إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
بين الرمال الثائرة |
وبين الجبال والهاجرة |
كان الفتى |
يصوغ من أحلامه المكابرة |
سيفا ونبلا |
وكان يقتات الخشاش |
أو ما تجود البادية |
ويفرش الكديد ليلا |
وفي القبيلة المجاورة |
حيث النظام واللئام والأحكام الجائرة |
مناخها الكبريتي |
لا يناسب الفتى المنفي |
ولم يكن فتانا في منفاه |
مستوحشا أو حائرا |
يرى البغاث و العواء نعم المؤنس |
يستودع الزهلول سره |
يرافق السيد العملس |
يطارد العصم والظباء و النعام |
يآكل الوحوش الكاسرة |
ويرمق النجوم الساهرة |
القلب موجع والعين حاسرة |
وينشد الأشعار و الأمثال السائرة |
وأذنه تستنطق السكون |
وعينه رقراقة براقة |
ترقب ليل البادية |
وقلبه على ابن عمه |
لما يزل مشغولا |
مذ رآه بالحمى قتيلا |
ما لاح نجم أو صباح إلا جددا |
في روعه الذحولا |
فقام للقسي و انتضى السيف الصقيل |
لم يكن كشعبنا منددا |
ولم يقد مسيرة شعبية مظاهرة |
ولم يعش ذليلا |
ومثله الزعيم عروة |
ومثله المصع عنترة |
وكان يا ما كان |
كان العرب |
نفوسهم نفيسة أبية |
وكانت الجزيرة |
تعج بالخيول و السيوف و الفرسان |
كان المهلهل |
والأرض تحت سيفه ميادة دمية |
لم يترك الثأر ساعة |
ولم يفارق حزنه |
للحظة أو ثانية |
وفارق القينات |
والخمر ملء الآنية |
الحزن |
والبحر منه يمتقع |
الحزن |
والريح منه عاتية |
بالحزن لان الطاغية |
بالحزن صار طاهرا |
تيقظ الضمير في مليكنا الضليل |
وأصبح الفضيل سارق الحجيج داعية |
وكدست دموعنا المحاجر |
وصورت شاشاتنا الدماء و الأشلاء |
لم تصنع الأحزان منا شنفرى |
لم تصنع الأحزان منا عروة |
لم تصنع المهلهل |
لم تصنع الأحزان منا عنترة |