أعد الحديث فليس بالمملول |
عن خير مبعوث وخير رسول |
واملأ مسامعنا بطيب حديثه |
فهو الشفاء لحر كل غليل |
وادأب عليه مصليا ومسلما |
فكذا أتى في محكم التنزيل |
واخصص بترداد السلام ضريحه |
في كل شارقة وكل أصيل |
وإذا رأيت العيس تحدى نحوه |
فاختر مواطئهن للتقبيل |
واشفع بمن حملت على أكوارها |
من حامل لغرامه محمول |
واصحبهم بالقصدان ونت الخطى |
ورأيت باع الطول غير طويل |
فعسى ينالك منزكاة زكائهم |
ما قرر القرآن لابن سبيل |
ومن اقتدى بالصدق في أنحائه |
قادته عزمته بغير دليل |
ومن اشرأب إلى لقاء حبيبه |
جذب المقادة من يد التعليل |
وإماط سوف ومج ريقه رقه |
بلها العزيمة من فم التاميل |
حتى يرى البيداء وثبة خائف |
والميل من قصر دوين الميل |
كل الجمال متى أرى لك زائراً |
متبوئا بذراك خير مقيل |
فرحاً بمغناك المقدس تربه |
فرح المحب مبشرا بقبول |
مترنحا طربا تنح منتش |
هزت معاطفه شمال شمول |
فهناك أظفر بالأماني والمنى |
وعلى الوجود أصول حين وصولي |
وتهزني من طيب طيبة نفحة |
فيطيب لي مرحي وجر ذيولي |
وإذا أسأت تأدبا بحماكم |
عفوا فإني غبت عن معقولي |
من ذا يرى حرم الحبيب فيهتدي |
لتميز المعلوم والمجهول |
قمر له هضبات مكة مطلع |
والروضة الفيحاء أفق أفول |
جاءت نعوت كماله منصوصة |
في الذكر والتوراة والإنجيل |
وبه تشفع آدم لإلاهه |
لما أحس بحالة التجويل |
وأتى بمبعثه المسيح مبشراً |
يوصي به للجيل بعد الجيل |
وبليلة الإسراء أكمل فضله |
ناهيك من فضل ومن تكميل |
وإليه نلجأ في المعاد لأننا |
نأوي لظل للنجاة ظليل |
ما زال في الأصلاب ينقل نوره |
حتى تبلج في أعز قبيل |
من نبعة للجود روض نبتها |
وفروع مجد فارع وأصول |
صيد تحل من الأكابر هامها |
وتحل منها مفرق الإكليل |
فإنجاب غيم الغي عند ظهوره |
كالشمس في جو تلوح صقيل |
وأذل من بالكفر حاول عزة |
وأعز بالإيمان كل ذليل |
ألف الجميل فما يقابل سائلاً |
إلا بوجه كالسراج جميل |
لا يعدم السارون إن نزلوا به |
ريا لصاد أو قرى لنزيل |
سمح يشاكل حسنه إحسانه |
لا تعتريه ملالة المسؤول |
يلقي الأرامل واليتامى إن نأت |
عنهم عشيرتهم بكف كفيل |
ويبيحهم من حبه وحبائه |
ما يحمل المثري على التطفيل |
هذا الفخار ومن يكن ذا وصفه |
فالمدح فيه كقطرة في النيل |
وعلى أولي الألباب طراً أن يروا |
بذل النفوس له أقل قليل |
فعليه من ذي العرش كل تحية |
وعلى صحابته ذوي التفضيل |
ما أمرع الروض الحيا وتضوعت |
ريا نسيم في الغدو عليل |