أما عندكم للصب يا ساكني نجد |
أماناً من الهجران والبين والصد |
أماناً لمن شطت به غربة النوى |
وأصبح ملقاً لا يعيد ولا يبدي |
يهيم إذا ناح الحمام على اللوى |
ويمسي على شوق ويصبح في وجد |
ولي مهجة لولا التستر اقبلت |
إليها مجوس الشرق من شدة الوقد |
وقلب ولو أن الهوى فيه معدن |
من الصبر والتجليد ذاب له جلدي |
كان وسيل البرق إذ سل سيفه |
راه له غمدا فاطبق في غمد |
ودمع راته العاذلات حسبنه |
جرى عرقا لولا الفواضل من بردي |
راين نجيع الدمع خالط هدبه |
فغادره مثل الشقايق والورد |
ففي مرسلات الدمع انسان ناظري |
وفي النازعات الروح والقلب في الوعد |
كليم على الأعراف في طور حبكم |
مقيم على الاخلاص والشكر والحمد |
وجفني على التحريم من سنة الكرى |
إلى حشرة قد بدل النوم بالسهد |
فتبَّت يداً من يعذل الصب في الهوى |
ويطرقه في فجره طارق البعد |
خليلي عرجاً بالغوير ويمما |
إلى سلمات الطاهرية بالقصد |
رسوم جليل بين ارسوف والنقا |
إلى أيمن الوادي إلى العلم الفرد |
إلى مجمع الشعبين من أرض حاجر |
إلى منبث القيصوم والشيح الدندي |
هناك المصلى والكثيب الذي به |
ضريح ولي الله الصادق الوعد |
فتى عامل الرحمن بالصدق والتقى |
وجاهد في الكفار بالجَد والجِد |
له قدم في مشرع الحب راسخ |
وهمته تعلو على كوكب السعد |
محب منيب خاشع متواضع |
سخي تقي للعدا ابدا مردي |
هو الشيخ نور الدين ذو الفضل والندى |
أبو الحسن المشهور بالصبر والزهد |
فسل ساكني لبنان والأربعين عن |
سليل عليل ثم سل ساكني نجد |
وسل نقباء الاولياء وخضرهم |
واوتادهم والساجدين على السد |
وسل عرفات كم له موقفاً بها |
على الصخرات السود يا سابق الوفد |
ولم أنس طيفاً زارني من خياله |
ونحن بشرقي المعاهد من لد |
وقد غاب واشينا فقمت مبادراً |
فرشت لذاك الطيف فوق الترى خدي |
وذاك قليل في طريق ذوي الهوى |
وادنى حقوق المالكين على العبد |
ألا يا مديرالكأس صرح بذكر من |
له معجزات قاطعات بلا حد |
هو المصطفى المبعوث للخلق رحمة |
محمد الهادي إلى سبل الرشد |
له المنصب الأسنى له الحوض واللوى |
وفي الملا الأعلى له رتبة الود |
مديحك يا خير البرية كلها |
طراز رقمناه على حلة المجد |
فصلى عليك الله جل جلاله |
صلاة لها طيب بفوق على الند |