامك يا عَليُّ مُكافِحاً | |
|
| فَضح الشُجاع ضَمائر الجُبَناء |
|
هَذا أَوان الشدّ فَاِبرز مُقَدماً | |
|
| حَتّى تَرى مِن فارس الهَيجاء |
|