يا نائِماً أقرحَ عينى أرَقَا | |
|
| وفارغاً أذابَ قلبى حُرَقا |
|
يا ناعمَ البالِ لقد أشقيتنى | |
|
| والناسُ ما بين نعيمٍ وشقا |
|
ليت القلوبَ فى الهوى واجدَةً | |
|
| أو لا فيا ليت الهوى ما خُلقَا |
|
يا قمَراً فى غُصُنٍ من بانةٍ | |
|
| يميلُ عُجباً فى كثيب من نَقَا |
|
أصبحَ قلبُ المُستهامِ مَغرباً | |
|
| له وأطواقُ القباءِ مَشرقَا |
|
أغيَدُ لا يقصِدُ إلاَّ تلَفى | |
|
|
ذكّرنى حُسنُ ابتسامِ ثَغرهِ ال | |
|
| واضحِ لمعَ البرقِ إذ تألَّقا |
|
وطالما ذكّرنى رُضابَهُ ال | |
|
| بارِدُ صِرفَ الرَّاحِ إذ تَعَتَّقَا |
|
أشكوهُ بل أشكو إليه كبِداً | |
|
| فى كلِّ حينٍ أشتكي التّحرُّقَا |
|
ومُقلةً لم تدرِ ما طعمُ الكرى | |
|
| أخاف من دُموعها أن أغرَقا |
|
ورُبَّ وَرقاءَ هَتُوفٍ فى الضّحى | |
|
| فارقتِ الإِلفَ فناحَت فَرَقا |
|
ناحَت فهاجَ لى غَراماً نوحُها | |
|
| وهزّنى الشَّوقُ إليها قلَقَا |
|
بكت ولم تنهلَّ منها أدمُعٌ | |
|
| وانهَلَّ دمعى ودمى فاندفَعَا |
|
حُزناً على العيش الذى قضّيتُهُ | |
|
| فيا رعاهُ اللهُ عيشاً وسقى |
|
أيّام كان الدّهرُ لى مُساعداً | |
|
| وكان عُودُ العيشِ غضًّا مُورقا |
|
والكأسُ أُعطاها عقيقاً أحمراً | |
|
| قانٍ فأُعطيها لُجيناً يَقَقا |
|
من قهوةٍ ما العَيشُ إلاّ أن أَرى | |
|
| مُصطبِحاً فى شربها مُغتبِقَا |
|
أشرَبُها شُرباً هنيًّا من يدَى | |
|
| غُصنِ رشِيقٍ وغزالٍ أشرقا |
|
أغنُّ ما فوَّقَ سهمَ لحظِ | |
|
| إلاَّ أصابَ القلبَ لمّا فوّقا |
|
|
| سهمٌ فما يُخطى إذا ما رَشَقَا |
|
أفدِيهِ من غُزَيِّل نصبتُ فى ال | |
|
| حُبِّ له حَبائِلى لِيعلَقا |
|
فكُنتُ فيها وأنَا نصَبتُها | |
|
| لشقوَتى أوّلَ شىءٍ عُلِّقَا |
|
أصبح قلبى فى هواهُ مُوثَقاً | |
|
| فلَستُ أرجو أن أراهُ مُطلقَا |
|
وهكذا الحبُّ بجور حُكمِهِ | |
|
| مُسلِّطٌ على القلوب الحدَقا |
|
يا غايةَ السُّؤل ويا مَن قُربُهُ | |
|
| أشهى إلى رُوحَى مِن طول البَقَا |
|
مَن الذى أفتاك أن تقتُلَ بِال | |
|
| هَجرِ أسيراً فى هواك مُوثَقا |
|
يأيُّها النَّاسِى الذى فارقنى | |
|
|
يا ليتنى فارقتُ رُوحى قبل أن | |
|
| يقضى علينا اللهُ أن نفترقا |
|
لا خيرَ فى طول البقاءِ بعدكم | |
|
| وكيف يختارُ البقا مَن عشِقَا |
|
وَيحك يا قلبى تبصَّر واتّئِد | |
|
| ولا تكونَنَّ لجوجاً قلقَا |
|
لعلَّ أيّامَ الفِراقِ مرَّةً | |
|
| تَعقُبُ لى منهم بأيّام اللِّقا |
|
كُن بالزّمان فيهمُ ذا ثقةٍ | |
|
| فَرُبَّما فازض بِه مَن وثقا |
|
أحوالُ ذَا الدّهرَِ لها تقلُّبٌ | |
|
| فلا النّعيمُ دائمٌ ولا الشَّقا |
|