دِمَنٌ حُبِسنَ على الغرامِ وأربعُ | |
|
| دَرَستْ معالِمَها الرياحُ الأربَعُ |
|
لم يبقَ بعدَ أهيلِها إلا حشاً | |
|
| قَلِقُ وعينٌ للتفرُّقِ تَهْمَعُ |
|
ظعنوا فلي جسمٌ يذوبُ صبابةً | |
|
| مِنْ بعدِ ينهمُ وقلبٌ موجعُ |
|
سفهَّا وقفتُ على الديارِ وقد نأوا | |
|
| عنها أخاطبُ أرسماً لا تسمعُ |
|
حجلَ الغرابُ بها فوَيحَ منازلٍ | |
|
| تمسي وساكنُها الغرابُ الأبقعُ |
|
مالي وللأطلالِ أو لحمامةٍ | |
|
|
حالٌ أَلِفْتُ به وفي زمنِ الصَّبا | |
|
| رَمَقٌ وفي قوسِ الشبيبةِ مِنزَعُ |
|
واِذا الشبابُ مضى بغيرِ لذاذةٍ | |
|
| تُصبي الخليَّ فاِنَّه لمضيَّعُ |
|
ما أنتَ أوَّلَ مَنْ أطاعَ فؤادَهُ | |
|
| فغدا يَخُبُّ به الغرامُ ويوضِعُ |
|
فاخلعْ عذارَ اللهو قبلَ فواتِه | |
|
| مرحاً ورَيْعانُ الشبابِ مشفَّعُ |
|
فالعيشُ كلُّ العيشِ اِمّا روضةٌ | |
|
| غناءُ أو قدحٌ يدارُ مُشَعْشَعُ |
|
هاتيكَ تصبيكَ الزهورُ أنيقةٌ | |
|
| فيها وذاكَ لفرطِ همَّكَ يردعُ |
|
رقَّ الزجاجُ وراقَ فيه خمرُهُ | |
|
| حتى حسبتَهما سراباً يلمعُ |
|
فتوافقا لوناً وحسنَ صناعةٍ | |
|
| فالكأسُ أصنعُ والمُدامةُ أنصعُ |
|
ومعاشرٍ صدعوا الفؤادَ بعذلِهم | |
|
| والعذلُ يصدعُ والملامةُ تقدعُ |
|
عذلوا فقلتُ وفي الجوانحِ جمرةٌ | |
|
| للعذلِ يشكو مِن لظاها الأضلعُ |
|
ماذا يريدُ العاذلونَ وقد خلا | |
|
| للقوم مصطافٌ يروقُ ومربعُ |
|
ومضى الوصالُ حميدةٌ أيامُه | |
|
| كرهاً فأَخْفَقَ في الَّلقاءِ المطمعُ |
|
فدعوا محبّاً ما ألمَّ مُسلَّماً | |
|
| حتى دعا بهمُ الفراقُ فودَّعوا |
|
فأقامَ يَخْذُلُهُ التصبُّرُ بعدَما | |
|
| بانوا وتنصرُهُ عليهِ الأدمُعُ |
|
متبلَّداً متلدَّداً لا حزنُهُ | |
|
| يُغني ولا فرطُ التلهُّفِ ينفعُ |
|
يَشْجَى فتُسعِدُهُ بوادرُ عبرةٍ | |
|
| والطيرُ تصدحُ والصباحُ ملمَّعُ |
|
في أربعٍ كادتْ لِما صنعَ النوى | |
|
| تبكي بعينِ صبابةٍ لا تَدمَعُ |
|
ذهبوا وغيرَّها الزمانُ ونشرُهمْ | |
|
| في كلَّ ناحيةٍ بها يتضوَّعُ |
|
يا مَنْ يبيتُ وطرفُهُ مِن بعدِما | |
|
| رحلَ الأحبَّةُ ساهرٌ لا يَهجعُ |
|
رحلوا وقد كانَ الحجابُ وصونهمْ | |
|
| قبلَ النوى فيه لقلبكَ مقنعُ |
|
وأما وأيّامِ العقيقِ ولَعْلَعٍ | |
|
| ما زالَ يُشغفُني العقيقُ ولَعْلَعُ |
|
فلكم أُراجِعُ في النزوعِ اليهما | |
|
| قلبي ويُغريهِ الحمى والأجرَعُ |
|
هذا يذكَّرهُ وذاكَ يشوقُه | |
|
| وهما يقودانِ الحنينَ فيتبعُ |
|
ارضُ يُرى في كل ناحيةٍ لها | |
|
| أو كلَّ قطرٍ للأحبَّةِ مطلعُ |
|
أحبابَنا كم ذا الولوعُ بهجرِنا | |
|
| عَنَتاً ولي بكمُ فؤادٌ مولعُ |
|
دمعي وصبري يومَ زُمَّتْ عيسُكمْ | |
|
|
يا صبرُ بنْ بعدَ الخليطِ فهذه | |
|
| الأطلالُ وهي مِنَ الحبائبِ بلقعُ |
|
لم يبقَ بعدَ رحيلِ جيرانِ النقا | |
|
| اِلاّ ادَّكارُ هوًى وسِنٌّ تُقْرَعُ |
|
أزمانَ وصلِهمُ الشهيَّ وما مضى | |
|
| مِن طيبِ عهدِكَ هل لعصرِكَ مرجِعُ |
|
ما مزنةٌ سقتِ الديارَ دموعُها | |
|
| وجلَتْ عزاليها البروقُ اللمَّعُ |
|
يوماً كددمعي أو كنارِ تحرُّقي | |
|
| والعيسُ تُحدَجُ والهوادجُ تُرْفَعُ |
|