متى حانَ مِن شمسِ النهارِ غروبُ |
جرتْ مِن دموعِ المقلتينِ غروبُ |
وما الحبُّ إلا زفرةٌ بعدَ زفرةٍ |
ودمعٌ على بالي الرسومِ يَصُوبُ |
ووجدٌ إذا ما قلتُ تسكنُ نارُه |
أثارَ لظاها للنسيمِ هبوبُ |
فميعادُ شوقي أن تلوحَ على الحمى |
خيامُهمُ أو أن تَهُبَّ جَنُوبُ |
خليليَّ قُصّا لي أحاديثَ هاجرٍ |
اِذا شئتما عقلي اليَّ يثوبُ |
فاِنَّ به قوماً عليَّ أعزَّةً |
أحاديثُهمْ للمستهامِ تطيبُ |
همُ القومُ ما ألقى نصيراً عليهمُ |
فكيف غدا لي في الغرامِ نصيبُ |
لقد لازمَ القلبَ المعنَّى ببينِهمْ |
خُفُوقٌ على طولِ المدى ووجيبُ |
أُناسٌ جفونا والديارُ قريبةٌ |
عليه محبٌّ في الغرامِ غريبُ |
يساهرُ نجمَ الليلِ عندَ طلوعِه |
ويَرْقُبُ شمسَ اليومِ أين تغيبُ |
فيا ليت شعري هل يُعيدُ دنوَّهمْ |
زمانٌ بشملِ العاشقينَ لعوبُ |
اِذا ما بدا برقٌ من الغورِ لائحٌ |
شكتْ من تباريحِ الغرامِ قلوبُ |
ولمّا نأتْ تلكَ الحُدُوجُ وطوَّحتْ |
بهنَّ نوًى تُنضي النياقَ شَعُوبُ |
وسارَ فؤادي في الظعائنِ غُدوةً |
وراءَ مطايا القومِ وهو جَنيبُ |
وسارتْ بهمْ عن منحنى الجِزْعِ أينقٌ |
براهنَّ وخدٌ في الفلا ودُؤوبُ |
سمحتُ بدمعي في الديارِ وقد غدتْ |
وليس بها مِن أهلهنَّ غريبُ |
واِنَّي واِنْ ضنُّوا عليَّ بزَوْرَةٍ |
تحومُ عليها غُلَّتي وتلوبُ |
سأعذرُهمْ فيها واِنْ كنتُ كارهاً |
مخافةَ أمرٍ في الغرامِ يُريبُ |
فمِنْ نفحاتِ الطيبِ واشٍ عليهمُ |
نمومٌ ومِنْ جَرْسِ الحُليَّ رقيبُ |
ولي من نسيمِ الأبرقَيْنِ إذا سرى |
بريّاهمُ بعدَ الهدوَّ طبيبُ |
وعندي مِن الأشواقِ ما لم يلاقِه |
على قربِ ما بينَ المزارِ كئيبُ |
وما بنتُ دوحٍ غابَ عنها قرينُها |
وطالتْ نواه فهو ليس يؤوبُ |
تُؤرَّقها قمريَّةٌ فوقَ بانةٍ |
تُداعي هديلاً عندها فيُجيبُ |
اِذا سمعتْ صوتَ الحمائمِ سُحرةً |
وقد رفَّ غصنٌ بالغَضا فتجيبُ |
أجدَّ لها ذاكَ التغرُّدُ لوعةً |
تكادُ لها حَبُّ القلوبِ تذوبُ |
فتشتاقُه والشوقُ يُضْرِمُ نارَها |
اليه وما بينَ الضلوعِ لهيبُ |
كشوقي إذا أنشدتُ شِعري وزادَني |
بهمْ طرباً أن المحبَّ طَرُوبُ |
قوافٍ إذا فوَّقتُ سهمَ نضيدِها |
غدتْ لخفيّاتِ الصَّوابِ تُصيبُ |
نسيبٌ كمعتلَّ النسيمِ معطَّراً |
غدا في نِجارِ الشعرِ وهو نسيبُ |
لكلَّ فؤادٍ منه وجدٌ مُجَدَّدٌ |
وفي كلَّ قلبٍ مِن هواه حبيبُ |