قد حُقَّ للمشتاقِ أن يتوجَّعا | |
|
| ولعينهِ بعدَ النوى أن تَدْمَعا |
|
رحلَ الأحبَّةَ عن ملاعبِ لَعْلَعٍ | |
|
| فهجرتُ مِنْ بعدِ الأحبَّةِ لَعْلَعا |
|
أفلوا فلم أرَ للأهلَّةِ بعدَما | |
|
| أفلوا ولا لسرورِ عينيَ مَطلعا |
|
والدارُ بالأحبابِ ولا سقىَّ الحيا | |
|
| دارَ الأحبَّةِ بعدَهنَّ ولا رَعَى |
|
مالي وللأطلالِ أَنْدُبُ ما عَفا | |
|
| منها وأذكرُ ملعباً أو مَرْبعا |
|
قد كنتُ استسقي لساكنِ ربعِها | |
|
| دمعي إذا ما الغيثُ ضنَّ فأقلعا |
|
أيامَ كانت للكواعبِ مألَفاً | |
|
| يزهو بهنَّ وللجآذرِ مَرْتعا |
|
يا منزلاً لعِبَ الزمانُ بأهلهِ | |
|
| وأعادَه الحَدَثانُ قَفْراً بَلْقعا |
|
ما كنتُ أبخَلَ أن تجودَكَ ادمعي | |
|
| دَفْقاً إذا المزنُ الهتونُ تقشَّعا |
|
لكنَّها نضبتْ وأنفدَ ماءَها | |
|
| خوفي على شملِ الهوى أن يُصْدَعا |
|
وحمامةٍ سجعتْ على فَنَنِ النقا | |
|
| لمّا اكتسى زَهْرَ الربيعِ وأينَعا |
|
ناحتْ على اعلى الغصونِ ومائد | |
|
| الأغصانِ يَحمِلُها على أن تَسْجَعا |
|
دعتِ الهديلَ فباتَ وهو منعَّمٌ | |
|
| بدنوَّهِ منها وبتُّ مروَّعا |
|
أشبهتُها دمعي في النوحِ إلا أنَّها | |
|
| ناحتْ ونحتُ تطرَّباً وتفجُّعا |
|
وسكبتُ دمعي في الديارِ وقد نأى | |
|
| عنها الخليطُ مقوَّضاً ومودَّعا |
|
حتى كأنَّ عليَّ ضربةَ لازبٍ | |
|
| في كلَّ رسمٍ أن أَسُحَّ الأدمُعا |
|
وتنوفةٍ كلفَّتُ نجبي قطعَها | |
|
| لمّا نأى عنَّي الفريقُ وأزمعا |
|
جاوزتُها بايانِقٍ تَطِسُ الحصى | |
|
| أخفافُهنَّ على الوَجا واليَرْمَعا |
|
وسرتْ وهنَّ إلى المواردِ ولَّهٌ | |
|
| في القفرِ تكرعُ مِن صداها اليَلْمَعا |
|
خالتْ وقد خدعَ السرابُ عيونَها | |
|
| وَسَطَ النهارِ بأنَّ فيه مَكْرَعا |
|
تبغي إذا ما الآلُ عبَّ عُبابَهُ | |
|
| يا ويحَها ممّا يُرقرِقُ مَشرَعا |
|
هيهاتَ أن تَرِدَ المشاربَ عذبةً | |
|
| مِن بَعْدِ ما نزلَ الخليطُ الأجرَعا |
|
أو أن تعودَ لها الخمائلُ غضةً | |
|
| ترعى بهِ الروضَ الأريضَ المُمْرِعا |
|
حتى أرى الحيَّ البعيدَ وقد دنا | |
|
| منَّي وأنفُ البينِ يُلْفَى اجدَعا |
|
أَأُلامُ مِن بعدِ الحبائب أنَّني | |
|
| أدَعُ النجائبَ في الأزمَّةِ خُضَّعا |
|
ترمي الفدافدَ بي وهنَّ سواهمٌ | |
|
| هِيمٌ حَكَيْنَ مِنَ الهُزالِ الأنسُعا |
|
خوصُ العيونِ تبدَّلتْ مِن بعدِما | |
|
| لانَ المُناخُ لها مُناخاً جَعْجَعا |
|
أحتثُّها تحتَ الظلامِ طلائحاً | |
|
| عُجْفاً إذا شِمْتُ البروقَ اللمَّعا |
|
واِذا الرياحُ سرتْ بِرَيّا زينبٍ | |
|
| نحوي وسفتُ عبيرَه المتضوَّعا |
|
وتناوحتْ أنفاسُها وتأرَّجتْ | |
|
| طيباً طويتُ على الغرامِ الأضلُعا |
|
والحُرُّ تَمَن كنتمَ الهوى وحديثَهُ | |
|
| حَذَراً عليه وخفيةً أن يُسمعا |
|
والوجدُ ما منعَ الجفونَ أليُمهُ | |
|
| في القربِِ أوفي البعدِ مِن أن تَهحعا |
|
يا عاذليَّ على المحبةِكَرِّرا | |
|
| عَذْلي إذا ما شِئتماهُ أو دَعا |
|
فلقد أجابَ الحبَّ مني طائعاً | |
|
| قلبٌ تسرَّعَ نحوَه لمّا دَعا |
|
لا تحسبا أن الملامةَ في الهوى | |
|
| كثَني فؤاداً با لصبابةِ مولَعا |
|
صَغُرَ الملامُ بأنْ يَكُفِّ متيَّماً | |
|
| عَرَفَ الوِصالَ وطيبَهُ أويمنَعا |
|
يرتاحُ أن هبَّتْ صَباً أو أَرْزَمَتْ | |
|
| هوجاءُ أو ناحَ الحمامُ مرجِّعا |
|