إِنَّ الهَوى إِن كُنتَ عَنهُ تَسأَلُ | |
|
| مَعنىً يَزيدُ بِما يَقولُ العُذَّلُ |
|
تَجني العُيونُ ثِمارَهُ لَكِنَّها | |
|
| تَجني بِهِنَّ عَلى القُلوبِ فَتَقتُلُ |
|
فَحَذارِ مِنهُ حَذارِ مِنهُ فَإِنَّني | |
|
| مِنهُ عَلى قَلبي الجَريحِ لأَوجَلُ |
|
لأُعَذِّبَن عَينَيَّ إِن جَنَتا الهَوى | |
|
| بِسُهادِ لَيلِهِما وَدَمعٍ يَهمُلُ |
|
يا مَن نَأى عَن ناظِري لَكِن ثَوى | |
|
| في القَلبِ فَهوَ كَحبِّهِ لا يَرحَلُ |
|
فَكَأَنَّهُ إِنسانُ عَيني لا أَرى | |
|
| جُثمانَهُ وَبِهِ أَرى ما يَمثُلُ |
|
وَكَذاكَ قَلبي غائِباً مَع قَرنِهِ | |
|
| وَبِهِ إِلى ما أَبتَغي أَتَوَصَّلُ |
|
هَذا وَلِلشَوقِ المُبَرِّحِ في الحَشا | |
|
| حُرَقٌ بِحَيثُ هَوى الحَبيب يُغَلغِلُ |
|
لا دَرَّ درُّ البَينِ كَم مِن مُقلَةٍ | |
|
| مِنهُ بِإِثمِدِ نَومِها ما تُكحَلُ |
|
ما لِلفِراقِ تَقَطَّعَت أَوصالُهُ | |
|
| عَنّا بِبَينٍ قَطعُهُ لا يوصَلُ |
|
أَجرى العُيونَ مِنَ العُيونِ وَغَيَّض ال | |
|
| صَبرَ الجَميلَ فَتَركُهُ بِيَ أَجمَلُ |
|
يا لَلرِّجالِ لجائِرٍ في حُكمِهِ | |
|
| ما بالُهُ عَن جَورِهِ لا يَعدِلُ |
|
في دَولَةٍ سارَت بِأَجمَل سيرَةٍ | |
|
| فينا فَما لِلعَدلِ عَنها مَعدِلُ |
|
أَبكي وَيَضحَكُ مِن بُكايَ فَيَلتَقي | |
|
| مِنّي وَمِنهُ مُدَلَّهٌ وَمُدَلَّلُ |
|
حَجَبَ الكَرى ضَنّاً وَظَنّاً أَنَّهُ | |
|
| سَيَجودُ بِالطَّيفِ الَّذي لا يَبخَلُ |
|
وا غَيرَتا مِن خَصرِهِ وَجُفونِهِ | |
|
| أَلِعِشقِها مِثلي لَهُ هِيَ نُحَّلُ |
|
في كُلِّ عُضوٍ مِنهُ بَدرٌ طالِعٌ | |
|
| في غَيرِ قَلبٍ خافِقٍ لا يَنزِلُ |
|
نَشوانُ هَزَّ قَوامَهُ بِصَبا الصِبى | |
|
| فَلَهُ شَمولٌ مِن صَباهُ وَشَمأَلُ |
|
لَئِنِ اِدَّعَت سِحرَ اللَّواحِظِ بابِلٌ | |
|
| فَكَما اِدَّعَت خَمرَ اللَّمى قُطرُبُّلُ |
|
فَالخَصرُ يُنحِلُ عاشِقيهِ نُحولُهُ | |
|
| وَالبُرءُ في خَصرِ اللَّمى لَو يُنحَلُ |
|
أَو ما رَأَيتَ الأَشرَفَ القَيلَ الَّذي | |
|
| أَغنى الأَنامَ جَداهُ عَن أَن يَسأَلوا |
|
أَولى المُلوكِ بِأَفعُلِ التَفضيلِ في | |
|
| كُلِّ المَآثِرِ فَهوَ فيها الأَكمَلُ |
|
وَهوَ الجَديرُ بِكُلِّ مَدحٍ سائِرٍ | |
|
| كَنَوالِهِ وَالأَطوَلُ المتَطَوِّلُ |
|
وَتَجورُ سيرَتُهُ عَلى أَموالِهِ | |
|
| كَرَماً وَلَكِن في الرَعِيَّةِ تَعدِلُ |
|
رَقَمَت لَهُ المُدّاحُ في حُلَلِ العُلا | |
|
| طُرُزاً تَمَنّاها الطِرازُ الأَوَّلُ |
|
بَيتٌ إِذا هَفَتِ الحُلومُ تَخالُهُ | |
|
| ثَهلانَ ذا الهَضَباتِ لا يَتَحَلحَلُ |
|
ما اللَيثُ يَنفُضُ لبدَتَيهِ مُغضَباً | |
|
| في الغيلِ يَزأَرُ وَهوَ فيهِ مُشبِلُ |
|
شَثنُ البَراثِنِ قالِصاً عَن نابِهِ | |
|
| دامي الأَظافِرِ واثِباً لا يُمهِلُ |
|
صَخِبُ الشَوارِبِ كالِئاً أَشبالَهُ | |
|
| شَرِساً تَكادُ الأَرضُ مِنهُ تَزَلزَلُ |
|
يَوماً بِأَفتَكَ مِنهُ بَأساً في الوَغى | |
|
| وَالمَوتُ يَعلو في الكُماةِ وَيَسفُلُ |
|
يَسقي العِدا بِسِنانِهِ وَحُسامِهِ | |
|
| كَأسَ الرَّدى فَيَعُلُّ مِنهُ وَيُنهِلُ |
|
وَإِذا يُجادِلُ في العُلومِ بُزاتَها | |
|
| كانوا بُغاثاً وَهوَ فيهِم أَجدَلُ |
|
في تاجِهِ قَمَرٌ وَفي ثِنتَي مُفا | |
|
| ضَتِهِ هِزَبرٌ بِالحَديدِ مُسَربَلُ |
|
سحان يُقدِمُ وَحدَهُ يَومَ الوَغى | |
|
| فَيَعودُ بِالإِحجامِ عَنهُ الجَحفَلُ |
|
فَالبِيضُ تَركَعُ وَالرُؤوسُ سَواجِدٌ | |
|
| في التُربِ مِن حَرِّ الظُبى تَتَمَلمَلُ |
|
حَيثُ الحَنايا بِالسِّهامِ قَواذِفٌ | |
|
| حُتُفاً تُكَبِّرُ في العِدا وَتُهَلِّلُ |
|
فَبِسَيفِهِ مَجَّ الفِرَنجُ دِماءهُم | |
|
| في البَحرِ حَتّى الماءُ مِنهُ أَشكَلُ |
|
وَالمُسلِمونَ بِيُمنِ غُرَّتِهِ وَجو | |
|
| دِ يَمينِهِ وَصَلوا إِلى ما أَمَّلوا |
|
مَلكٌ عُفاةُ الطَيرِ مِن ضيفانِهِ | |
|
| وَضيافِنٌ غُبشٌ تَخوتُ وَتَعسِلُ |
|
وَإِذا المُلوكُ رَقَوا إِلى دَرَجِ العُلى | |
|
| رُتَباً تَناوَلهنَّ موسى مِن عَلُ |
|
أَغنى الرِجال المُقتِرين نَوالُهُ | |
|
| غَيري لِحِرمانٍ عَلَيَّ يُوَكَّلُ |
|
وَلَو اَنَّ أَربابَ القريضِ تَسابَقوا | |
|
| في مَدحِهِ لَأَتَيتُ وَحدي أوَّلُ |
|
قَد آن أَن أَرِدَ الفُراتَ فَأَرتَوي | |
|
| مِنها فَكَم أَظماوكُم أَتَوَشَّلُ |
|
وَالعَجزُ أَوجَبَ لي الخُمولَ وَقَد أَرى | |
|
| بابَ الغِنى فَتحاً فَلم لا أَدخُلُ |
|
فَلَأَقصُدَن مَلِكاً يَجودُ بِرِفدِهِ | |
|
| لِلسائِلينَ وَوَجهُهُ يَتَهَلَّلُ |
|
أَسعى إِلَيهِ مُؤَمِّلاً فَأَعودُ عَن | |
|
| هُ مُمَوَّلاً خَصبَ الجنابِ أُؤَمَّلُ |
|
ما ذاكَ إِلّا الأَشرَفُ المَلكُ الَّذي | |
|
| مَنصورُهُ في دَهرِهِ لا يُخذَلُ |
|
وَبِحَسبِ عافيهِ بَشيراً بِشرُهُ | |
|
| فَبِغَيرِ ذاكَ إِلَيهِ لا يُتَوَسَّلُ |
|
نَهَضَت بِعِبءِ المُلكِ مِنهُ سِياسَةٌ | |
|
| أَضحى الأَخَفّ عَلى عُلاها الأَثقَلُ |
|
أَمُظَفَّرَ الدينِ اِستَمِعها مِدحَةً | |
|
| كَالعِقدِ بِالدُرِّ الثَمينِ يُفَصَّلُ |
|
فَكَأَنَّها لِلسامِعيها رَوضَةٌ | |
|
| أُنُفٌ تَوَسَّطَها غَديرٌ سَلسَلُ |
|