وَإِذا أَبو عمرو عَددتَ فِعالَهُ | |
|
| نفدَ الكَلامُ وَفَضلُهُ لا يَنفَدُ |
|
ذاكَ الَّذي بعثت فَواضِلُ كَفِّه ال | |
|
| إِسلامَ وَهوَ مِن الخَصاصَةِ مُقعَدُ |
|
وَعَلَيهِ إِن ذُكِر الفَخارُ بِمَشهَدٍ | |
|
| تاجُ الفخارِ بِكُلِّ كَفٍّ يُعقَدُ |
|
مَن يشهدُ الملوانِ أَنَّ زَمانَه | |
|
| يَومٌ يَصوم وَلَيلَةٌ يَتَهجَّدُ |
|
أَلفاهُما ضيفينِ يَنتابِانه | |
|
| وَالضَيفُ يُكرِمه الكَريمُ الأَجودُ |
|
فَقراهُما مِمّا يَلَذُّ لَدَيهما | |
|
| بِقرى إِذا بَلِيَ القِرى يَتَجدّدُ |
|
عَمَلاً تُسَرُّ بِهِ المَلائكُ عِندَما | |
|
| يَرقى بِهِ المَلَكُ الكَريمُ وَيَصعَدُ |
|
إِن تَقفُ آثارَ المَآثرِ تلقَها | |
|
| وَطَريقُ نِسبتها إِلَيه مُعبَّدُ |
|
نَطقَ الكِتابُ بِفَضلِهِ فَمن الَّذي | |
|
| يَرتابُ فيهِ جَهالةً أَو يجحَدُ |
|
إِلا كَفورٌ لِلهدَى متنكِّبٌ | |
|
| أَو جاهلٌ في غيِّهِ متردِّدُ |
|
فاسأل بِهِ الإِسلامَ أَيَّةُ خلَّةٍ | |
|
| لَم يُجلِها عَنهُ بِجودٍ يُنجدُ |
|
أَم هَل تضمّنه مَقامٌ لَم يَكُن | |
|
| يَسعى إِلى الإِحسان فيهِ وَيحفِدُ |
|
في بَيعَةِ الرِضوان فازَ بِصَفقَةٍ | |
|
| عَذَرَت أَعادي مَجده أَن يَكمَدوا |
|
إِذا بايعت عَنهُ النَبيَّ المُصطَفى | |
|
| يَدُهُ الكَريمةُ حَبّذا تلكَ اليَدُ |
|
فَمن اجلِهِ عُقِدَت وَمِنهُ شُرِّفَت | |
|
| وَأَخو السَعادة للسعادة مُرصَدُ |
|
وَبِحَسبه أَن لَم يَغب عَن مَشهَدٍ | |
|
| إِلا وَأَدركَ فيهِ فَضلاً يُشهَدُ |
|
وَغداةَ جَيشِ العُسرَةِ المَندوب إِذ | |
|
| قعَدوا وعندهم المقيمُ المقعِدُ |
|
جهدٌ يصدُّ عن الجِهاد إذا همُ | |
|
| نَهَدوا إِلَيهِ ثَناهُمُ أَن ينهَدوا |
|
لَبّى الرَسولَ وَقَد دَعا مُستَرفِداً | |
|
| بِأَبي وَأُمِّي ذَلِكَ المُستَرفِدُ |
|
بِمَواهبٍ ضمنَ الرَسولُ لَهُ بِها | |
|
| جَنّاتِ عَدنٍ في ذراها يخلُدُ |
|
وَهوَ المُحبَّبُ في قُرَيشَ وَمِثلُهُ | |
|
| عَكَفَت عَلَيه مَحبَّةٌ وَتَودُّدُ |
|
يَجلو ظَلامَ الشكِّ عَن عَليائِهِ | |
|
| نورانِ ظَلَّ سَناهُما يَتوقَّدُ |
|
وَصَلا حبالَ محمَّدٍ بِحبالِهِ | |
|
| مَع قُرب قُرباه الَّتي لا تبعُدُ |
|
وَهُوَ المضاعَفُ أَجرُهُ بِمصيبَةٍ | |
|
| ما خانَهُ صَبرٌ لَها وَتجلُّدُ |
|
مَكروهة ما كانَ يُمنَحُ أَجرَها | |
|
| إِلا الأَبرُّ مِن الرِجال الأَرشَدُ |
|
تركَ الدفاعَ فَلا السنانُ مسدَّدٌ | |
|
| للذَّبِّ عَنهُ وَلا الحسامُ مجرَّدُ |
|
مُستَسلِماً لِلّهِ يَنفذُ حُكمه | |
|
| فيهِ فَلَيسَ بِغَيرِهِ يَستَنجِدُ |
|
متحرِّجاً مِن أَن يُصيب ثيابَهُ | |
|
| دمُ مُسلِمٍ وَإِن اِعتدوا يَتشهَّدُ |
|
فسخا بِمهجته كَعادَةِ جُودِهِ | |
|
| وَالمَرءُ لا يَدعُ الَّذي يَتَعوَّدُ |
|
جَذَلا بِلُقيان الحَبيبِ وَقَوله | |
|
| إِنَّ العَشيَّةَ للزيارةِ مَوعِدُ |
|
وَلكبرِ ما نَقَموا عَلَيهِ ضلَّةً | |
|
| قُربى تُبَرُّ وَهَفوَةٌ تُتغمَّدُ |
|
سُلِبَ البَقاء الرَذلَ غَيرَ مذمَّمٍ | |
|
| مَسلوبُهُ فَلَهُ البَقاءُ السَرمدُ |
|
عَجَباً عَلى عَجَبٍ لأَمرٍ واحِدٍ | |
|
| هَذا بِهِ يَشقى وَهَذا يَسعَدُ |
|