تُب يا عَذولي عَن مَلامي وَاِتَّئِب | |
|
| فَلَيسَ قَلبي عَن غَرامي مُنقَلِب |
|
بي أَهيَفٌ مِثلُ قَضيبِ البانِ مِن | |
|
| أَجفانِهِ السودِ اِنتَضى بيضَ القُضُب |
|
أَودَعَ قَلبي أَلَماً بَردُ اللَمى | |
|
| وَلَم يَدَع لي نَشباً بَرقُ الشَنَب |
|
أَعرَبَ عَن مَحاسِنٍ تَحسدُها ال | |
|
| غيدُ وَإِن أَصبَحنَ أَبكاراً عُرُب |
|
ما اِستافَ مِغناطيسُهُنَّ مُهجَتي | |
|
| إِلّا وَكادَت مِن حَيازيمي تثب |
|
يا حَبَّذا أَرواحُنا كاسِيَةً | |
|
| بِراحِنا تَحتَ رَياحينِ الطَرَب |
|
وَنَحنُ في اِغتِباقِنا نَدأَبُ وَاِص | |
|
| طِباحِنا لَم نَخشَ مِن نابِ النُوَب |
|
وَالعَيشُ صافٍ وَالأَماني غَضَّةُ ال | |
|
| أَوصافِ تسّاقطُ مِنهُنَّ الرُطَب |
|
وَكُلَّما اِفتَرَّ الحَبيبُ ضاحِكاً | |
|
| تَبَسَّمَت كاساتُنا عَنِ الحَبَب |
|
أَراكَ هَذا الدرَّ في الياقوتِ مَن | |
|
| ظوماً وَهَذا لُؤلُؤاً عَلى ذَهَب |
|
يُقابِلُ الوَردَ بِوَردٍ مِثلِهِ | |
|
| مِن وَجنَتَيهِ إِن صَحا وَإِن شَرِب |
|
يَمُدُّ لِلكَأسِ بَناناً أَبيَضاً | |
|
| فَيَنتَشي مِنها البنانُ مُختَضِب |
|
يُخشى عَلى الساقي إِذا ما شَجَّها | |
|
| في الكَأسِ مِن شُعاعِها أَن يَلتَهِب |
|
وَلَّت لَيالينا حميداتٍ فَكَم | |
|
| طَوَت مِنَ اللَذاتِ عَنّا وَالأَرَب |
|
فَغودِرَت أَنفاسُنا في صَعَد | |
|
| لِفَقدِها وَالدَمعُ مِنّا في صَبَب |
|
عَلَّ الزَمانَ أَن يَعودَ عَودَةً | |
|
| بِها فَيَجلو الشَكَّ عَنّا وَالرِيَب |
|
كَما حَبا الرِياسَةَ الغَرّاءَ مِن | |
|
| مُؤَيدِ الدينِ بِكافٍ مُنتَجَب |
|
بِالأَريَحِيِّ اللَوذَعِيِّ الأَلمَعِي | |
|
| يِ الشمَّرِيِّ الهِبرِزِيِّ المُنتَخَب |
|
بِأَسعَد الطالِعِ جاءَت أَسعُداً | |
|
| تَرمي العِدا بِسَهمِ سوءِ المُنقَلَب |
|
لِيَهنِها أَن ظَفِرَت لا صَفِرَت | |
|
| عَنهُ بِجَدٍّ نازِحٍ عَنهُ اللَّعِب |
|
رِئاسَةٌ أَوسَعها سِياسَةً | |
|
| مُحتَسِباً في اللَهِ غَيرَ مُكتَسِب |
|
وَلَم تَزَل تَلوحُ في أَعطافِهِ | |
|
| مُذ كانَ طِفلاً كَالفِرِندِ في القُضُب |
|
نَمَت بِهِ إِذ وُسِمَت بِمَجدِهِ | |
|
| فَهيَ إِلى الجَوزاءِ تَرنو عَن كَثَب |
|
سُرَّ بِهِ الناسُ فَقالوا كُلُّهُم | |
|
| لِمِثلِ هَذا اليَومِ كُنّا نَرتَقِب |
|
الآنَ أَضحى الجودُ فينا عامِراً | |
|
| مُشَيَّداً وَكانَ قِدماً قَد خَرِب |
|
ما لِلمَعالي عَنهُ مِن مَندوحَةٍ | |
|
| فَهيَ إِلى أَبي المَعالي تَنتَسِب |
|
أَقلامُهُ فيها المَنايا وَالمُنى | |
|
| كَوامِناً وَطَعمُ صابٍ وَضَرَب |
|
نَستَنبِطُ الأَفكارَ وَهوَ كاتِبٌ | |
|
| بيضَ المَعاني مِن سَوادِ ما كَتَب |
|
فَلَو رَأَتهُ مُقلَة اِبنِ مُقلَة ال | |
|
| كاتِبِ نادى مُعلِناً يا للعَجَب |
|
هَذا هُوَ اللؤلُؤُ مَنظوماً بِلا | |
|
| شَكٍّ وَخَطي عِندَهُ كِالمَخشَلَب |
|
وَلَو رَآكَ اِبنُ العَميدِ مَنشَئاً | |
|
| يا اِبنَ العَميدِ عادَ مَقطوعَ النَسَب |
|
وَقال ما عَبدُ الحَميدِ هَكَذا | |
|
| وَهَل يُقاسُ النَبعُ يَوماً بِالغَرَب |
|
أَبا المَعالي أَنتَ أَذكى مَن كَتَب | |
|
| وَمَن تَصَدّى لِلقَريضِ وَالخُطَب |
|
ها أَنا كَالمُهدي إِلى بَغدادَ مِن | |
|
| دِمَشقَ إِذ أُنشِد تَمراً أَو رُطَب |
|
يكفيكَ إِقرارُ الأَنامِ كُلِّهِم | |
|
| أَنَّكَ خَيرُ اِبنٍ أَتى مِن خَيرِ أَب |
|
قَد خُصَّ ذا المَنصِبُ مِنكَ بِاِمرِئٍ | |
|
| قامَ لَهُ الدَهرُ قِياماً فَاِنتَصَب |
|
بِمَن مَتى ما سَلَّ سَيفَ عَزمِهِ | |
|
| قَهقَرَ مِن هَيبَتِةِ الجَيشَ اللَّجِب |
|
بِمَن يَرُدُّ نابَ عَزمي نابِياً | |
|
| عَنّي إِذا مَدَّ ذِراعاً فَوَثَب |
|
فَعِرضُهُ في حَرَمٍ وَمالُهُ | |
|
| بِشَنِّ غاراتِ العُفاةِ في حَرَب |
|
مُرَوِّضُ الأَخلاقِ يُستَغنى بِهِ | |
|
| عَن شُربِ ما رُوِّقَ مِن ماءِ العِنَب |
|
تُثني سَجاياهُ عَلَيهِ مِثلَ ما | |
|
| يُثني شَذا الرَوضِ عَلى صَوتِ السُحُب |
|
مَنِ اِدَّعى في دَهرِنا مِثلاً لَهُ | |
|
| يَوماً فَقَد باءَ بِزُورٍ وَكَذِب |
|
أَكفى الكفاةِ مَشرِقاً وَمَغرِباً | |
|
| وَأَنجَبُ العُجم نصاباً وَالعَرَب |
|
سَمَت بِهِ مَآثِرٌ شَريفَةٌ | |
|
| بَديعَةُ الوَصفِ إِلى أَعلَى الرُتَب |
|
فَهَذِهِ الدَولَةُ دامَ ظِلُّها | |
|
| تَهتَزُّ مِن تيهٍ بِهِ وَمِن طَرَب |
|
آراؤُهُ خَلفَ عَفاريتِ العِدا | |
|
| راجِمَةٌ ثاقِبَةٌ مِثلَ الشُهُب |
|
وَسَّعَ لِلعُفاةِ ما ضاقَ وَقَد | |
|
| ضاقَ عَلى الحُسّادِ مِنهُ ما رَحُب |
|
لا تَرتَضي سُحبُ جَداهُ أَن ترى | |
|
| مُصَوِّحاً مِن ظَمَأٍ زَهرَ الأَدَب |
|
وَالدَهرُ قَد أَصبَحَ طَوعَ أَمرِهِ | |
|
| فَلَو عَصاهُ الدَهرُ أَبصَرت العَجَب |
|
سَعادَةٌ تَبَّت يَدا حاسِدِهِ | |
|
| بِها كَما تَبَّت يَدا أَبي لَهَب |
|
مُكتَهلٌ حِلماً وَرَأياً وَنُهىً | |
|
| فَاِعجَب لَهُ مُكتَهِلاً لمّا يَشِب |
|
مُحتَجِبٌ عَن كُلِّ ذامٍ عِرضُهُ | |
|
| وَلَيسَ عَن حُسنِ الثَنا بِمُحتَجَب |
|
أَصدَقُ في وُعودِهِ مِنَ القطا | |
|
| إِن شيبَ وَعدٌ بِالغُرورِ وَالكَذِب |
|
مازالَ مغرىً حيثُ كانَ مُغرماً | |
|
| يَجمَعُهُ الحَمدُ بِتَفريقِ النَشَب |
|
أَبلَجُ وَضّاحُ الجَبينِ ماجِدٌ | |
|
| يَهُزُّهُ المَدحُ اِهتِزازَ ذي الطَرَب |
|
يَحنو عَلى سائِلِهِ تَلَطُّفاً | |
|
| بِهِ حُنُوَّ الوالِدِ البَرِّ الحَدِب |
|
بَرقُ أَساريرِ مُحَيّاهُ مَتى | |
|
| ما لاحَ غَيرُ خلَّبٍ لِمَن رَغِب |
|
وَبابُهُ حِصنٌ حَصينٌ لَم يُسَم | |
|
| من أَمَّهُ حَسو أَفاويقِ العطَب |
|
مَنابِرُ المَدحِ بِهِ عامِرَةٌ | |
|
| وَصِيتُهُ في الناسِ مَنشورُ العَذَب |
|
وَمَدحُهُ سارٍ مَسيرَ جُودِهِ | |
|
| فينا فَعَمَّ مَن نَأى وَمَن قَرُب |
|
أَسعَدُ أَسعِدني عَلى دَهرٍ غَدا | |
|
| عَدوَّ كُلِّ فاضِلٍ بِلا سَبَب |
|
وَاِكسَب ثَناءً مِن بَني الفَضلِ فَما | |
|
| زِلتَ تَرى ذَلِكَ نِعمَ المُكتَسَب |
|
تَفنى العَطايا مِن نضارٍ وَكُسىً | |
|
| وَشُكرُهُم يَبقى عَلى مَرِّ الحِقَب |
|
جُزيتَ خَيراً عَنهُمُ فَكُلَّما اِس | |
|
| تَسقَوا جَداكَ كانَ غَيثاً مُنسَكِب |
|
بَدَّلتَ أَسمالَهُم وَقَد عَرَوا | |
|
| فِناءَكَ الرَّحبَ بِأَبرادٍ قُشُب |
|
وَلَم تَزَل تَنشُرُ إِنعاماً عَلى | |
|
| مُدَوِّني مَدحِكَ في طَيِّ الكُتُب |
|
فَهاكَها طَيِّبَةَ النَشرِ حَكَت | |
|
| ذِكراكَ في النادي إِذا الفَخرُ نَسَب |
|
لَو طَرَقَت سَمعَ السَرِيِّ لَم يَقُل | |
|
| عَرج عَلى ذاكَ الكَثيبِ مِن كَثَب |
|