لمطلَعها الوضّاحِ تعنو الخرائدُ |
فلا عجب ان حسَّدتْها الحواسدُ |
تجلَّت فكلّ الكائنات زواهر |
وجلَّت فكلّ النيرات سواجدُ |
أميرة حسن والمِلاحُ جنودها |
وخُدّامها الألبابُ واللحظ قائدُ |
بديعة شكل لم ترَ العين مثلها |
لها في مقامات الجمال مشاهدُ |
بدت آيةً في العالمين كأنها |
تعجلها قبل الممات المجاهدُ |
كساها شباب الدهر من صفو عيشه |
بروداً فلم تطرق عليها الشدائدُ |
إذا نهضت تسعى تَثاقل رِدفُها |
فما للغريب الخارجيّ مُسَاعِدُ |
مليَّةُ لحم الساعدين هضيمة الحَ |
شَى جيدها من صدرها متصاعدُ |
دمالجها غصَّت من الرِيّ واشتكت |
لزوم الظّما أحشاؤها والقلائدُ |
ربيعية الأوصاف دارية الشَذا |
بديعية الأعطاف لمياءُ ناهدُ |
ولله ليل جئتها فيه زائراً |
وسيفي كلانا في الحقيقة ماجدُ |
رأت أسداً لم تَثْنِه سطوةُ العِدا |
ولا غمراتُ الموت فيما يُراودُ |
فما كان منا غيرُ تَعليلِ ساعةٍ |
وإلا فيَنهانا النُّهى والمَراشدُ |
كأنَّ الدجى زنجية ونُجُومَها |
لآلئ قد نِيطت عليَها فرائدُ |
كأنَّ السُّها عين تَغُضّ على قَذىً |
واخوتها حُور العيون شواهدُ |
كأنَّ سهيلاً والكواكب خلفه |
شجاع أمام الجيش قام يجالدُ |
كأنَّ السماك استأسر الليل سمكه |
فخاض حشاه رمحه المتواردُ |
كأنَّ الثريا نسوة قد تجمعت |
فكلُّ على بثّ الهوى متواجدُ |
كأنَّ نسيم الفجر فارة تاجر |
تغَص الرُّبَى من نشرها والفدافدُ |
كأنَّ وضوحَ الفجر في مفرق الدجى |
مهنَّد تيمور جلَتْه المشاهدُ |
هو السيد الشهم الهمام ابن فيصل |
فيا نعم مولود ويا نعم والدُ |
يُسر ويَبكي الدهر منه كأنَّما |
تقام به سرّاؤه والشدائدُ |
له صَولة تفني العِداة ورحمة |
يعيش بها مَن حَظُّه اليومَ خامدُ |
بباب أبيه زحمة لعُفاته |
فذا صادر عنه وذلك واردُ |
فما جاء إلا من لجَدْواه آملٌ |
ولا سار إلا من لِلُقياه حامدُ |
أعدَّ كرام الخيل إِمَّا لزينة |
وإِمَّا لأمرٍ أوجبته المحامدُ |
فمنهنَّ خيل كالغمام سريعة ال |
مُضّي لها قبل القطاة مواردُ |
لعهد المعيصي تنتمي اليوم ريشة |
لها الوحش والطير العتاق مصائدُ |
إذا القَرْم بالصَّمعا على سرجها استوى |
علمتَ بأن البارق اليوم راعدُ |
إذا في حَشى الظلماء خاضت كجمرة |
فما فَحمات الليل إلا مواقدُ |
إذا ما غدت تجري كزورق عسجد |
ففي الجو بحر إن جرت فيه راكدُ |
وريشة مثل الاسم عَجدْواً وإنما |
سنابكها ترفضُّ منها الجَلامدُ |
وريشة حمراء الأديم وظهرها |
به شعَرات مشرِقات رواكدُ |
دراهم بيض فرقت في صحيفة |
من التبر غارت من حُلاها الفرائدُ |
وَنعم كريَّان المبلّغ للمنى |
إذا فاتت الخيل الجياد المقاصدُ |
وَنعم كريَّان إذا هبت الوغى |
وأعلنت الفرسان أين المطاردُ |
كريَّان فيما عندنا فهو أشقر |
ولكن به من صفرة اللون شاهدُ |
كأنَّ إله الخلق صاغ لجسمه |
من التبر جلداً تجتليه المجاسدُ |
ولله هاتيك العُبَيّة إن عدت |
فما عَدْوها إلا على البحر زائدُ |
تعبّ على طول المدى تبلغ القصِّي |
منه كلمح الطرف والجسم باردُ |
كأنَّ دماء الوحش شيبتْ بجلدها |
وكالتبر صفّاه من الغش ناقدُ |
عبيّة شراك تسمَّت وإنهَّا |
وحيدة حسن حازها اليوم واحدُ |
وربدان أمَّا لونه فهو أبيضٌ |
به نقط حمرٌ رقاق جوامدُ |
كأنَّ عليه من دِمَقْسٍ غلالة |
فَرشَّت عليها من دماها المصائدُ |
وربدان ما ربدان إلا ككوكبٍ |
هوى وله قرن من الجن ماردُ |
إذا الراكب استولى على مهد سرجه |
فقل إنه فوق الفراقد راقدُ |
وَرَبدا الامام اليوم قربت المدى |
تقاصر عنها الأطول المتباعدُ |
كذلك حمدانية الأصل سمحة |
لها شرف سام على الخيل صاعدُ |
تباري الرياح الهوج من وثباتها |
وتقتحم الأهوال والموت رائدُ |
إذا ما العصا كلّت وقد كبت السما |
فليس بها إلا التقحم عائدُ |
وربدان أمَّا لونه فهو أبيضٌ |
به نقط حمرٌ رقاق جوامدُ |
كأنَّ عليه من دِمَقْسٍ غلالة |
فَرشَّت عليها من دماها المصائدُ |
وربدان ما ربدان إلا ككوكبٍ |
هوى وله قرن من الجن ماردُ |
إذا الراكب استولى على مهد سرجه |
فقل إنه فوق الفراقد راقدُ |
وَرَبدا الامام اليوم قربت المدى |
تقاصر عنها الأطول المتباعدُ |
كذلك حمدانية الأصل سمحة |
لها شرف سام على الخيل صاعدُ |
تباري الرياح الهوج من وثباتها |
وتقتحم الأهوال والموت رائدُ |
إذا ما العصا كلّت وقد كبت السما |
فليس بها إلا التقحم عائدُ |
إذا ما استقلت في الفلاة تقيدت |
لها عفوة عقبانها والأوابدُ |
فأكرم بهنَّ اليوم خيلاً فإنها |
كرائِم في جيد الزمان قلائدُ |
إذا ركبت فرسانُها صهَواتِهَا |
ترى إن ما تحت الأسود أساودُ |
إذا التحم الجيشان في معرك الوغى |
فهنَّ للَبَّات الكُماة صواعدُ |
إذا هُزَّت البيضُ الصوارمُ والقَنا |
عليها استراحت لم تَرُعْها الشدائدُ |
لقد شَرُفت خُلْقاً وخَلْقاً وشُرِّفت |
بمن كَثُرت منه إلينا الفوائدُ |
ودونكها ميمونة ذات بهجة |
إذا أنْشَدت دانت إليها القصائدُ |
فَهَبْ لِعُبَيْدٍ منك ما هو ذاهب |
فإِنَّ مديحي في جنابك خالدٌ |