هي الدارُ قد أقوتْ ورثَّ جديدُها | |
|
| غداةَ نأتْ ليلى وحالتْ عهودُها |
|
أبادَ وأبلى الدهرُ بهجةَ أنسِها | |
|
| فهل لليالي أُنسِها مَنْ يُعيدُها |
|
وقد ذهبتْ عنها البشاشةُ بعدَما | |
|
| تأنَّقَ مرآها وطابَ صعيدُها |
|
لياليَ تُصبيني بخُوْطِ قَوامِها | |
|
| ويَشْغَفُ قلبي ناظراها وجيدُها |
|
رنتْ فرمتْ نبلاً حشاىَ رديةً | |
|
| له دونَ أحشائي هواها يؤودُها |
|
فلا زالَ يَسْقي ربعَها كلُّ مزنةٍ | |
|
| تُزَمجرُ في أعلى الغمامِ رعودُها |
|
يلوحُ وميضُ البرقِ في حُجُراتِها | |
|
| فتهمي على أطلالِها ونَجُودُها |
|
حمَى بعدُها عن مقلتي لذَّةَ الكرى | |
|
| فقد بانَ عنها منذُ بانتْ هجودُها |
|
فكيفَ لها بالنومِ والبينُ بعدَما | |
|
| تناءَتْ عنِ الاِغْفاءِ أمسى يذودُها |
|
تكلَّفُني رعيَ النجومِ واِنَّها | |
|
| لَخُطَّةُ خَسْفٍ ضلَّ فيها رشيدُها |
|
تعرَّضَ ما بيني وبينَ مزارِها | |
|
| موامٍ فسيحاتُ المفاوزِ بيدُها |
|
اِذا هبَّتِ النكباءُ عن قُلَلِ الحِمى | |
|
| ومازَحَ نيرانَ الغرامِ بَرُودُها |
|
وجاذَبَ أغصانَ الأراكِ نسيمُها | |
|
| يُمَيَّلُها في مَرَّةٍ ويُميدُها |
|
وجدتُ لها برداً على حَرَّ مهجةٍ | |
|
| يضرَمُها ليّانُها وصدودُها |
|
فليس يسُّر القلبَ إلا هبوبُها | |
|
| كما لا يسوءُ النفسَ إلا ركودُها |
|
وما أنسَ لا أنسَ الليالي التي بها | |
|
| أنارَ محيّاها وأورقَ عودُها |
|
أمِنْ بَعْدِ ما شطَّتْ بها غُربةُ النوى | |
|
| وأصبحَ مسلوبَ العزاءِ جليدُها |
|
يسمَّعُه العُذّالُ فيها ملامةً | |
|
| لفرطِ هواه منهمُ يستعيدُها |
|
يَلَذُّ بها حتّى كأنَّ لطائماً | |
|
| معَ الريِحِ أدَّتْها اليه عقودُها |
|
أخالوا سَماعَ العَذْلِ يُنْقِصُ لوعتي | |
|
| وما اللَّومُ في الأهواءِ إلا يزيدُها |
|
تؤرَّقُني تلكَ البروقُ كأنَّها | |
|
| قواضبُ شيمتْ والسحابُ غمودُها |
|
فحتَّى مَ قلبي لا يَقَرُّ خفوقُه | |
|
| ونارُ غرامي لا يُرَجَّى خمودُها |
|
سُهادي إذا ما الليلُ جَنَّ وأدمُعي | |
|
| وزفرةُ صدري والحنينُ شهودُها |
|
مدامعُ تَهْمي في الطلولِ كأنَّها | |
|
| أتيٌّ إذا مابانَ عنهنَّ رَوْدُها |
|
وكم صنتُها خوفَ الرقيبِ وسعيهِ | |
|
| وكفكفتُها مِن قبلُ تَتْرَى مدودُها |
|
الى أن تناءَى الحيُّ عن رملِ عالجٍ | |
|
| وأصبحَ داني الدارِ وهو بعيدُها |
|
وقفتُ بها أبكي وقد صرَّحَ الهوى | |
|
| لها ولواشيهابأنّي أُريدُها |
|
ولولا الهوى ما كنتُ سرَّحتُ ناظري | |
|
| الى أرضِها في كلَّ وقتٍ يَرُودُها |
|
فلا عيشَ إلا حينَ تبدو حسانُها | |
|
| وتهتزُّ في الكُثْبانِ منها قُدُودُها |
|
ولا ماءَ إلا ما جفوني سحابُه | |
|
| ولا نارَ إلا ما ضلوعي وقودُها |
|
ولا وَجْدَ إلا دونَ وجدي وقد سرى | |
|
| مع الصبحِ مِن تلكَ المرابعِ غيدُها |
|
حلفتُ بِشُعْثٍ فوقَ كلَّ نجيبةٍ | |
|
| مزَّممةٍ تفلي الفلا وتُبيدُها |
|
يُريحونَ مِن حملِ البرودِ مناكباً | |
|
| مِن السُّقْمِ تُوهي الناحلينَ بُرُودُها |
|
تخوضُ بهم في غمرةِ الآلِ كلَّما | |
|
| تكنَّفها كَومُ المطايا وَقُودُها |
|
على كلَّ فتلاءِ الذراعينِ جَسْرَةٍ | |
|
| تهائمُها تُرمَى بها ونُجُودُها |
|
تُتابعُ بالأرقالِ في البيدِ وخَدها | |
|
| حليفةُ سيرٍ ما تُحَلُّ قُتُودُها |
|
بأنَّكِ أشهى في النفوسِ مِنَ المنى | |
|
| اِذا بشَّرتْها بالنَّجازِ وعودُها |
|
فلو كنتِ في أرضٍ بعيدٍ مزارُها | |
|
| تُحِيطُ بها أبطالُها وأُسودُها |
|
اذا آنسوا في حِندسِ الليلِ نبأةً | |
|
| سَمِعْتِ سيوفَ الهندِ صَلَّ حديدُها |
|
طرقتُ حماكِ الرحبَ ليس يصدُّني | |
|
| اِذا ما نهاني عن لقاكِ وعيدُها |
|
بكلَّ رقيقِ الشفرتينِ مُصَمَّمٍ | |
|
| اِذا قرعَ الأذمارَ ماتتْ حقودُها |
|
فدونكِ مِن حُرَّ الكلامِ قصيدةٍ | |
|
| يروقُكِ منها نظمُها ونضيدُها |
|
فريدةَ عقدٍ كلَّما فاهَ مُنشِدٌ | |
|
| بأبياتِها أذكى الغرامَ نشيدُها |
|
فما قالةُ الأشعارِ لو كنتِ حاكماً | |
|
| لها وأردتِ النصفَ إلا عبيدُها |
|