عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العباسي > غير مصنف > شرف الدين الحلي > نَبّه بحيهلا على الصهباء

غير مصنف

مشاهدة
634

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

نَبّه بحيهلا على الصهباء

نَبّه بحيهلا على الصهباء
من كان قد أَغْفَى من الندماء
فالشرق قد قبض الدُّجُنّة باسطاً
للفجر طرة راية حمراء
والغرب منه طعينة أحشاؤه
بأسنة من أنجم الجوزاء
فانهض إلى خلَس الصَّبوح فقد جلا
ورد الصباح بنفسج الظلماء
فالترب مصقول الترائب نشره
متأرج يثني على الأنواء
والأرض ذات خمائل تمشي الصبا
فيها فتثنيها من الخيلاء
رقصت قدود الدوح نصب عيونها
وبكت جفون الدِّيمة الوطفاء
واعتلّ خفاق النسيم وقد جرى
متعثراً بمساقط الأنواء
وأراك نَدَّ شقيقها في جمرة
غدت الغصون تظله بملاء
فكأن عين الشمس قبل ذُرُورِها
فيها ثنته بمقلة رمداء
والورد يقطر ماؤه من حوله
والجو لابس حلة دكناء
وغصونها نشوى رضاع غمامة
وسماع شدو حمامة ورقاء
وهوى ثغور الأقحوان بجوها
تقبيلَ عين شهلة زرقاء
فانهض إلى فرص النعيم وحُلَّ من
أسر النديم بمطلق السراء
واغنم على وجه الربيع وحسنه
في صدر يومك مهجة الصهباء
واهتف بأموات الصحاة تعيدهم
بلطيف روح الراح في الأحياء
واستعجل الساقي الأغّن يحثها
في مستنير الروضة الغناء
فإذا مشى بالغصن فوق كثيبه
ثَمِلاً وأبدى الصبح تحت مساء
والنوم في عينيه منه صُبابة
ألهته أن يُعْنَى بِزَرِّ قِباء
وازْوَرَّ شزراً ثم كرَّ يديرها
نَزِقاً ومرّ بمقلة خَزْراء
فاخْتَصَّ بالمائِيّ غيري واسقني
عذراء تأنف من قراع الماء
واحرص على قتلي بها في روضة
موسومة بمصارع الشهداء
واجعل غناءك لي لتحييَ مهجتي
بمديح موسى ذي اليد البيضاء
الأشرف بن العادل الماضي على
عادِي صروف الدهر أيّ مضاء
شاهر من السلطان ذي الهمم التي
لو جسمت كانت نجوم سماء
ذي الكفّ ما أندى ورب السعي ما
أدنى إلى النائي من العلياء
ملك أنار سنا وحلق مجده
مترفعاً فسما منار سماء
ترجى يداه على صرامة بطشها
وتهاب طلعته مع الإغضاء
هَبَّاته وهِباته في حربه
والسلم للإعطاب والإعطاء
وكفت أنامله ندى وكفت ردا
لله دفع البؤس بالنعماء
كلفت مكارمه بحمد عفاته
فثنت إليه عنان كل ثناء
مِنَحٌ تذوب وكل عام جامد
وتقيم في طرقات كل رجاء
يغشى الوغا متهللاً فتخاله
وافاه يوم السلم وفد هناء
ومُرَنَّحين من السهاد تذودهم
يقظات همهم عن الإغفاء
صحبوا المنى فأريتهم برق الغنى
بادي السنى متضاعف اللألاء
وإلى المقر الأشرفيّ هديتهم
حيث الندى متفجر الأنواء
حتى إذا وضعوا الرحال ببابه
حمدوا إليه صبيحة الإسراء
وتفيؤوا ظلّ الندا واستوضحوا
بضياء تلك الطلعة الغراء
يا ابن الذي غمر البلاد بسيرة
عمرية رفعت أعزّ لواء
والعَطْف منه على الرعية دونه
عطف الأب الحاني على الأبناء
لله درك والظُّبا نيرانها
في الدارعين تضيء فوق إضاء
والأفق يكلح من مثار عجاجة
والخيل تسبح في بحار دماء
والموت مشتمل على هندية
خضراء أو خطية سمراء
فهناك لو صَرْف الزمان لقيته
لأَرحتنا منه مع الأعداء
الله أكبر كم يد أوليتها
عَفْواً وكم فرَّجتَ من غماء
يعطِي وما حذرُ السؤال لثامه
والوجه يشرق في قناع حياء
شيمٌ لكم يا آل أيوب اغتدت
إرثاً عن الأجداد والآباء
أَعربت عن شيم زكت ولطالما
أغربت في كرم وحسن إباء
ورعيت من غازي بن يوسف ذمة
حكمت لملككما بطول بقاء
ورأيت أملاكاً تكيد فلم يكن
مستمسكاً بسوى أكيد ولاء
فاشدد يديك بصارم يمضي إذا
ما هاجك الأعداء للهيجاء
فهو السريع إلى الفقير به دعا
والمستجيب إلى نَدىً ونِداء
أضحى هواك عقيدة هي دينه
والناس مختلفون في الأهواء
إمَّا تلوت عليه مدحك هش لي
جم الطلاقة دائم الإصغاء
وثنته ريح الأريحية وانتشى
بصفاة مجدك من سلاف ثناء
ولقد بلوت صفاءه فوددته
أكرم بمحض مودة وصفاء
فبقيتما بحرَيْ ندى بدرَيْ هدى
في أزمة أو ليلة ليلاء
أَمُظَفِّر الدين الذي أبوابه
مَغْنَى الغنى ومعرَّسَ الأنضاء
أمّا أمير المؤمنين فشاكر
لك همة جازت مدى الجوزاء
سل الإمام من اعتزامك صارماً
جلت مضاربه دجى الظلماء
فغدوت يا أمضى الملوك عزيمة
مغرىً بنصرة سيد الخلفاء
فبقيت تُصْعِق كل ناكث بيعة
تَزْوَرُّ طاعته عن الزوراء
فاستجل من حُرِّ الكلام عقيلة
زُفَّت زفاف الكاعب العذراء
أمرت بأن تهدى إليك تشوقاً
فأتتك زائرة على استحياء
كانت مروعة لبعدك برهة
فوفت لها الدنيا بيوم لقاء
وسؤالها منك القبول وياله
فخراً أتيه به على النظراء
فاسلم لأعياد الزمان فإنها
تأتي مهنئة مع الشعراء
شرف الدين الحلي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الاثنين 2012/07/16 12:22:07 مساءً
التعديل: الاثنين 2012/07/16 12:23:49 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com