أرسمَ الهوى العذريَّ دمعُكَ في الرسمِ | |
|
| دليلٌ على ما في الجوانحِ مِن نُعْمِ |
|
وقفتَ به قبلَ التفرُّقِ باكياً | |
|
| كانَّكَ بالتفريقِ قد كنتَ ذا عِلْمِ |
|
وأصبحَ في الأطلالِ قِسمُكَ وافراً | |
|
| مِنَ الدمعِ والتبريحِ والبينِ والسُّقْمِ |
|
مرابعُ ما طولُ الوقوفِ بنافعٍ | |
|
| على ما شجاني مِن أثافيَّها السُّحْمِ |
|
وليس سؤالُ الربعُ إلا علالةً | |
|
| متى رمتَ نطقاً مِن ملاعبِه العجْمِ |
|
ملاعبُ خُلانٍ تعرَّفَها البِلى | |
|
| فا شكلتِ الآثارُ حتى على الوهمِ |
|
وقد دَرَستْ إلا بقيةُ معهدٍ | |
|
| على وَجَناتِ التربِ أخفى مِنَ الوشمِ |
|
فأَغْنَى وليُّ الدمعِ فيه وطالما | |
|
| تحدَّرَ وسميّاً فأغنى عنِ الوسمي |
|
علامةُ أربابِ الغرامِ وقوفُهمْ | |
|
| على الدارِ مِن بعدِ الخليطِ على رغمِ |
|
فمِنْ مشتكٍ بيناً اليها وناشدٍ | |
|
| فؤاداً أضاعوه ومِنْ عَبْرَةٍ تهمي |
|
وليلٍ بطيءٍ الفجرِ خِلْتُ غدافَه | |
|
| وقد باتَ مكتوفَ الجناحينِ مِن همَّي |
|
تطلَّبتُ فيه شاردَ النوم ضَلَّةً | |
|
| وأين كرى جفنٍ تعلَّقَ بالنجمِ |
|
وشاطرتُ فيه النيَّراتِ سهادَها | |
|
| فهل مِن مُعينٍ لي على السَّهَرِ الجَمَّ |
|
سألتكَ يا حزبَ الفراقِ وحربَه | |
|
| بيومِ النوى إلا جنحتَ إلى السلمِ |
|
أرادَ عسوفُ القصدِ تشتطُ كلَّما | |
|
| بدتْ لكَ اسرارُ المحبينَ في الحُكْمِ |
|
وكيف أُرجَّي منكَ سلماً وهذه | |
|
| سهامُ النوى والهجرِ داميةَ الكَلْمِ |
|
وقد كنتُ مِن قبلِ المحبّةِ حازماً | |
|
| ولكنَّها الأهواءُ تَذْهَبُ بالحزمِ |
|
ومبتسمٍ أضحتْ لآليءُ ثغرِهِ | |
|
| تُخَجَّلُ منضودَ الفرائدِ بالنظمِ |
|
لبهنانةٍ نمَّ العواذلُ في الهوى | |
|
| عليها فأضحى البينُ في حبَّها خصمي |
|
همُ حَلاَّوْا الظمآنَ عن رشفاتِه | |
|
| وذادوه لا ذادوه عن باردِ الظَّلْمِ |
|
ولما رأيتُ الركبَ صرعى صبابةٍ | |
|
| على الربعِ يُفْتُنونَ المعالمَ باللثمِ |
|
بكيتُ بدمعٍ في الطلولِ مورَّدٍ | |
|
| على موجعاتِ البينِ مذ لجَّ في ظُلمى |
|
فجسمي ورسمُ الدارِ لما تشابها | |
|
| عفاءً سألتُ الركبَأيُّهما جسمي |
|
وخَرقٍ به البزلُ المراسيلُ جُنَّحٌ | |
|
| نواحلُ كالأرسانِ تنفخُ في الخُطمِ |
|
برى نَيَّها طولُ الوجيفِ وأصبحتْ | |
|
| طِلاحاً عجاناً فهي جلدٌ على عظمِ |
|
غدتْ كالحنايا فوقَ كلَّ نجيبةٍ | |
|
| مِنَ القومِ ماضي العزمِ أنفذُ من سهمِ |
|
فهنَّ سفينُ البرَّ يُقْذَفْنَ كلَّما | |
|
| بدا لامعاً بحرٌ مِنَ الآلِ كاليَمَّ |
|
على شُعَبِ الأكوارِ منهنَّ فتيةٌ | |
|
| قريبونَ مِن مدحٍ بعيدونَ مِن ذمَّ |
|
يصمُّونَ عن داعي الشنارِ نزاهةً | |
|
| ويُسمِعُهمْ في الروعِ قرعُ القنا الصُّمَّ |
|
له نسبٌ في المكرماتِ مؤثَّلٌ | |
|
| يذودُ الدنايا عن عرانِينها الشُّمَّ |
|
وحَلْبَةِ شعرٍ أقبلتْ فيه سُبَّقاً | |
|
| جيادُ قريضي وهي تَمزَعُ في اللُّجمِ |
|
تُغيظُ بُناةَ الشَّعرِ منها قصائدٌ | |
|
| تَدِقُّ معانيهنَّ إلا على فهمي |
|
رياضُ قريضٍ قد رقمتُ بساطَها | |
|
| بفكرٍ عزيزِ المثلِ في صنعةِ الرَّقْمِ |
|
ينقَّحُها فكري فتأتي سليمةً | |
|
| مبرأةَ الألفاظِ مِن خَجَلِ الخَرْمِ |
|
اذا أُنشدتْ هزَّ النديَّ سماعُها | |
|
| وفكَّتْ وثَاقَ القلبِ مِن رِبقةِ الهمَّ |
|