قَضَت لَكَ الشيمتانِ العَدلُ وَالكَرَمُ | |
|
| أَن تخضعَ الأَمّتان العُربُ وَالعَجَمُ |
|
وَشُرِّفَ الدينُ وَالدُنيا بِدَولتِك ال | |
|
| غرَّاءِ وَالأَشرفان العِلمُ وَالعَلَمُ |
|
وَأَشرَقَت غُرّةُ الإِسلام وَاِنكَشَفَت | |
|
| عَن وَجهِهِ الغمّتانِ الظُلمُ وَالظُلَمُ |
|
وَزايلَ الناس مُذ أَلقَوا أَزِمَّتَهم | |
|
| بِكفّك الأَنكدانِ الخَوفُ وَالعُدُمُ |
|
فَافخر فَتلكَ بِلادُ اللَه مثنيةٌ | |
|
| عَليك وَالأَطهرانِ البَيتُ وَالحَرَمُ |
|
وتِه فَقَد نُسِيَ الأَجوادُ عِندَ نَدى | |
|
| يَديك وَالأَكرمانِ البَحرُ وَالديمُ |
|
أَنّى يُجارى فَتىً تَجري بِطاعَتِهِ ال | |
|
| أَقدارُ وَالمرهفانِ السَيفُ وَالقَلَمُ |
|
بِالصالِحِ الملكِ المَيمونِ قَد نَظَرت | |
|
| إِلى بَنيها الليالي وَهيَ تَبتسمُ |
|
فَالدَهرُ كَالقِدحِ ما في متنه عِوَجٌ | |
|
| وَالعَدلُ عُريان بادٍ لَيسَ يَلتَثِمُ |
|
فَما تُمَدّ إِلى غَير الحُقوق يَدٌ | |
|
| وَلا يُراقُ لِغَير المارِقين دَمُ |
|
هَذا هُوَ الناس مِن كسرى وَذو يزن | |
|
| مِن المُلوك وَمِن مَروان وَالحَكَم |
|
لا تعدُ عَيناك عَن عَين إِلى أَثَرٍ | |
|
| مِنهُم فَما يَستَوي الوِجدانُ وَالعَدَمُ |
|
يَرضى وَيَسخطُ للرحمن لا لِهوى | |
|
| وَفيهِ يَعفو عَن الجاني وَيَنتَقِمُ |
|
مَلكٌ تظلُّ مُلوكُ الأَرضِ خاشِعَة ال | |
|
| أَبصارِ مِنهُ وَإِن جَلّوا وَإِن عظُموا |
|
فَهُم مُلوكٌ بِهِ في حَيثُ ملكهمُ | |
|
| مِنها وَهُم حَيثما كانوا لَه خَدَمُ |
|
مقرَّبٌ كرما مِن كُلِّ مكرمةٍ | |
|
| مبعَّدٌ أَنفا عَن كُلِّ يصمُ |
|
مستَبشرُ الوَجه وَالأَلوانُ كاسِفَةٌ | |
|
| وَباسِمُ الثَغر وَالأَرواحُ تُصطَلَمُ |
|
وَالحاضرُ اللبّ وَالأَلبابُ طائِشَةٌ | |
|
| وَالثابت الجَأش وَالأَبطالُ تصطدمُ |
|
صُلبُ الحَقيقَةِ لا ضَعفٌ وَلا أَفَنٌ | |
|
| ماضي العَزيمة لا عَجزٌ وَلا سَأمُ |
|
آراؤه ظفَرٌ رُواؤه قَمَرٌ | |
|
| أَلفاظُهُ دررٌ وَكلُّه كَرَمُ |
|
لا يَعتَري عَزمَهُ في مشكلٍ دَهَشٌ | |
|
| وَلا تَزلُّ بِهِ في مَوطِنٍ قَدَمُ |
|
لَهُ خَلائِقُ صفَّتها مَكارمُ نَف | |
|
| سانِيَّةٌ مِنهُ لا التَهذيبُ وَالحِكمُ |
|
هِيَ السلافةُ إِلا أَنَّها شُهُبٌ | |
|
| لَكنَّها الرَوضُ إِلا أَنَّها شِيَمُ |
|
اللَهُ جرّدَ يا أَيّوبُ مِنكَ عَلى ال | |
|
| أَعداء سَيفاً بِهِ تَسطو فَتنتقمُ |
|
مَن لَم يَكُن بِكَ دونَ اللَه مُعتَصِما | |
|
| فَما لَهُ مِن جَميع الناس مُعتَصَمُ |
|
هِيَ المُلوك لَها الحكم المُطاعُ عَلى ال | |
|
| أَشباحِ لَيسَت عَلى الأَلباب تَحتكمُ |
|
لكنك الملِكُ الهادي الَّذي خَضَعَت | |
|
| لَهُ السَرائِرُ وَالأَشباحُ دونَهُمُ |
|
قَرَّت بِسطوتك الدُنيا وَمَهَّدها | |
|
| تَدبيرُ أَروعَ تُستَسقى بِهِ الديَمُ |
|
فَالمُلك صَدرٌ بِعزّ النَصر متشحٌ | |
|
| وَمصرُ ثَغرٌ بِثَغر الأَمن مبتسمُ |
|
فَأَينما سِرتَ مِن أَقطارها لقَمٌ | |
|
| وَحَيثما بتَّ مِن أَرجائها حرمُ |
|
فَاسلم لَنا في سَنى العَيش محتكما | |
|
| في الأَرض لا تَتَعدّى كفّك النِعَمُ |
|
وَاهصِر إِليك قُطوفَ اللَهو دانيةً | |
|
| فَالدائم الجِدِّ قَد يَعتادُهُ سأمُ |
|
في ظل ملكٍ تُجاري الدَهرَ مدّتُه | |
|
| كِلاهُما ما مَدى مِضماره أَمَمُ |
|
وَخُذ إِلَيك اِبنَةَ الفكر الَّتي تَرَكَت | |
|
| بَني البَلاغة يَستزرون ما علموا |
|
كَأكعبِ الرمح لَكن لا تثقِّفها | |
|
| يَد صَناع وَلَكن فكرةٌ وَفمُ |
|
ما قالَ أحمد لو مرّت بمسمعِه | |
|
| قد أفسد القولُ حتى أُحمدَ الصممُ |
|