لعل نسيمات الضحى والأصائل |
تؤدي إلى مغنى الحبيب رسائلي |
وتهدي إذا مرت سحيرا بربعه |
سلامي إلى بدر بطيبة آفل |
علي لدى الأعلى لذلك أصبحت |
منازله تعلو مجر المنازل |
وكل الأماني في غدو رواسم |
إلى رسمه أو في رواح رواحل |
إذا يمم الحادي بها حضرة العلا |
أرتك انسياب الفلك تحت المحامل |
والقت إلى كف السرى مقود الكرى |
كما بالطوى طابت لطي المراحل |
وإن مال ذو وجد إلى شعبه هوى |
تجدها لذاك الشعب أول مائل |
وما سوقها بل شوقها يستحثها |
حثيث أخي الإملاق يدعى لنائل |
ومن عجب هوج تهيج لها الصبا |
صبابة عذري لطيف الشمائل |
وتهوي بروقا بالعقيق تألقت |
كما جردت بيض بأيدي الصياقل |
حنينا لمن في كفه سبح الحصى |
وأنسى الخطاب النصب سحبان وائل |
وكم آية دلت على صدقه فما |
ألب لها الإنكار في لب عاقل |
وكم قاصد أقصى مدى معجزاته |
تلقاه بحر لا يحد بساحل |
رسول أتى والغي وارت غيومه |
نجوم الهدى والرشد عن كل غافل |
ووافى ودين الكفر قامت دعاته |
بإبطال تحقيق وتحقيق باطل |
فلما بدت آياته وهباته |
بدا النقض فيما أبرموا في المحافل |
وضاق الفضا ضيق اللحود عليهم |
فلا بال إلا وهو رهن البلابل |
تلقى كتاباً شرع ذي العرش شرعه |
وحد المناص فيه حد المناجل |
تولى أمي الوي جبريل حمله |
فأكرم بمحمول إليه وحامل |
حوى وعد وهاب وإنفاذ قاهر |
وتنزيه قدوس وأحكام عادل |
ووعظا بأهوال المعاد مخوفا |
وعلما بأنباء القرون الأوائل |
ودينا إلى دار المقامة مدنياً |
وبشرى بشكر السعي من كل عاقل |
وزجراً بما يلقاه من زاغ من لظى |
إذا قيد قوم نحوها بالسلاسل |
وفي كل ما يتلو الرسول دلالة |
على صدقه من واضحات الدلائل |
هو المصطفى من قبل تكوين آدم |
على الخلق من آبائهم والحلائل |
حبيب وحبات القلوب كناسه |
إذا بوئ المحبوب خير المنازل |
له غابة من صحبه هو ليثها |
لديهم مرير الموت عذب المناهل |
صدور إذا حلو بناد وفي الوغى |
صدورهم تلقى صدور العوامل |
أشداء والهيجاء حام وطيسها |
ذوو رحمة بالبائسات الأرامل |
فكم من عديم صار فيهم كمترف |
وكم من غريب صار فيهم كآهل |
كذا فليكن حسن الثناء لسادة |
متى أملوا لم يخلفوا ظن آمل |
على من به سادوا الورى وعليهم |
سلام كنثر الروض بين الخمائل |
فحتى متى اشتقاهم وتغرني |
أماني وإمهال بتسويف باطل |
وما المرء إلا ظاعن مترحل |
معار لأوقات تمر قلائل |
وأسفار صبح الشيب عن ليل لمتي |
دليل على ظل من العمر زائل |
ولما تقضت في التواني شبيبتي |
وأصبحت من جرائها في حبائل |
ولم يبق لي إلا التفاني بأدمع |
على طول تفريطي هوام هوامل |
وكل يرى أن المديح وسيلة |
لكل كريم من أج الوسائل |
مدحت الشفيع المصطفى غير قائم |
بمعشار ما يحصى له من فضائل |
وما المدح فيمن يحسن المدح باسمه |
وأوصافه إلا كتحصيل حاصل |
ولكنه جهد المقل لقاصر |
عن الفرض في تعظيمه والنوافل |
ألم يك قول الله في رفع ذكره |
وهل بعد قول الله قول لقائل |