قد خانَ أهلُ الهوى قلْ لي بمِنْ أثقُ | |
|
| ليت المحبينَ لا كانوا ولا خُلِقوا |
|
كانت يميني بأسبابٍ مؤكَّدَةٍ | |
|
| بيني وبينهم في الودَّ تعتلِقُ |
|
فبدَّلَ البينُ حالاً كنتُ أعهدُه | |
|
| وأصبحَ الودُّ منهمْ وهو ممتذِقُ |
|
فالوجدُ بعدَهمُ حبسٌ عليَّ كما | |
|
| دمعي عقيبَ النوى في الربعِ منطلقُ |
|
جنايةٌ جلبتْها يومَ كاظمةٍ | |
|
| رسائلٌ حملتْها بيننا الحَدَقُ |
|
يا عينُ أمسى وقد زُمَّتْ قِلاصُهمُ | |
|
| وجداً أليفكِ فيهالدمعُ والأرقُ |
|
ما هذه وقفةٌ في الحبَّ أوَّلَةٌ | |
|
| لم يمضِ لي عُلَقٌ إلا أتتْ عُلَقُ |
|
صبابةٌ كنتُ أشكوها وبي رمقٌ | |
|
| واليومَ يَضعُفُ عنها ذلكَ الرمقُ |
|
فلي بنارِ زفيري بعدَهمْ حُرَقٌ | |
|
| ولي بدمعي على أطلالِهم غَرَقُ |
|
فهل أبيتُ ولا يُمسي يُروَعُني | |
|
| برقٌ يبيتُ على الخَلْصاءِ يأتلِقُ |
|
يُذكي باِيماضِه نارَ الغرامِ ولي | |
|
| جفنٌ يسحُّ فجسمي كيفَ يحترقُ |
|
بادي اللهيبِ وحرُّ الشوقِ مضطرمٌ | |
|
| يذكيهما المؤلمانِالذَّكْرُ والقَلَقُ |
|
فكيف ينسى الهوى صَبُّ يروَّعُهُ | |
|
| بعدَ النوى الأخوانِالصُّبحُ والغَسَقُ |
|
يرتاعُ مِن لِمَّةِ الظلماءِ مقبلةً | |
|
| ويلتظي وهي بالاِصباحِ تَنفرِقُ |
|
لم تبدُ شمسُ الضحى في الأفقِ مشرقةً | |
|
| اِلاّ وكانَ له مِنْ دمعِه شَرَقُ |
|
فهل أُرى وقِلاصي غيرُ ظالعةٍ | |
|
| يَحثُّها المنضيانِالنصُّ والعَنَقُ |
|
شوقاً إلى حجيرةٍ بالخَيْفِ ما حَفِظوا | |
|
| عهدَ المحبَّ ولا رقُّوا ولا رَفَقُوا |
|
أهكذا مثلَ ما ألقاه مِن شَجَنٍ | |
|
| قد كانَ مَنْ وَلِعوا بالحبَّ أو عشقوا |
|
أم هذه شيمةٌ وحدي خُصِصْتُ بها | |
|
| افضى الهوى بِيْ اليها والهوى طُرُقُ |
|
ومنزلٍ وقَفَتْ هوجٌ الرَّكابِ بهِ | |
|
| لمّا تضوَّعَ منه نشرُه العَبِقُ |
|
فمِن صريعٍ على الآثارِ من سَهَفٍ | |
|
| يستافُهنَّ وللأطلالِ يعتنقُ |
|
أنكرتُه مثلَ ما أنكرتُ مَعْلَمَهُ | |
|
| لولا ثرًى بذكيَّ المِسكِ يَنفتِقُ |
|
تؤمُّهنَّ عَلَنْداةُ هملَّعَةٌ | |
|
| مَوَّارةٌ أُجُدٌ عَيرانَةٌ دِفَقٌ |
|
تَنْسِلُّ مِن هبواتِ المُورِ ناحلةً | |
|
| مثلَ الهلالِ انجلى عن ضُمرِه الشفقُ |
|
ما جاوزتْ فَدْفَداً بالقاعِ مُنخرَقاً | |
|
| حتى بدا مَجْهَلٌ كاليمَّ مُنخرقُ |
|
|
| في رِبقةِ الوخدِ أنْ تبدو لها البُرَقُ |
|
وعُصْبةِ مِن رجالِ الشَّعرِ كم طلبوا | |
|
| لحاقَ شأوي فأعياهمْ وما لَحِقوا |
|
مِن كلَّ ذي غَبَنٍ منهمْ وذي قِحَةٍ | |
|
| يُلقيهما المُرديانِالجهلُ والحَنَقُ |
|
لمحتُ ما نظموه لمحَ مُعتبِرِ | |
|
| فكانَ نظماً به عن دينهِ مرقوا |
|
أبدَوا وقد غبتُ اشعاراً ملفَّقةً | |
|
| حتى حضرتُ بناديهمْ فما نطقوا |
|
جاؤوا وجئتُ وقد أعيتْ جيادُهُمُ | |
|
| فكانَ لي دونهمْ في الحلبةِ السَّبَقُ |
|