عَسى وَطن أَودى بِأَلفتنا شَحطا | |
|
| يُقَرِبُنا زُلفى وَيُنَظِمُنا سِمطا |
|
لِأَسرَعُ ما أَمضى التَفَرُق سَهمه | |
|
| فَأَصمى فُؤاد القُرب مِنا وَما أَخطا |
|
وَوَصلتُكُم كانَت مِن الدَهر منحَةً | |
|
| فَما باله اليَوم اِستَرَدَ الَّذي أَعطى |
|
أَلا لَيت شعري هَل يُرى بعدُ سامِحاً | |
|
| بِعَهد تُصاب كنت في عَقده وَسطى |
|
وَهَل يُسعفني فيكَ يَوماً بِأَوبَةٍ | |
|
| يَضيء بِها أَرجاء شيقَر وَالشَطا |
|
أَتذكُر كَم مِن طيبَةٍ اثر طيبَةٍ | |
|
| سَحَبنا لَها في فَنتنيط العُلا مِرطا |
|
وَكَم فتكَةٍ للراح جازَت بِنا المَدى | |
|
| بِحَيثُ وَشيج الحُب وَالأَثل وَالأَرطى |
|
وَمَقصَبةٍ تَهفو الرِياحُ فَتَنثَني | |
|
| فَتَحسبها تَحتَ الرِياح قَنا خَطّا |
|
وَجَدول ماء كَالمَجَرة أَسبَغَت | |
|
| بِحافاتِها الأَنواءُ مِن نَسجِها بَسطا |
|
صَفا ماؤه حَتّى كَأن اِنصِبابه | |
|
| حسام إِذا يُستَل أَو حيّة رَقطا |
|
كَأَن نُثيرَ النور تَحتَ يَد الصبا | |
|
| فصوص مَها أَو لُؤلؤٌ أَعوَز السَمطا |
|
إِذا ما الرِياح الهَوج نَثَرن عَقده | |
|
| ظَلَلنا نُفدِّيه وَنلقطه لَقطا |
|
فَيا لَكَ مَرأى ما أسرَّ لِناظر | |
|
| وِيالك فَرشاً ما أَجدّ وَما أَوطا |
|
بَساتين بَزت حسن جَنة مَأربٍ | |
|
| لِذيذ حَلاها لَيسَ أَثلاً وَلا خَمطا |
|
وَأَربعُ عُرفٍ لَم يَشنها بِمُنكَرٍ | |
|
| وَلَم تَسمَع الآذان مِنها بِها لَغطا |
|
لَو إِن أَمرأ القَيس بِن حَجر يَحلُّها | |
|
| لأَقصر عَن أَن يَذكر الجَزع وَالسِقطا |
|
وَعَذراء دنٍ بنتِ تسعين حجة | |
|
| بَذَلنا لَها الأَرواح في مَهرِها شَرطا |
|
أَقَمنا بِها سوق التَصابي فَما وَنت | |
|
| تَرد البَنان الجَعد مِن يَومِها سَبطا |
|
وَملنا إِلى خَلع العِذار فَما ونت | |
|
| أَطاف بِها ذو العَذل فيها لَنا ضَبطا |
|
تَطوف بِها غَصنية القَد كاعب | |
|
| لَها مُقلة كَالخَمر سَطوَةً أَو أَسطى |
|
وَخَدٍ كَمثل البَدر لَيلة تِمِّه | |
|
| تخال سَواد الخال في صَفحه نَقطا |
|
وَساقٍ شَكا الخلخالَ ضيقاً كَما شَكت | |
|
| مَعاصِمُها شح السوار لضها ضَغطا |
|
وَفرعِ يَغشى المتنَ أَسود فاحم | |
|
| تَضَل المَدارى في غدائره مَشطا |
|
إِلى مثلها يَصبو الَّذي كانَ صَابياً | |
|
| وَإِلّا فَما وَفّى الصِبا في الهَوى قِسطا |
|
وَدونَكها عَذراء أَحكمتُ سَردَها | |
|
| وَقَلدتُ آذان القَوافي بِها قَرطا |
|
وإِني وَإِن أَهديتُها بحترية | |
|
| كَمُهد إِلى صَنعاء مِن وَشيها مِرطا |
|
وَعُذراً لِتَأخير الجَواب فَإِنَّني | |
|
| ضَعفت فَلا قَبضاً أَطَقت وَلا بَسطا |
|
تَوالى عَليَّ السَقم عاماً فَحَطَني | |
|
| عَلى رَغم أَنفي عَن جِدى صحتي حِطا |
|
وَطالَت مُعاناة الأُساة وَكُلَهُم | |
|
| عَمٍ خابِطٌ عَشواء في علتي خَبطا |
|
فَهَذا يَراها علةً دَمَويَةً | |
|
| وَهَذا يَراها مَرَةً خالَطَت خِلطا |
|
يُعانيك هَذا ثم إِن سيل غَيره | |
|
| يَقول وَإِن كانَ المُصيب لَقد أَخَطا |
|
فَلَو أَبصَرت عَيناك لَونيَ أَغبَراً | |
|
| وَرَونَق وَجهي قَد تَغَير وَاِنحَطا |
|
وَرَأسيَ قَد شابَت ذَوائب لَيلِهِ | |
|
| وَلاحَ صَباح الشَيب في جَنحِهِ وَخَطا |
|
لِأَبصَرت مِن مرآيَ خَلقاً مُشَوَهاً | |
|
| وَأَنكَرت مِن مَرآيَ أَنزع مُشمطا |
|
إِلى اللَه أَشكو ما دَهاني فَقَد عَدا | |
|
| وَأَسألهُ تَعجيل برءٍ فَقَد أَبطا |
|
وَلما تَراخى عَهدُ أُنسِ خِطابَكُم | |
|
| وَنَكرتِ الدُنيا معارِفَه شحطا |
|
تَطَلعتُ مِن أُفقي أَشيمُ بروقه | |
|
| وَذبتُ اِشتِياقاً إِن تجشمَ لي خَطا |
|
لَعَلك أَن تُحيي بِهِ نَفس شَيقٍ | |
|
| كَما أَحيت الأَمطار أَرضاً بَدَت قَحطا |
|