أفي كلَّ يومٍ عبرةٌ لكَ تَهمَعُ | |
|
| وقلبٌ مِنَ البينِمُوَجَّعُ |
|
وورقاءَ تَهدي لاعجَ الشوقِ والهوى | |
|
| اِذا ما انبرتْ فوقَ الغصونِ تُرَجَّعُ |
|
وريعٍ إذا حيَّيتَ دارسَ رسمِه | |
|
| شجتكَ ديارٌ للأحبَّةِ بلقعُ |
|
منازلُ يَشجيني لهنَّ وقد خلا | |
|
| مِنَ القومِ مصطافٌ يروقُ ومريعُ |
|
أسوفُ ثرى الأطلالِ فيها وهكذا | |
|
| أخو الشوقِ مِن فرطِ الصبابةِ يصنعُ |
|
وقفتُ بها والدمعُ تجري غروبُه | |
|
| على الخدَّ منّي والحمائمُ تَسجَعُ |
|
فمنهنَّ تغريدٌ ومنّي على الحمى | |
|
| وأيامِه نوحٌ يزيدُ وأدمعُ |
|
حمائمُ لم يسجعنَ في البانِ والغَضا | |
|
| مغرَّدةً إلا وعينايَ تَدمَعُ |
|
على جيرةٍ بانوا فلي بعدما نأوا | |
|
| على الربعِ جفنٌ بالمدامعِ مُترَعُ |
|
حَفِظْتُ لهمْ عهدَ الحمى وزمانَه | |
|
| على أنَّهمْ خانوا العهودَ وضيَّعوا |
|
لقد أودعوا قلبي مع الوجدِ والأسى | |
|
| ضِرامًا مِنَ الأشواقِ ساعةَ ودَّعوا |
|
فلا أدمعي ترقا ولا القلبُ ساكنٌ | |
|
| ولا لوعتي تخبو ولا العينُ تهجعُ |
|
يُجَدَّدُ لي ذكراهمُ كلَّ ساعةٍ | |
|
| فؤادٌ بأيامِ التواصلِ مولعُ |
|
وما كنتُ أدري قبلَ ما بانَ حيُّهم | |
|
| بأنَّي إذا بانوا عنِ الجِزعِ أجزعُ |
|
ولا أن تَهيامي القديمَ يعيدُه | |
|
| جديدًا كما كان الحنينُ المرجَّعُ |
|
ومما شجاني في الأراكِ حمامةٌ | |
|
| تنوحُ وبرقٌ جَنبَهُ يتلمَّعُ |
|
أُقابلُ ذا مِن نارِ قلبي بمثلِه | |
|
| وتصدحُ هذى في الغصونِ فيُصدَعُ |
|
وقائلةٍ والحيُّ قد سارَ غُدوةً | |
|
| ولم يبقَ مِن قربِ التزاورِ مطمعُ |
|
وقد ضقتُ ذرعًا بالفراقِ وصُنْعِه | |
|
| حنانيكَ كم تبكي وكم تتوجَّعُ |
|
كأنَّك لم تعلمْبأنَّكَ في الهوى | |
|
| تُعذَّبُ أحيانًا به وتُمتَّعُ |
|
فقلتُ لهاأُبدي التجلُّدَ ظاهرًا | |
|
| ولي كَبِدٌ مِن هولهِ يَتقطَّعُ |
|
سأقنعُ بالطيفِ الملمَّ على النوى | |
|
| وما كنتُ لولا البعدُ بالطيفِ أقنعُ |
|
وأقرعُ سنَّي للفراقِ ندامةً | |
|
| على فائتِ الوصلِ الذي ليس يَرجِعُ |
|
على أننَّي ما زالَ قلبي معذَّبًا | |
|
| بجيرانِ سَلْعٍ أن أقاموا وأزمعوا |
|
وحوراءَ بانتْ عن مرابعِ لَعْلَعٍ | |
|
| فما راقني مِن بعدِ ذلكَ لَعْلَعُ |
|
ولا شاقني مِن بعدِما أوضعتْ بها | |
|
| الى البينِ أعضادُ النجائبِ مَوضِعُ |
|
فهل لليالي القربِ مِن بعدِ ما مضتْ | |
|
| حميدةَ أوقاتِ الزيارةِ مَرجِعُ |
|
ومَنْ لي بأنْ يدنوا المزارُ فأشتكي | |
|
| اليها صنيعَ البينِ بي وهي تَسمَعُ |
|
وأُنشدُها مّما أُحبَّرُ شُرَّدًا | |
|
| يَذِلُّ لها حُرُّ الكلامِ ويخضعُ |
|
لها في نديَّ القومِ نشرٌ تخالُه | |
|
| شذا المسكِ في أرجائهِ يتضوَّعُ |
|
متى سمعوا منّا البديعَ وعظَّموا | |
|
| محاسنَهُ نظَّمتُ ما هو أبدعُ |
|
معانٍ هي البحرُ الخِضَمُّ يَزينُها | |
|
| كلامٌ هو الروضُ الأريضُ الموشَّعُ |
|
على مَفْرقِ الأيامِ مِن دُرَّ لفظِها | |
|
| وعسجدِ في الدهرِ تاجٌ مرصَّعُ |
|