جنابُك لِلإِفضال وَالفَضلِ مَجمَعُ | |
|
| وَوَجهُكَ للإِحسان وَالحُسنِ مطلَعُ |
|
وَمَجدُك لِلدُنيا جَمالٌ وَزينَةٌ | |
|
| وَجودُك للآمال مرعىً وَمرتَعُ |
|
وَطَرفُك طَمّاحٌ إِلى المَجد وَالعُلا | |
|
| وَصَدرُك فَيّاح وَقَلبُكَ أَصمَعُ |
|
وَبَأسُك مَرهوبٌ وَسيبُك مُرتَجىً | |
|
| وَبِرُّك زخار وَسُحبُك هُمَّعُ |
|
وَريحك أَمّا للوليِّ فَسَجسَجٌ | |
|
| رُخاءٌ وَأَمّا لِلعَدو فزعزعُ |
|
وَمالُك مَبذولٌ وَعِرضُك دونَهُ | |
|
| مَنالُ الثريّا لِلَّذي يتتبَّعُ |
|
وَلَولا مَساعيك الجَميلَةُ لِلعُلا | |
|
| وَأَنك عَن نَفسِ المَكارم تَدفَعُ |
|
لأَصبَح ذكرُ الجود وَهوَ مهدَّمٌ | |
|
| وَأَمسى فُؤادُ المَجدِ وَهوَ مروّعُ |
|
عَلى الدين وَالدُنيا وَلا فَجِعا بِه | |
|
| رِداءٌ موشىًّ مِن علاك موشَّعُ |
|
بِوَجهِ صَلاح الدين يَنصدع الدجى | |
|
| إِذا ما بَدا وَاللَيلُ أَسودُ أسفَعُ |
|
مَليكٌ أَديبٌ أَريَحِيٌّ ممجَّدٌ | |
|
| عَفيفٌ فَصيحٌ حينَ يَنطِق مِصقَعُ |
|
هُوَ الناهبُ الأَرواح وَالواهبُ اللُهى | |
|
| وَباني العُلا وَالناسك المتورِّعُ |
|
أَخو الجود أما جُودُه فَهوَ قاطِنٌ | |
|
| لَدَيه وَأَمّا مالُهُ فَموزَّعُ |
|
إِذا ما توارى الشَمسُ أَو غارَ منبَعٌ | |
|
| فغرّته شَمسٌ وَكَفّاه مَنبَعُ |
|
فَلَولا مماراةُ العِيان لَقُلت في | |
|
| قبائك يا داودُ موسَى وَيوشَعُ |
|
ليهنِك يا داودُ أَنَّ محمداً | |
|
| بِكفك يُعطي مَن يَشاء وَيَمنَعُ |
|
وَأَنك مِنهُ بِالمحلّ الَّذي غَدا | |
|
| وَمِن دونِهِ آمالُ غَيرك طلّعُ |
|
وَلا تَمدح البَدرَ المُنيرَ لِحُسنِهِ | |
|
| فَإِنك أَبهى مِنهُ وَجهاً وَأَروعُ |
|
وَلا يُذهِلنك اللَيثُ بَأساً وَنجدَةً | |
|
| فَإِنك أَجرأ مِنهُ قَلباً وَأَشجَعُ |
|
وَلا يُعجِبنك السَيفُ حَدّاً وَجُرأةً | |
|
| فَإِنك أَمضى مِنهُ عَزماً وَأَقطَعُ |
|
وَفي الرملِ وَالبَيداءِ وُسعٌ وَكَثرَةٌ | |
|
| وَعلمُك مِن هَذين أَنمى وَأَوسَعُ |
|
فَلو أَنّ شَخصاً جِسمُهُ مثلُ قَدرِهِ | |
|
| لَما كانَ في الدُنيا لِغَيرك موضِعُ |
|
أَداوُد يا عيسى الزَمانِ وَمن لَنا | |
|
| بِراحَتِهِ وادٍ مِن الجود مُترَعُ |
|
أراني إِذا ما جاسَ مَدحُك خاطِري | |
|
| كأَني في رَوضاتِ رِضوان أَرتَعُ |
|
فَخذها كَما أَهدى إِليك تَحيَّةَ الر | |
|
| رِياض نَسيمُ الصُبحِ وَاللَيلُ ينزِعُ |
|
وَتَاللَه ما نشري ثَناك تملُّقٌ | |
|
| لَدَيك وَلا مَدحي علاك تصنُّعُ |
|
وَلَم أُرخ عَنكَ المَدحَ مِن ضَعفِ هِمتي | |
|
| وَلا أَنَّ مَدحي في علاك مضيَّعُ |
|
وَلَكِنَّني أَحببتُ أَن تَسمَع الَّذي | |
|
| يَقول سوائي ثُم أَتلو فَتَسمَعُ |
|
فَتَعلَمَ أَنَّ الشعرَ كُلّ يَقوله | |
|
| وَلَكنَّ بَعضَ القَول أَعلى وَأَرفَعُ |
|