أرى العيشَ بعدَ المالكيَّةِ لا يحلو | |
|
| وقلبي مِنَ الشوقِ المبرَّحِ لا يَخْلو |
|
ومَنْ عرفَ الأحبابَ والوصلَ والهوى | |
|
| فهيهاتَ أن ينسى على النأي أو يَسْلو |
|
جزى اللهُ حينَ الوصلِ خيراً وعصرَهُ | |
|
| وجادَ دياراً فارقوا أرضَها الوَبْلُ |
|
منازلُ كانتْ بالغواني حوالياً | |
|
| فمذْ بِنَّ عنها فهي مِن أُنسِها عُطْلُ |
|
وحيّا ثراها مِن دموعي مواطرٌ | |
|
| على عَرَصاتِ الدارِ سحّاحةٌ هُطْلُ |
|
يوشَّعُ أقطارَ الخمائِل ماؤها | |
|
| اِذا ما مضى سَجْلٌ تلا اِثْرَهُ سَجْلُ |
|
وما الدمعُ مِن الحبائبِ سُبَّةً | |
|
| وقد باعدتْهنَّ المخزَّمَةِ البُزلُ |
|
نأينَ فلي عندَ الخدورِ لبانةٌ | |
|
| تذكَّرُنيها دونَها الحَدَقُ النُّجْلُ |
|
سأطلبُها بالعيسِ تَنتهِبُ الفلا | |
|
| سِراعاً إذا ما هابتِ المهمةَ الاِبْلُ |
|
نواحلُ أنضاها الوجيفُ إذا انبرتْ | |
|
| تَراقَلُ في ارسانِها خَجِلَ الهِقْلُ |
|
نمتْها كما اختار الرَّكابُ جوانحاً | |
|
| على مضضِ السيرِ الغريريَّةُ الهُدْلُ |
|
نجائبُ مِن نسلِ الجَديلِ وشَدْقَمٍ | |
|
| تَطيرُ بنا لولا الأزِمَّةُ والجُدْلُ |
|
اِذا ما رأتْ برقاً وقد عَسْعَسَ الدُّجى | |
|
| يلوحُ على بُعدٍ كما لمعَ النَّصْلُ |
|
تُراعُ كأنَّ البرقَ جرَّدَ سيفَه | |
|
| عليها إذا امتدَّتْ بركبانِها السُّبْلُ |
|
فتعسِلُ تحتَ الليلِ والليلُ عاتمٌ | |
|
| الى الغرضِ النائي كما يَعْسِلُ الطَّمْلُ |
|
تَغُذُّ بركبانِ الغرامِ إلى الحِمى | |
|
| وقد شاقَها مِن دونِه الضَّالُ والأثْلُ |
|
الى أن وصلتُ الحيَّ مِن دونِ سربهِ | |
|
| محامونَ قد أحمى صدورَهمُ الغَلُّ |
|
مساعيرُ قد أنضجتُ غيظاً كبودَهمْ | |
|
| فكلُّ فتًى منهمْ يضرَّمُهُ الذَّحْلُ |
|
يغضُّونَ دوني الطرفَ وهو مردَّدٌ | |
|
| اليَّ اختلاساً مثلما نظرَ الصَّلُّ |
|
صغيرُهمُ يُدمي عليَّ بنانَه | |
|
| فكيفَ تراه يصنعُ الرَّجُلُ الكَهْلُ |
|
فكشَّفْتُ أستارَ الحِجابِ كأنَّني | |
|
| لِمَنْ دونَها بَعْلٌ واِن كَرِهَ البَعْلُ |
|
بعزمٍ يعيدُ اليومَ أسودَ قاتماً | |
|
| يخوضونَهُ الخيلُ الكرائمُ والرَّجْلُ |
|
وجَدًّ إذا أضحتْ كتائبُ خيلِهم | |
|
| كثيراً ولاقيناهمُ في الوغى قلُّوا |
|
واِن هيَ أمستْ في الديارِ عزيزةً | |
|
| غزونا مغانيها فحلَّ بها الذُّلُّ |
|
فلا ظلَّ إلا ما تظلَّلُه القنا | |
|
| أو النقعُ أن الموتَ تحتَهما فَضْلُ |
|
وما روضةٌ سقَّى الغمامُ نباتَها | |
|
| وبدَّدَ فيها عِقْدَ أدمعِه الطَّلُ |
|
غدا النَّوْرُ في أرجائها متبسَّماً | |
|
| اِذا ما اعترى أرضاً سوى أرضِها المَحْلُ |
|
تفتَّحُ عن مِثِل الثغورِ أقاحُها | |
|
| فأصبحَ لي فيها بأشباهِها شُغْلُ |
|
كسعدي وقد أبدتْ شتيتاً مؤشَّراً | |
|
| غداةَ التقينا بعدَما افترقَ الشَّمْلُ |
|
وما المزنُ أرخى وبلَهُ فسقَى الرُّبى | |
|
| كدمعي عُقَيْبَ البينِ أن النوى ثُكْلُ |
|
فيا عاذليَّ الآمِرَىَّ على الهوى | |
|
| بما لستُ أرضاهُ لقد برَّحَ العّدْلُ |
|
أأسلو وقد جادَتْ بطيبِ وصالِها | |
|
| لقد شابَ مِن امر ترومانِه الطَّفْلُ |
|
فأين التذاذي بالتداني وطيبِه | |
|
| ثَكِلْتُكُما أم أين ما أتقنَ الرُّسْلُ |
|
وأين الشُّعورُ السودُ تبدو كأنَّها | |
|
| أساوِدُ يُبديها لي الشَّعَرُ الجَثْلُ |
|
اِذا كنتُ لا ارعى العهودَ فخانني | |
|
| نَسيبي على الأحبابِ والمنطقُ الجَزْلُ |
|