خيال طيف الكري من بعد غيبته |
قد زارني موهنا اهلا بزورته |
ما كنت والله يا سمعي ويا بصري |
أهلاً لهذا ولا من بعض جيرته |
لكن يدا الفضل والاحسان قد وهبت |
هذا لصب الهوى من قبل صبوته |
وهكذا سنة الأحباب ما برحت |
ترقى بكل محب فوق رتبته |
يقول لي الطيف لما زار لم غفيت |
عيناك يا من تمادى في محبته |
فقلت ما نام جفني قط من ملل |
إلا ليلقى خيالاً من احبته |
يا محرقين بنيران الجوى كبدي |
ما غير الهجر قلبي بعد هجرته |
يا فرحة القلب لما صار منزلكم |
فيكم ويا انسه من بعد وحشته |
كدرتموه ليصفوا في محبتكم |
وجوهر المآ يصفو بعد كدرته |
لا نال من وصلكم في الحب غايته |
ان كان حل سواكم في سريرته |
أني وقد جبلت سوداه وانفطرت |
على محبتكم من قبل فطرته |
لما دعا الهوى لباه منخلعاً |
من بعد تمزيقه اطمار سلوته |
وسددت ساعة الاحرام سادته |
عليه كل طريق غير شرعته |
وأوقفوه على أبواب عزهم |
عسى ينال الأماني يوم وقفته |
والجفن بالنوم ضحى من عراص مني |
وها بقايا الدما تجري بمقلته |
ولو رمى جمرة من ناره احترقت |
تلك البطاح وما فيها لجمرته |
سعى لذات الصفا لما صفاه صفا |
وطاف بالحب سبعاً بعد عمرته |
والحجر لو أن قلبي ركنه حجر |
أضحى حطيماً على جدران كعبته |
لا خنتم يا أهيل الخيف دهركم |
ولا رحلتم عن الوادي وايكته |
وزاركم كل وسمى عارض هتن |
يسقي كثيب المصلى صوب جزمته |
حتى يغادره معشوشبا عبقاً |
كان رضوان وافاه بروضته |
فيه من الزهر والنوار ما عجزت |
قدايح البلغا عن وصف جملته |
ومن خزام حكى فيروزجا ورنا |
نحو السمآ محاكاها بزرقته |
ومن شقيق كياقوت به سبج |
اخاله خال من أهوى بوجنته |
وسوسن فيه تشيبه بعارضه |
ونوفر مثل لوني عند رويته |
واقحوان كشبه الثغر منتظم |
وخيزران وبان مثل قامته |
وجلنار أرى اكوازه سبغت |
من ورد وجنته الحمراء حمرته |
وياسمين وآس فاح نشرها |
كالمندل الرطب أو معطار نكهته |
كأنما الحسن لما خط دايرة |
بوجهه زاده منها بنقطته |
وعندليب على الأغصان منفرد |
إذا شذا سحراً أصبو لنغمته |
يتلو زبور الهوى طوراً وينشدني |
صبراً على بين من أهوى وجفوته |
ولا ترم بدلاً عنه ولا عوضاً |
وعش به مفراداً أو اخضع لعبرته |
عارضته منشداً قف واستمع خبري |
أني نحرت سلوى في ضيافته |