عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العباسي > غير مصنف > شرف الدين الحلي > صحا القلب عن ذكر الحسان الكواعب

غير مصنف

مشاهدة
575

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

صحا القلب عن ذكر الحسان الكواعب

صحا القلب عن ذكر الحسان الكواعب
فما يقتضيني وقفة في الملاعب
وأقصرت عن غيّ التصابي وقد غدا
يريني بياض الشيب ما في العواقب
وودعت إخوان اللَّذاذات والصِّبا
وملت إلى أهل النُّهى والتجارب
أمن يعد شيب قد أنار بمعرفني
وَفَوْدِيَ تَثْنِي شِرَّةُ اللهو جانبي
أما والمطي الشعث تهوي إلى منى
نِحافاً عليها كل أشعث شاحب
إذا كرروا لبيك لبيك أرقلت
نشاوى بهم تطوي ملاء السباسب
لقد بان صبح الرشد لي وتكشفت
لغيّ الصّبا عني سجوف الغياهب
وقد كنت في ليل الشبيبة حائراً
إلى أن بدت في الرأس زُهر الكواكب
طلائع شيب لم تَرُعْني وإنما
تلفت مشتاق لفرقة صاحب
خليلي لا أسألكما اليوم ضَلَّةً
ولكن لتصديق الظنون الكواذب
ألا فأعيناني بمطلق نظرة
فطرفي في أسر الدموع السواكب
تفادون ملتف الأراك وشارفاً
به حين يبدو البرق قاني الذوائب
فإن كان قد جاء الحيا هضبة الحمى
فتلك لعمري منة للسحائب
وهل بانة الجرعاء صافح فرعها
شذا عرف أنفاس الصّبا والجنائب
فإن لم تروحها الرياح ولم تحد
هضاب الحمى سَارٍ ولا نَوْءَ سارب
فعندي دموع لو مررت بسفحها
لكان عليها السفح ضربة لازب
وبيني وبين الدهر ما لو شكوته
إليه لما أصغى إلى عتب عاتب
فمن منصفي من معشر لطباعهم
خشونة آساد ولين أرانب
إذا بذلوا بشراً تأملت تحته
من الكيد ما ينسي دبيب العقارب
عموا عن حقوق المكرمات فما لمن
يزورهم غير ازورار الحواجب
وإن عرضت أعباء مجد وسؤدد
رأيتهم عنها ضعاف المناكب
فيا ويحهم ماذا يسرون بينهم
من الكيد أو يبدون لي من معائب
كأن لم يروا قبلي من الناس شاعراً
كفاه غياث الدين كيد النوائب
ومن ذا الذي آواه غازي بن يوسف
فضاقت به سبل المنى والمطالب
مليك إذا عدت مساعيه أطرقت
حياء لها زهر النجوم الثواقب
يحدث عن نعمائه صامت اللهى
وتفصح عن جدواه عجم الحقائب
هو البحر حدث عنه غير مراقب
لتخبر عن أنبائه بالعجائب
هو الباسط النعماء والقابض الأذى
عن الخلق والزاكي غروس المناقب
هو الموطئ الجرد الصَّلادم في الوغى
من الصيد ما بين الطُّلى والترائب
وركب تساقوا فوق أكوار عيسهم
كؤوس سهاد لا تَلَذُّ لشارب
تلاعبهم ريح الصّبا فتخالهم
على شُعَب الأكوار أنمل حاسب
طوت بهم ذات البرى شقة السرى
بعيد الكرى والليل وجف الهيادب
وقد وقفت زُهر النجوم كأنها
كتائب تستدعي لقاء كتائب
وباتوا يَزُجُّون المطي على الوجى
وجنح الدجى كالبحر طامي الغوارب
إلى أن بدا ضوء الصباح كأنه
محيا غياث الدين بين المواكب
فقلت أنيخوها بباب ابن يوسف
ودونكم تقبيل أيدي الركائب
هنالك لا روض النجاح بمجدب
هشيم ولا حوض السماع بناضب
أمهديَّ هذي الأرض عزم مُصَمِّم
يسايره التأييد من كلِّ جانب
ألا إن أبكار البلاد وعُونَها
تراسل من علياك أكرم خاطب
فَصُل بِصِلال السمر حتى تردها
بما نهلت في الأسد حمر الثعالب
فما يجتنى شهد المنى بسوى القنا
ولا يبتنى مجد بغير قواضب
فمن في ملوك الأرض غيرك يرتجى
لإحراز ملك أو لنيل مراتب
فما أضرم الأعداء نار مكيدة
فكانت لهم إلا كنار الحُباحِب
لك الله ما أعلاك نفساً وهمة
وأولاك بالنعما وبذل الرغائب
تهزك ريح الأريحية للندى
فينشئ برق الجود نوء المواهب
فيا كاشف الغماء عزماً فما لها
سواك يرد الحق من كل غاصب
أجبها بأكناف الفرات فإنها
ظماء إلى سلسال تلك المشارب
وأنقذ بلاداً قد تمادى حنينها
إليك بِقَبِّ السالفات السلاهب
فقد ضمنت جرد المذاكي وقوفها
على مثلها من أربع وملاعب
فيا أمن مردود ومنية عائل
وموئل مطرود وغنية وطالب
قدمت قدوم الغيث يروي ركامه
صدى الأرض في غبر السنين الأشاهب
فما أحسن الدنيا بأوبتك التي
تجلت لنا عن وجه أكرم آيب
تأخرت عنها خدمة لم أجد لها
سوى حاسد خذلان في زِيِّ عاتب
فإن علقت يوماً يميني بمثلها
فشُلَّت ولا بُلَّت بأبيض قاضب
فإن أك قد أدنيت والله عالم
بذنبي فقد أقلعت إقلاع تائب
فدم ما شدت ورق بمورق أيكة
وما وَخَدَتْ يوماً قَلوصٌ براكب
شرف الدين الحلي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الاثنين 2012/07/16 11:13:28 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com