ماذا الوقوفُ وقد بانوا على الطلل |
الاّ اشتياقٌ إلى أيامِكَ الأُوَلِ |
أبلاكَ بعدَ رحيلِ الحيِّ عنهُ بما |
يُبليكَ مِن ذِكَرٍ بعد النوى وبلي |
ووافقتكَ الأماني وهي باطلةٌ |
بعدَ الفراقِ على التشبيبِ والغزلِ |
أكلَّما بانَ حَيٌّ عن مرابعِه |
تبكي بدمعٍ مِنَ التَّرحالِ منهملِ |
وكلَّما أومضتْ في الجوِّ بارقةٌ |
قابلتَ مشتعِلاً منها بمشتعِلِ |
فلستَ تنفكُّ ذا نارٍ يضرِّمُها |
برقٌ ودمعٌ على آثارِ مُرتحِلِ |
مغرًى بتسآلِ أطلالٍ تحيفَّهَا |
مرُّ الرياحِ وصَوْبُ العارضِ الهَطِلِ |
ومستهاماً بأقمارٍ مغاربُها |
بينَ السُّجوفِ سُجُوفِ الوشي والكُلَلِ |
مِن كلِّ هيفاءَ ما مالتْ ولا خطرتْ |
اِلاّ أغارتْ غصونَ البانِ بالمَيَلِ |
ولا رمتْ بسهامِ المقلتينِ حشاً |
اِلاّ استطيشتْ نبالُ الحيِّ مِن ثُعَلِ |
ترمي فتُصمي واِنْ لم تَنْكِ أسهمُها |
جَلْدَ الرميَّةِ أن الفخرَ للمقلِ |
أقولُ والركبُ قد أعياهمُ سَهَري |
فوقَ الرِّحالِ على المُهْريّة الذُّلُلِ |
أسري عليهنَّ لايعتادُني مَذَلَ |
وليس بالخِرْقِ مَنْ يُعزى إلى المَذَلِ |
مالي وللربعِ قد أقوتْ معالِمُه |
بعدَ الخليطِ وما للهاتفاتِ ولي |
بانتْ أوانسُه عنه وبدَّلَهُ |
بعدَ التحلّي بهنَّ الدهرُ بالعَطَلِ |
وأذ كَرتَني زماناٌ بانَ منفصِلاً |
عنّي ووجدي عليه غيرُ منفصِلِ |
رعايةً أندبُ الأطلالَ دارسةً |
لعهدِهنَّ وأنحوهنَّ بالاِبِلِ |
وفي الوقوفِ إذا حيَّيتُ أرسمَها |
معنىً تولَّدَ بينَ الحُزنِ والجَذَلِ |
حتى كأنَّ ليالي الوصلِ ما برحتْ |
اوقاتُها وزمانَ البُعدِ لم يَزُلِ |
وروضةٍ قد سقَى أزهارَها عَلَلاً |
ماءٌ تقطَّعَ بينَ النَّوْرِ والنَّفَلِ |
مالتْ عليها غصونُ البانِ مونعةً |
خُضْراً مطارِفُها مِن ادمُعِ الطَّفَلِ |
روَّى أقاحيَّها ماءُ الغمامِ وقد |
امسى يَرِفُّ على خِيرِيِّها الخَضِلِ |
تميلُ مِن نسماتِ الريحِ نافحةً |
نَشوى الهبوبِ كميلِ الشاربِ الثَّمِلِ |
سرَّحتُ أسودَ طرفي في خمائِلها |
والشمسُ رافلةٌ في حُلَّةِ الأصُلِ |
فما اطَّباني مرآها وقد نزحتْ |
عنها الظباءُ ذواتْ الأعينِ النُّجُلِ |
هِيفُ القدودِ إذا ما الدَّلُ رنَّحَها |
لاحَ الخمولُ على العسّالةٍ الذُّبُلِ |
بُدِّلتُ بالهجرِ بعدَ الوصلِ فاندفعتْ |
عينايَ تهمي على التعويضِ والبَدَلِ |
فما الحياةُ واِنْ أمستْ مساعِفَةً |
اِلاّ اِذابِتُّ مِن وصلٍ على أمَلِ |
فلا تلُمني على وجدي الوشاةُ فما |
وقفتُ سمغي على التعنيفِ والعَذَلِ |
حالَ الزمانُ وحالَ العيدُ وانفصمتْ |
عُرى الوصالِ وحالي فيه لم يَحُلِ |